إقرأ أيضاً: |
حرب كرة القدم: مصر x الجزائر |
على خلفية معلومات عن إعتداء على عدد من المصريين في السودان أكد السفير المصري لدى الخرطوم في وقت مبكر صباح اليوم أنه جرى إرسال قوات خاصة إلى السودان لتأمين خروج الجماهير المصرية من العاصمة السودانية. وتجمع عدد من الشباب المصري فجر اليوم أمام مقر السفارة الجزائرية بالقاهرة منددين بالإعتداء على الجمهور عقب مباراة منتخبي مصر والجزائر في السودان مساء أمس الأربعاء.
القاهرة: تجمع عشرات من الشباب المصري فجر اليوم الخميس أمام مقر السفارة الجزائرية بالقاهرة منددين بالإعتداء على الجمهور المصري عقب مباراة منتخبي مصر والجزائر في السودان مساء أمس الأربعاء. وقال عدد من المشاركين في التجمع، لوكالة (د.ب.أ)، إن عدد المشاركين تجاوز 250 شخصًا، لكن قوّات أمن كثيفة تطوق المنطقة التي تقع فيها السفارة في حي الزمالك، قامت بتفريقهم وابعادهم بعدما رددوا شعارات صاخبة بينها المطالبة بطرد السفير الجزائري وquot;الثأر للمصريين من كل الجزائريين المقيمين في مصرquot;.
في المقابل، بدأ وصول مئات من الجمهور المصري من العاصمة السودانية الخرطوم فجر اليوم الخميس بعد ساعات طويلة من تعطل وصول ما يقرب من 10 آلاف مشجع مصري سافروا خلال اليومين الماضيين لمساندة فريقهم في مباراة الحسم التي تأهل فيها المنتخب الجزائري لكأس العالم 2010 بعد فوزه على نظيره الجزائري بهدف دون رد. ونفت مصادر ومؤسسات رسمية مصرية، بينها وزيرا الإعلام والصحة، وقوع أي وفيات بين المصريين في السودان، في حين تحدثت تقارير عدة عن وفاة شخصين واصابة عشرات بينهم فنانون ومثقفون وإعلاميون.
من جانبه أكد السفير المصري لدى الخرطوم عفيفي عبد الوهاب في وقت مبكر من صباح اليوم أنه جرى إرسال قوات خاصة إلى السودان لتأمين خروج الجماهير المصرية من العاصمة السودانية بعدما تعرضوا لاعتداءات من قبل الجماهير الجزائرية عقب انتهاء المباراة. وقال السفير المصري لإذاعة quot;الشباب والرياضةquot; المصرية، إن المشجعين المصريين تعرضوا لاعتداءات من جانب الجماهير الجزائرية بشارع quot;الجمهوريةquot;، مضيفًا أن هناك بعض الإصابات بين الجماهير المصرية.
وأضاف أنه على اتصال دائم بكافة الجهات المعنية في الحكومة السودانية لحين وصول القوات الخاصة المصرية بعد اتصالات من الرئيس المصري حسنى مبارك لإبلاغ الرئاسة السودانية بسرعة التحرك للسيطرة على الموقف quot;المحتدمquot;. ويأتي ذلك متزامنًا مع ما نقلته وسائل إعلام مصرية عن وزير الإعلام المصري أنس الفقي الذي قال إنه تم إرسال سرب من الطائرات لإعادة المصريين من السودان.
وكان وزير الإعلام المصري أنس الفقي قد هدد بإرسال قوات مصرية لحماية المصريين. وقال الفقي لبرنامج quot;القاهرة اليومquot; بفضائية أوربت في وقت مبكر من صباح الخميس إن هناك تنسيقا على أعلى مستوى وأن الرئيس حسني مبارك نفسه يتابع الموقف بشكل دقيق وتم إجراء اتصالات بالكثير من الجهات الرسمية السودانية.
وأوضح الفقي أن مطار الخرطوم يضم حاليًا سرب طائرات مصري مكون من 9 طائرات جاهزة للتحليق والعودة بالمصريين إلى بلدهم فورًا، ودعا جميع المصريين الموجودين هناك للبقاء في أماكنهم حتى وصول الأمن السوداني إليهم لتأمينهم. وأعلن الفقي عن توجيه واضح في ما يخص إرسال قوات مصرية لحماية المصريين هناك إذا لم تستطع السلطات المحلية حماية المصريين هناك.
