تستمر التداعيات السلبية لمباراة التأهل على نهائيات كأس العالم بين مصر والجزائر خصوصًا بعد أن استدعت مصر سفيرها للتشاور على خلفية أحداث العنف التي صاحبت مباراة منتخبي البلدين في العاصمة السودانية اول أمس. واليوم جُرح احد عشر شرطيًا و24 من افراد الشرطة امام السفارة الجزائرية في القاهرة، عندما رشق متظاهرون مصريون قوات الامن بالحجارة والزجاجات الحارقة، ولحقت تلفيات بخمس عشرة سيارة خاصة وللشرطة وكذلك تهشمت واجهات اربعة محلات ومحطة وقود واثنتي عشر لوحة للاعلانات.
متظاهرون يحاولون الوصول الى سفارة الجزائر بالقاهرة |
وقالت الوزارة في بيان ان quot;مجموعات من المواطنين حاولت التوجه الى مقر السفارة الجزائرية في منطقة الزمالك رافعين الاعلام المصرية باسلوب متحضر وملتزم اعرابًا عن غضبهم واستنكارهم للاحداث المؤسفة التى اقدم عليها عدد من مشجعي فريق الجزائر خلال مباراتي القاهرة والخرطومquot;. واضافت ان عددًا من المتظاهرين المصريين quot;جنحوا الى القاء الحجارة وزجاجات بها مواد ملتهبة نحو قوات الشرطة ما اسفر عن اصابة أحد عشر ضابطا وأربعة وعشرين من الافرادquot;.
واضافت ان quot;تلفيات لحقت بخمس عشرة سيارة خاصة وللشرطة وكذلك تهشمت واجهات اربعة محلات ومحطة وقود واثنتي عشر لوحة للاعلاناتquot;. وتابعت ان ذلك quot;اضطر قوات الشرطة لتفريق المتجمعين وضبط متزعمي اعمال الشغبquot;، موضحة ان quot;التحقيق جارquot; في الحوادث. واوضح البيان ان quot;قوات الشرطة حرصت على اتاحة الفرصة لهم على مسافة تبعد عن مقر السفارة حوالى نصف كيلومترquot; في التظاهرة.
![]() |
وعمدت شرطة مكافحة الشغب مرات عدة الى صد المتظاهرين الذين احرقوا اعلاما جزائرية ورددوا هتافات معادية للجزائر التي تأهلت الاربعاء لمباريات كأس العالم لكرة القدم في 2010. وقد دانوا quot;الاعتداءات المتكررةquot; على المشجعين المصريين من قبل المشجعين الجزائريين في الخرطوم حيث نظمت المباراة بين الخضر والفراعنة.
واكد مشجعون مصريون لوكالة فرانس برس ان حافلتهم تعرضت للرشق بالحجارة في اثناء العودة الى مطار الخرطوم بعد خسارة فريقهم 1-0 في المباراة الفاصلة. واستدعت مصر سفيرها في الجزائر للتشاور الخميس كما استدعت السفير الجزائري في القاهرة للاحتجاج على الهجمات.
وهذه المرة الثانية في اسبوع التي يستدعى فيها السفير عبد القادر حجار. وقد استدعي الى وزارة الخارجية الاسبوع الماضي عقب مهاجمة مشجعين جزائريين لمؤسسات ومنازل مصريين في العاصمة الجزائرية.
وكانت اعمال عنف استهدفت لاعبين ومواطنين جزائريين الاسبوع الماضي في القاهرة على هامش لقاء المنتخبين الاول الذي انتهى بفوز مصر بهدفين مقابل لا شيء. وبعد هذه المباراة، هاجم متظاهرون في شوارع العاصمة الجزائرية 15 مكتبًا لشركة محلية تابعة لشركة اوراسكوم المصرية للاتصالات كما قام باعمال تخريب مرتين في مكاتب المصرية للطيران في الجزائر. ودفعت الهجمات شركة اوراسكوم الى سحب 25 موظفا مصريا وعائلاتهم من الجزائر.
![]() |
وأضافت الوكالة أن الرأي العام الجزائري اعتبر هذا الأمر quot;ينافي بصفة قطعية ما تناقلته وسائل الإعلام المصرية من تهويل وتشويه للحقائق الغرض منه التقليل من الفوز المستحق للفريق الوطنيquot;. وأشارت أن الموقف الرسمي المصري ازداد تصعيدا من خلال الإعلان عن استدعاء سفير الجزائر بالقاهرة أمس الخميس إلى وزارة الخارجية.
وشددت على أن الجزائر عملت منذ الوهلة الأولى على التهدئة وتجنب كل ما من شأنه أن يسيء للعلاقات بين البلدين الشقيقين وذلك رغم التجاوزات الخطيرة التي حدثت في القاهرة من quot;التعدي المتعمد على حافلة الفريق الوطني والمضايقات التي تعرض لها الوفد الرسمي المرافق للفريق الوطني والتعدي الجسدي على أنصار الفريق الوطني وما رافق ذلك من الضغوط النفسية والحملة الإعلامية الشرسة من مختلف وسائل الإعلام المصريةquot;.
وأوضحت الوكالة أن quot;مسؤولين جزائريين قد أكدوا أن من مسؤولياتهم حماية الرعايا الأجانب وممتلكاتهم بما فيها ما يتعلق بالرعايا الأشقاء من جمهورية مصر العربية ويدركون تمامًا أن تواجدهم في الجزائر يعود إلى عراقة العلاقات بين البلدينquot;. وكانت اشتباكات قد وقعت بين مشجعين مصريين وآخرين جزائريين خلال الأسابيع الماضية.
التعليقات