يلتقي الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة كبار قادته العسكريين لمناقشة استراتيجية جديدة في افغانستان قد تقضي بارسال تعزيزات عسكرية الى ذلك البلد.
واشنطن: دعا اوباما اعضاء هيئة الاركان المشتركة الى غرفة العمليات المحصنة في البيت الابيض للاستماع الى راي قادة المؤسسة العسكرية بشان خطة الحرب في افغانستان. وياتي اجتماع الرئيس مع قادة فروع القوات المسلحة الاميركية بعد يوم من مشاركته في مراسم استقبال جثامين عناصر من الجيش الاميركي الذين قتلوا في افغانستان. وقال اوباما خلال المراسم ان التضحيات الجسيمة التي يقدمها الجنود الاميركيون تؤثر على قراراته.
وقال مسؤول في الادارة الاميركية ان quot;الاجتماع سيتضمن مناقشة للاستراتيجية والامكاناتquot; في الوقت الذي يدرس فيه اوباما طلب قائد القوات الاميركية الجنرال ستانلي ماكريستال ارسال 40 الف جندي اضافي الى افغانستان. وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته ان عملية المراجعة الدقيقة التي يجريها اوباما منذ اسابيع بدأت تصل الى نهايتها وانه على وشك اتخاذ قرار بشان الاستراتيجية المستقبلية للقوات الاميركية، الا ان الرئيس لا يريد التسرع.
واضافت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى التوقعات عندما قالت في باكستان الخميس ان الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية الافغانية التي ستجري في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر ستكون من بين العوامل التي سيتخذها اوباما في الاعتبار عند اتخاذ قراره بارسال مزيد من القوات الى البلد المضطرب.
وصرحت خلال زيارتها باكستان quot;اعتقد انه سيتخذ قراره بعد حل مسالة الانتخابات الافغانيةquot;. ومن المقرر ان يغادر اوباما بلاده في جولة الى اسيا تستغرق ثمانية ايام في 11 تشرين الثاني/نوفمبر، ما يمنحه فسحة من الوقت بعد الانتخابات الافغانية لاصدار قراره قبل الجولة. وكان الرئيس الاميركي عاد الى البيت الابيض الخميس اتيا من قاعدة دوفر الجوية في ديلوار على متن مروحية quot;مارين وانquot; حيث شارك في مراسم استقبال جثامين جنود اميركيين قتلوا في الحرب.
وصرح في المكتب البيضوي ان مراسم عودة الجنود القتلى quot;كانت تذكيرا قاسيا بالتضحيات الهائلة التي يتكبدها شباننا وشاباتنا العسكريون كل يومquot;. واضاف quot;من البديهي ان العبء الذي تتحمله قواتنا وعائلاتنا في اي حالة حرب سيلقي بظله على رؤيتي لتلك النزاعاتquot;، مضيفا quot;انه امر افكر فيه كل يومquot;. وقتل اكثر من خمسة الاف جندي اميركي في الحربين في العراق وافغانستان.
وترد مؤشرات الى اقتراب اتخاذ اوباما قراره بشان ارسال مزيد من القوات الى افغانستان خصوصا من خلال التسريبات بشان استراتيجيته الى كبرى الصحف الاميركية. فقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست الخميس ان اوباما طلب من كبار مسؤوليه تحليلا عن الولايات الافغانية لتحديد المناطق التي تخضع لادارة جيدة وذلك لمساعدته في اتخاذ قراره.
وفي وقت سابق من هذا الاسبوع ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان البيت الابيض بدا يصل الى صياغة لاستراتيجية بشان افغانستان يتم بموجبها ارسال مزيد من القوات الاميركية لحماية مراكز السكان الرئيسية، الا انه يدرك انه لا يمكن القضاء تماما على التمرد. وامضى اوباما اسابيع في درس طلب ماكريستال لارسال مزيد من القوات لمقاتلة طالبان، وتحذيره من انه اذا لم يحدث ذلك فقد تخسر الولايات المتحدة الحرب في افغانستان. وانهى اوباما مجموعة من المناقشات المعمقة في البيت الابيض مع كبار مساعديه ودرس كل جانب من جوانب الاستراتيجية الاميركية في افغانستان وباكستان.
ومن بين كبار العسكريين الذين يتوقع ان يشاركوا في الجلسة الاخيرة التي سيعقدها البيت الابيض الجنرال جيمس كارترايت نائب رئيس هيئة الاركان المشتركة، والجنرال جورج كيسي رئيس هيئة اركان الجيش، وقائد قوات المارينز الجنرال جيمس كونواي، والاميرال غاري روهيد رئيس عمليات البحرية، والجنرال نورتون شوارتز رئيس هيئة اركان القوات الجوية. كما سيشارك في الجلسة نائب الرئيس جو بايدن ووزير الدفاع روبرت غيتس ورئيس هيئة الاركان المشتركة الاميرال مايكل مولين, وغيرهم من كبار المسؤولين الامنيين في ادارة اوباما.
التعليقات