أفادت منظمة الشفافية الدولية بتفاقم الفساد في القطاع العام بأفغانستان على مدى العامين المنصرمين وقالت انه متفش هناك بشكل أكبر مما هو عليه في أي دولة أخرى باستثناء الصومال.

برلين: أصدرت منظمة الشفافية الدولية مؤشرها السنوي لمدركات الفساد اليوم الثلاثاء وقالت ان ترتيب أفغانستان تراجع للعام الثاني على التوالي بين 180 دولة استنادا الى مستويات للفساد في القطاع العام. ويبرز التقرير المشكلة التي تواجه حكومات غربية بينها الولايات المتحدة التي تراجع استراتيجيتها لاحلال الاستقرار في أفغانستان بعد فوز الرئيس الافغاني حامد كرزاي بفترة رئاسية جديدة في انتخابات شابها التزوير.

وقالت المنظمة عن أفغانستان quot;ان أمثلة الفساد تمتد من بيع المناصب العامة والعدالة الى رشى يومية للحصول على خدمات أساسية. ويساهم هذا الامر بجانب تجارة الافيون المتفشية والتي لها صلة بالفساد أيضا في تراجع ترتيب البلاد على مؤشر مدركات الفساد.quot;

ويمنح مؤشر مدركات الفساد 180 دولة درجات من صفر الى عشرة على أساس أن الصفر يعني وجود مستويات مرتفعة من الفساد وتعني العشرة مستويات منخفضة منه. ويستند الترتيب الى بيانات من خبراء في الدول وقادة أعمال في عشر مؤسسات مستقلة من بينها البنك الدولي ووحدة ايكونومست للمعلومات والمنتدى الاقتصادي العالمي.

وللعام الثالث على التوالي حل الصومال في المركز الاخير وحصل على 1.1 درجة. وجاءت أفغانستان في ثاني أكثر المراكز سوءا وحصلت على 1.3 درجة أي أقل مما حققته العام الماضي وهو 1.5 درجة و1.8 درجة في 2007. وبعد أفغانستان احتلت ميانمار المركز الثالث برصيد 1.4 درجة ثم العراق والسودان برصيد 1.5 درجة لكل منهما.

وجاءت نيوزيلندا في المركز الاول وحصلت على 9.4 درجة تلتها الدنمرك برصيد 9.3 درجة وسنغافورة والسويد برصيد 9.2 درجة لكل منهما. ومن بين الدول التي تراجع ترتيبها في المؤشر ايران التي حصلت على 1.8 درجة بعدما كانت قد حققت 2.3 درجة وذلك بعد انتخابات رئاسة شهدتها في يونيو حزيران وقالت المعارضة انها زورت.

وساهمت الاضطرابات السياسية أيضا في تراجع ترتيب أوكرانيا من 2.5 الى 2.2 درجة. وتراجع ترتيب اليونان فحصلت على 3.8 بعد 4.7 درجة العام الماضي مما يشير الى عدم كفاية تنفيذ اجراءات مكافحة الفساد وتأخيرات في الاجراءات القضائية بجانب سلسلة من الفضائح التي قالت منظمة الشفافية الدولية انها تشير الى quot; ضعف عام.quot;

ومن بين الدول التي تحسن ترتيبها في مؤشر مدركات الفساد الولايات المتحدة حيث ارتفع رصيد نقاطها من 7.3 الى 7.5 درجة. وقالت المنظمة ان السبب في ذلك استجابة واشنطن السريعة للازمة المالية بما في ذلك اتخاذها اصلاحات تطالب بالمزيد من الشفافية والمحاسبة.

وارتفع رصيد بولندا كذلك من 4.6 الى خمس درجات بعدما أنشأت مكتبا لمكافحة الفساد. وحصلت روسيا على 2.2 بعد 2.1 درجة حققتها العام الماضي. وترجع زيادة نقاط روسيا الى قانون لمكافحة الفساد طبقه الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف. لكن المنظمة اشارت الى أن الدور المتزايد للحكومة الروسية في الاقتصاد لا يزال يمثل مشكلة.