وقال إن الأمر بدأ تفجره نتيجة الزحام الذي أدى إلى توقف في الطريق المؤدي إلى المطار على الرغم من أن المسافة بين الملعب والمطار لا تتجاوز 20 دقيقة وبالتالي لحق الجمهور الجزائري بالجمهور المصري وحدث صدام بينهما. وتحدث الوزير المصري عن لجوء جزائريين للبحث عن أماكن لشراء سكاكين وخناجر قبل المباراة منوهًا إلى أن ذلك يعني وجود نية مبيتة.
وبينما انتهت المباراة قبل منتصف الليل باكثر من ساعة، وصل الفريق المصري الى مطار القاهرة قادما من الخرطوم في السادسة صباحا ( 4:00 بتوقيت غرينتش) نظرًا للأزمة التي شهدها مطار الخرطوم بسبب الزحام الشديد الذي تزايد بعد تفجر أحداث العنف التي تلت المباراة، كما يستمر وصول الجمهور المصري حتى ظهر اليوم الخميس على رحلات طيران منتظمة تقلع أحدها كل نصف ساعة.
وشهدت الساعات التالية للمباراة هجومًا واسعًا على التهاون الأمني في الجانب السوداني الذي لم يتمكن من السيطرة على الأمور في حين هاجم البعض الحكومتين المصرية والجزائرية باعتبارهما مسؤولين عما حدث. وقال الكاتب ونائب البرلمان المصري مصطفى بكري لبرنامج quot;القاهرة اليومquot; بفضائية أوربت إن هناك quot;تهاونًا شديدًا من جانب السفارة المصرية في السودانquot;، مشيرًا إلى أن رجال السفارة كانوا موجودين حتى خرج quot;ابنا الرئيس المصري جمال وعلاء مبارك من مطار الخرطوم وأنهم اختفوا بعدهاquot;.
وطالب بكري باقالة الحكومة المصرية التي فشلت تماما في تأمين مواطنيها الذين تعرضوا لاصابات متفاوتة. واستنجد المطرب محمد فؤاد بالبرنامج نفسه عبر الهاتف قائلاً إنه يتعرض للموت على أيدي جزائريين بشكل مباغت وأنه شخصيًا لم يجد مهربًا من المطاردات قبل أن يختبئ مع عدد من زملائه الفنانين، بينما قال عقب وصوله إلى القاهرة لقناة quot;نايل سبورتquot; إنهم اختبئوا في مكتب وكالة طارق نور للإعلان.
وقال الكاتب والإعلامي وائل الإبراشي لقناة quot;نايل سبورتquot; المصرية عقب وصوله الى مطار القاهرة إنه حذر قبل سفره مما حدث وأنه توقع حدوث مجزرة مدبرة ومبيتة في حال فوز الفريق المصري. وأكد الإبراشي ضرورة محاسبة المسؤولين عن الحادث، وبينهم مسؤولون مصريون اختاروا السودان مكانًا لإقامة المبارة دون إدراك للوضع السياسي الذي لا يدعم اختيارها أبدًا، على حد قوله.
في المقابل، بدأت خلال ساعات الليل دعوات واسعة إلى تظاهرات ووقفات احتجاجية في العاصمة المصرية احتجاجًا على ما جرى للمشجعين المصريين في السودان، بينها تظاهرة في ميدان مصطفى محمود بحي المهندسين حملت شعار quot;كرامة المصري أولاًquot; تحدد لها غدًا بعد صلاة الجمعة. وقال الداعون إلى التظاهرة إنها تنبه الحكومة لضرورة وجود رد على الإهانات التي يتعرض لها المصريون فى الداخل والخارج.
كما أعلن عن وقفة احتجاجية ثانية أمام السفارة الجزائرية بالقاهرة التي شهدت طيلة الأسبوع الأخير كثافة أمنية مشددة، خوفًا من تحرشات أو تهديدات من شباب مصريين تم شحنهم اعلاميًا بشكل واسع. وتوارت بشكل واسع في مصر بعد الإعتداء على الجمهور المصري الدعوات لنبذ العنف وضبط النفس وظهرت حالة من التشنج الشعبي الواضح زادتها الفضائيات حدة خاصة مع انتشار صور فوتوغرافية ومشاهد فيديو مصورة لتعرض المصريين للعنف على أيدي الجزائريين.
إلى جانب آخر، استنكر عدد من الكتاب والمثقفين حالة الصدام التي تسبب فيها تهاون الحكومتين المصرية والجزائرية في التعامل مع الأزمة منذ بداية تفجرها خاصة وأن وسائل الإعلام في البلدينقامت بالدور الأكبر في زيادة حالة الإحتقان في الشارعين، على حد قولهم.
