ألقى رئيس مجلس الدولة الصيني quot;رئيس الوزراءquot; ون غياباو كلمة في مقر الجامعة العربية بالقاهرة، والتي زارها على رأس وفد صيني رفيع المستوى، استقبله خلالها الأمين العام عمرو موسى وكبار المسؤولين بالجامعة، وسفراء كافة الدول العربية الأعضاء في الجامعة .وسبقت زيارة المسؤول الصيني إلى الجامعة العربية محادثات أجراها مع الرئيس المصري حسني مبارك، وفي ختامها قال أحمد أبو الغيط وزير الخارجية إنها تركزت على العلاقات الثنائية، في ظل تفاهم الطرفين لاحتياجات الآخر، خاصة تجاه بناء اقتصاد قادر على المساعدة في بناء خطط التنمية في مصر .
أوضح أبو الغيط أنه تم خلال اللقاء التركيز على منطقة شمال غرب خليج السويس والتعاون الصيني المصري في هذه المنطقة، وإقامة المشروعات فيها واستعداد مصر لتوفير الإمكانيات التي تعمل على نجاح هذا المشروع . وفي كلمته التي توجه فيها رئيس مجلس الدولة الصيني إلى العالمين العربي والإسلامي، وتناول فيها القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها تطورات عملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى استعراض الموضوعات والقضايا المطروحة على المنتدى العربي ـ الصيني إلى جانب بحث العلاقات الثنائية العربية الصينية وسبل تطويرها في مختلف المجالات .
كما ألقى عمرو موسى كلمة رحب فيها بالمسؤول الصيني الرفيع، كما أكد أهمية العلاقات العربية الصينية وضرورة دعمها وتطويرها في ظل العلاقات التاريخية التي تربط بين العام العربي والصين والتي تستند على مبادئ المساواة والاحترام المتبادل .
وأعرب موسى عن تطلعه في أن تواصل الصين دعمها للقضايا العربية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أرضه وفقا لمبدأ الأرض مقابل السلام وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية باعتبارها إحدى المرجعيات الهامة لاستئناف عملية السلام في مساراتها المختلفة .
ومضى موسى قائلاً quot;إذا كانت الدول العربية والصين قد تبادلا الدعم السياسي، فإن العلاقات العربية الصينية مؤهلة اليوم للانتقال إلى مرحلة جديدة لشراكة إستراتيجية حقيقيةquot; ، مجددا التزام جامعة الدول العربية بمبدأ الصين الواحدة وسيادة وسلامة ووحدة أراضيها . ويضم الوفد الصيني المرافق لرئيس مجلس الدولة كلا من: يانغ جيتشي وزير الخارجية وووتشو نهوا سفير الصين لدى القاهرة، وتشيو شياو شيونغ نائب سكرتير عام مجلس الدولة الصيني .
الصين والعرب وأفريقيا
هذا ومن المقرر أن يستضيف منتجع شرم الشيخ المصري يوم غد الأحد جلسة العمل الأولى للمؤتمر الوزاري الرابع للتعاون بين الصين وأفريقيا التي تنظر وتعتمد برنامج خطة العمل في المجالات المختلفة خلال السنوات الثلاث القادمة من 2010 وحتى 2012 . وأكدت مسودة خطة العمل التي رفعها كبار المسئولين على الالتزام بتطوير الشكل الجديد من المشاركة الإستراتيجية بين الصين وأفريقيا تمشيا مع أهداف تعميق الشكل الجديد من الشراكة الاستراتيجية لتحقيق التنمية، وحتى يتسنى تنفيذ نتائج المؤتمر على أرض الواقع ورسم مسار التعاون في شتى المجالات خلال السنوات الثلاث المقبلة .
ودعت خطة العمل إلى استمرار الجانبين في الحفاظ على قوة دفع الزيارات والاجتماعات على أعلى المستويات بهدف زيادة التفاهم المتبادل وتعميق الثقة المتبادلة والتعاون بين الجانبين، وأكدت مسودة خطة العمل على أهمية تنويع آليات الحوار من أجل تعميق الشكل الجديد للمشاركة الإستراتيجية بين الصين وأفريقيا، مشيرة إلى أنه منذ قمة بكين عام 2006 جرت بين الجانبين زيارات واجتماعات متكررة
كما قرر الجانبان التفعيل الكامل للآليات القادمة مثل اللجان الثنائية والحوارات الإستراتيجية والمشاورات السياسية بين وزارات الخارجية واللجان المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري بغرض تعزيز العلاقات بين الجانبين على مختلف الأصعدة .
وفي ختام اجتماع رئيس الوزراء الصيني مع الرئيس المصري حسني مبارك، قال أحمد أبو الغيط وزير الخارجية إن المباحثات ركزت على العلاقات الثنائية بين البلدين والمرحلة التي تمر بها وتتميز بأنها مرحلة ممتازة في ظل تفاهم بين الطرفين لاحتياجات الآخر خاصة تجاه بناء اقتصاد قادر على المساعدة في بناء خطط التنمية في مصر .
وأشار وزير الخارجية المصري إلى أن المباحثات تطرقت لرؤية البلدين للوضع الإقليمي، حيث شرح الرئيس مبارك الأوضاع في المنطقة، وخاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والحاجة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة والوضع الإسرائيلي ـ الفلسطيني والرؤية المصرية لكافة تطورات الأوضاع بالمنطقة مثل اليمن والعراق ولبنان، كما امتد النقاش إلى الوضع في أفغانستان حيث كان هناك تفهم صيني للرؤية المصرية تجاه هذه القضايا، على حد تعبير الوزير المصري . ومضى أبو الغيط قائلاً إن الملف النووي الإيراني حاز على جانب من المباحثات حيث قدم مبارك رؤية مصر في هذا الأمر وضرورة إنجاح الجهد الدولي في مشاوراته مع إيران للوصول إلى تسوية لهذا الملف الشائك، بما يؤدي لاستقرار المنطقة وتسوية تتيح لإيران الحق في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وتبعد شبح الاستخدام العسكري النووي .
التعليقات