تشهد القارة الأوروبية اليوم اجتماعا استثنائيا زعماء ورؤساء حكومات الدول الأعضاء في الإتحاد من اجل سمية رئيس ثابت وممثل أعلى للسياسة الخارجية وأمين عام للتكتل.

بروكسل: يجتمع زعماء ورؤساء حكومات الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي بصورة استثنائية اليوم في بروكسل وعلى جدول أعمالهم بند وحيد وهو تسمية رئيس ثابت للإتحاد وممثل أعلى للسياسة الخارجية وأمين عام للتكتل الموحد.

ويسعى رئيس الوزراء السويدي فريدريك رينفلدت، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للإتحاد الأوروبي، لإنهاء الجولة الثانية من مشاوراته مع باقي الزعماء للتوصل إلى إجماع حول أسماء معينة، إذ يحتاج التكتل لإجماع الزعماء لتسمية رئيس المجلس الأوروبي، أو على الأقل للأغلبية المطلقة للأصوات (ما يعادل 55 % من الأصوات) بحسب معاهدة لشبونة. وتؤكد المصادر المقربة من القمة بأن الحصول على الإجماع لا زال حتى الآن بعيد المنال، إذ لا يحظى أي مسؤول من المطروحة أسمائهم على موافقة الجميع.

وتتداول الأروقة الأوروبية عدة أسماء حالياً لشغل منصب رئيس الإتحاد من أهمها البلجيكي هيرمان فان رومبوي، المدعوم فرنسياً وألمانيا والمرفوض بريطانيا، quot;تنطبق على فان رومبوي أهم المواصفات المطلوبة لمنصب رئيس الإتحاد، فهو مقرب من الحزب الشعبي الأوروبي، أكبر التكتلات البرلمانية السياسية الأوروبية، وينتمي إلى بلد صغير مؤسس للإتحاد كما إنه معروف بميله إلى تحقيق التفاهمات وإيجاد الحلول الوسطquot; بحسب المحللين المحليين.

ومن بين المرشحين أيضاً رئيس وزراء هولندا يان بيتر بيلكننده، (مقبول بريطانيا)، وكذلك المستشار النمساوي السابق، وهما ينتميان إلى التيار الديمقراطي المسيحي، دون إهمال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، الذي لا تزال حكومة بلاده تجاهده لفرضه على قمة هرم الإتحاد.

أما الرئيسة الليتوانية السابقة فيرا فيكيه فيبيرغا، فهي تجد دعماً ملحوظاً لحظوظها في الفوز من خلال الضغوط التي يمارسها البرلمان على المجلس الأوروبي لتسمية امرأة في منصب رئيس الإتحاد.

أما بالنسبة لمنصب الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للإتحاد، فالمنافسة ليست أقل حدة بين كل من الإيطالي ماسيمو داليما، المدعوم من التيار الاشتراكي في البرلمان الأوروبي، والمرفوض من قبل البعض بسبب ماضيه الشيوعي، والإسباني ميغل أنخيل موراتينوس، وزير خارجية إسبانيا، والبريطانية كاترين آشتون، التي تشغل حالياً منصب المفوضة الأوروبية المكلفة شؤون التجارة، والاشتراكية الفرنسية إليزابيت جيغو، التي شغلت سابقاً منصب وزير مكلفة بالشؤون الأوروبية، التي تضعف حظوظها كثيراً أمام مواطنها ميشيل بارنيه، الذي تؤيد باريس توليه إحدى الحقائب في الجهاز التنفيذي الأوروبي.

ويذكر بأن رئيس الوزراء السويدي يتعرض حالياً لانتقادات شديدة من قبل المسؤولين والبرلمانيين الأوروبيين بسبب ما quot;أسموهquot; غياب الشفافية، وعدم القدرة على التوصل إلى تفاهمات قبل ساعات من الاجتماع العلني.

وكان رئيس الوزراء السويدي قد ألمح في وقت سابق، إلى إمكانية تمديد القمة الأوروبية الاستثنائية إلى يوم غد الجمعة أو تحديد يوم آخر للاجتماع في حال فشل الزعماء مساء اليوم في التوصل إلى التوافق على أسماء محددة، ما يلقي بظلال شك على النتائج المتوقعة من لقاء اليوم.