وقال المفكر المصري نادر فرجاني، لـ(د.ب.أ)، quot;في الرياضة يخرج اللاعبون والجمهور من المباراة متعانقين متحابين، بغض النظر عن نتيجة المباراة، وهكذا يجب أن تكون العلاقة بين مصر العروبة وجزائر المليون شهيد لكن حكم الفساد والاستبداد يلهي الجماهير عن واقع الفقر والقهر بالتعصب الأعمى وليس بالروح الرياضية السمحةquot;.
وقال الكاتب المصري، سليم عزوز، إن الشحن الاعلامي هو المسؤول عن الانفلات الذي جرى فضلاً عن الحضور السياسي غير المبرر quot;فلو أن الرئيس مبارك التقى الفريق الجزائري ورحب به لساهم في نزع فتيل الأزمة ولو أن الرئيس الجزائري انتصب خطيبًا وخاطب الغوغاء في بلاده لما فعلوا ما فعلواquot;.
وقال المفكر الجزائري الكبير محيي الدين عميمور quot;ما زال الشحن الإعلامي مستمرًا والسبب بسيط فليس هناك في مصر أو الجزائر قيادات سياسية تتمتع بالمصداقية وتملك النفوذ الشعبي الذي يمكنها من استقطاب الجماهير واستيعاب حركتها لكن عندنا حكومات والحكومات التي لا تستند إلى واقع حزبي راسخ لا قيمة لكل ما تقولهquot;.
وعبرت الإعلامية المصرية منى سلمان عن صدمتها من المستوى الذي وصل إليه quot;الحوار بين الشعبين والتلاسن وسوء الظنquot; الذي اعتبرته جنونيا ويحتاج إلى التحليل لمعرفة إذا ما كان احباطًا يشعر به الشعبان لأسباب داخلية ويعبر عن نفسه بهذه الطريقة. وتمنت أن يكون هناك تفسير لهذه الحالة من الهيستريا غير مجرد التعصب للكرة وإلا quot;فإن أشياء كثيرة تكون قد فقدت معناهاquot;.
ووقع 11 من أساتذة الجامعات الجزائريين بيانًا وزع أمس نددوا فيه بـquot;الأسلوب الشوفيني المقيتquot; الذي أدارت به بعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة في الجزائر ومصر بكافة أنواعها المرئية والمسموعة والمكتوبة تغطية مباراة كرة القدم بين المنتخبين الشقيقين والتي حولت، بحسب البيان، التنافس الرياضي الأخوي النبيل إلى quot;فتنة بين الشعبينquot;.
وأضاف البيان أن التلاحم بين الشعبين لا يمكن أن تهزه بعض الممارسات الإعلامية والسياسية غير المسئولة التي أخطأت في معالجتها quot;الشوفينيةquot; وألفاظها وعباراتها القاسية وتحريضها للشباب. ودعا البيان السلطات المعنية في البلدين إلى تبني خطاب إعلامي ومواقف quot;تتميز بالرزانة والوعي بالمخاطر التي يمكن أن يؤدي إليها الخطاب المتشنج من نشر ثقافة الكراهية والحقد المتبادلquot;.
تعزيزات أمنية إضافية حول المصالح الجزائرية فى مصر
عززت قوات الأمن المصرية في وقت مبكر من صباح اليوم الخميس من تواجدها المكثف على السفارة الجزائرية والمصالح الجزائرية فى مصر خاصة بعد الأنباء التى وردت من السودان حول quot;اعتداءquot; مشجعين جزائريين على المشجعين المصريين ووقوع العديد من الإصابات، وتردد أن هناك قتيلا من المصريين بخلاف المصابين.
وقال مصدر أمني مصريإن التوجيهات صدرت تحسبا لتحركات شعبية مصرية قد تضر بالمصالح الجزائرية فى مصر مثلما حدث من الجزائريين ضد المصالح المصرية فى الجزائر.
وأضاف أن الحالة الأمنية حتى الآن مازالت مستقرة وتحت السيطرة فى جميع المحافظات المصرية ولم تحدث أي تحركات من جانب المشجعين المصريين فى اتجاه أي من المصالح الجزائرية، رافضا توقع حدوث أي اعتداءات من جانب أى من المصريين إلا أن التأمين الذى تم quot;يأتي في إطار الاحتياطات الواجبة منعا لأي تجاوزات قد تقع من أي شخص وحماية للمصالح الجزائرية في مصرquot;.
وأشار إلى أن الأمن المصري تحرك نحو تأمين المصالح الجزائرية قبل المباراة الأولى التى تمت فى القاهرة وانتهت بفوز مصر، إلا أن التعزيزات الجديدة هى إضافة للتأمين الأساسي quot;الذي لم تتراجع أعداده منذ المباراة الأولىquot;.
التعليقات