مهدت نتائج المباحثات التي اجراها الرئيس الاميركي باراك اوباما مع نظيره الروسي دمتري ميدفيديف والزيارة التي اختتمها للصين، للارتقاء بالعلاقات بين الدول الثلاث الى مستوى أرفع، وجعلت سعة التفاهمات بين الاطراف، المراقبين يتحدثون عن احتمال ظهور ثلاثي على الساحة الدولية.

موسكو: يجمع غالبية المراقبين على ان المباحثات التي اجراها الرئيس دمتري مدفيديف مع نظيره الاميركي اوباما على هامش منتدى قمة اسيا ـ المحيط الهادي في سنغافورة، اكدت ان الزمن الذي كان ينظر كل طرف للاخر كخصم قد ولى. ان تشديد الموقف الروسي حيال ايران وتقاربه مع الموقف الاميركي، وتجسيده بخطوات تأجيل تصدير صواريخ 300اس واطلاق عمل محطة بوشهر الكهروذرية، والحرص على ايجاد حلول وسط لشروط معاهدة الحد من الاسلحة الهجومية الاستراتيجية جديدة، خلق اجواء ثقة بين موسكو وواشنطن.

وتضمن التقرير المشترك الذي قدمه وزيرا خارجية البلدين هيلاري كلينتون وسيرغي لافروف للرئيسين تأكيدات على وجود متقاربات كثيرة في المصالح الوطنية. وكلا البلدين حازمان على التغلب على عُقد الحرب الباردة، ومنح العلاقات انطلاقة جديدة. لذلك جرى الاعلان عن ان مناقشة الخلافات الثنائية ستجري بصورة شفافة ونزيهة، وبروح الاحترام المتبادل والاعتراف بوجهة نظر بعضهما الاخر. وستباشر 16 فرقة عمل مشتركة المباشرة في ادخال هذه التصورات الى حيز الوجود للتجسد في شتى المجالات بهيئة اتفاقات ومواقف سياسية ومشاريع واستثمارات.

ولم تتطلع روسيا إلى زيارة الرئيس اوباما بتوجس من ان تكون موجهة ضدها، كما كانت تتعامل سابقا مع اي زيارة يقوم به مسؤول رفيع لبكين ، فموسكو تقيم اليوم علاقات ودية وثيقة مع بكين وتصفها بالحليف الاستراتيجي، اضافة إلى ان ذهنية الحرب الباردة لم تعد تتحكم بمواقفها من واشنطن.وهناك إدراك بأن اصطفافا جديدا للقوى قد ترتب وان الدول الثلاث هي الاقوى.

سعي مشترك

ويعرب نائب مدير معهد الولايات المتحدة وكندا في موسكو فيكتور كريمينوك عن القناعة بانه وفي ظل مثل هذا المنحى في العلاقات فيمكن ان يظهر على الساحة الدوليـة ثلاثي روسيا ـ الصين ـ الولايات المتحدة، ويمكن ان تكون روسيا حلقة الوصل بين واشنطن وبكين. ويرى ان هناك مساحة واسعة للتعاون بين الثلاثي روسيا والولايات المتحدة والصين، خاصة على خلفية اعلان واشنطن عملية quot; اعادة تحميلquot; العلاقات مع واشنطن، ورغبة الصين في ان تكون لها مكانة لائقة في العلاقات الجديدة وتحصل على ضمانات بان الاطراف الاخرى ستأخذ مصالحهافي الاعتبار.

وهناك سعي مشترك لمكونات الثلاثي في ان تكون لها مساهمات ملموسة في عملية اقامة نظام امني دولي جدبد والتطورات الاقليمية . وثمة توقعات بان الثلاثي روسيا الصين الولايات المتحدة سيتبلور على درجات.

في البداية على مستوى خبراء ومن ثم على مستوى وزراء الخارجية والاقتصاد والدفاع لتنسيق المواقف حيال هذه او تلك من المشاكل الدولية والاقليمية الساخنة.ويمكن ان يتجسد التعاون كذلك في مواقف الثلاثي في مجلس الامن الدولي وغيره من الهيئات الدولية. ان التحديات الامنية والتطور الاقتصادي والمالي وغيرها ستدفع الاطراف الثلاثة لتعزيز الثقة والمباشرة بحوارللتغلب على العراقيل.