على الرغم من مرور عشرين يومًا على حادثة قاعدة فورت هود في دلاس التي تمت على يد طبيب نفسي من أصول إسلاميّة عربيّة ويعمل في الجيش الأميركي والتي أدت إلى مقتل 12 جنديًا، إلا أن العرب والمسلمين بصفة عامة يعيشون حالة من القلق مردها الإنعكاسات الخطرة لهذه الحادثة والتي قد تأتي من قبل أشخاص لديهم نزعات عنصرية ردًّا على تلك الحادثة أو ربما يؤدي الأمر لفقدان وظائفهم في الجيش والجهاز الحكومي.
واشنطن: أثارت الحادثة التي حصلت في قاعدة فورت هود العسكرية في الأشجان في أميركا وأعادت إلى الذاكرة أحداث 11 سبتمر/أيلول والتي ما زالت عالقة في المخيلة. الأميركيون حتى اليوم يتحدثون عمّا حدث وعن التداعيات التي وصل لها إقتصاد بلادهم والخسائر التي تكبدوها وقد جاءت هذه الحادثة التي جرت في الخماس من الشهر الجاري لتكمل ما تبقى. وكان الطبيب النفسي نضال مالك حسن من الأصول العربية الإسلامية والذي يعمل في الجيش الأميركي في قاعدة فورث هود الأميركية قد أطلق النار مما أدى إلى مقتل 12 جنديًا أميركيًا.
ولم يكن تأثير هذه الحادثة على إثارة الشجون وإنما ما قد يليها من تداعيات بحق العرب الذين يعملون في الجيش الأميركي والدوائر الحكومية والتي قد تأتي بانعكاسات سلبية وربما يكون من نتائجها فقدان وظائفهم. وكان الجنرال جورج كاسي رئيس أركان الجيش الأميركي قد حذر من أن يؤدي هذا الحادث لردود أفعال عنيفة ضد المسلمين داخل الجيش الأميركي قائلاً: quot;على الرغم من فداحة هذه المأساة إلا أنه سيكون من العار أن يصبح التنوع الذي تتسم به أحد ضحاياها.quot;
وبعد أحداث 11 سبتمبر شرعت الحكومة الأميركية بإعطاء فرص عمل للشباب العربي المقيم للإنخراط في الجيش الأميركي والعمل في الجهاز الفيدرالي ساهم في ذلك التنوع العرقي واللغات المختلفة التي تساعد الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب كما تساعد الجيش الأميركي في فهم الثقافات والحضارات الأخرى وكيفية التعامل معها. وقد أكد البنتاجون أن حوالى 3572 مسلمًا هم من العاملين في الجيش. وأن إجمالي من يعتنقون الديانة الإسلامية في صفوف الجيش قد وصل إلى 20 ألف تقريبًا.
وكان من أهم التداعيات التي حدثت هو تأثير الدين والهوية على سلوكيات الأفراد والمعاملة في داخل الجيش بل وربما يصل الأمر تأثيره على الموقع الوظيفي. حيث أن الأقليات المسلمة يعاني بعضهم من اختلاف الهوية والدين.
وهذا ما اتخذه السيناتور اليهودي المستقل عن ولاية quot; كونيكتكتquot; جوزيف ليبرمان رئيس لجنة الأمن الداخلى كذريعة عندما صرح لقناة فوكس نيوز أنه يعتزم إقامة دعوة لدى الجيش لعلمه بأنه كان يملك نزعة إسلامية متشددة ومع ذلك لم يتم اتخاذ اجراء إزاء ذلك. مما قد يعني اخضاع العاملين من أصول عربية وإسلامية لإختبارات دقيقة للتأكد من توجهاتهم وانتماءاتهم الدينية في الوقت الذي لم يكن الجيش يصنف حسب الإنتماء الديني أو العرقي.
فيقول رالف والذي يعمل في الجيش يرتبة ضابط (33) عامًا: quot;أن ما حدث يعد سلوكًا فرديًا لا يجب وأن يعمم الكثير من المسلمين والعرب الأميركين الذين يعملون هنا أو في قواعد أخرى في داخل أميركا لديهم أسهامات طيبة وقد خدموا في الجيش وساعدوا كثيرًا.
كما أنَّ من أهم التداعيات المتوقعه احتمال تزايد العنصرية ضد العرب والمسلمين داخل الجيش وفي الدوائر الحكومية والفيدرالية على اعتبار أنها موجودة أصلا فقد كان الضابط نضال حسن يعاني من العنصرية تجاهه كونه مسلم ومن أصول عربية وهذا ما جعله يفكر بالإستقالة من الجيش سابقًا،إضافة إلى معارضته الحرب على العراق وافغانستان والتي يعارضها الكثير من أمثاله في داخل الجيش ومحاولة ربط ذلك بصلاتهم بجماعات ارهابية.
ونقلا ًعن تقرير واشنطن كشف استطلاع للرأي كانت مؤسسة راسمون ريبورتس الأميركية قد أعدته أن حوالى 65% من المستطلعين يرى أن نضال ينبغي أن يتلقى عقوبة الإعدام في حال إدانته وأن 57% من الأميركين المستطلعة آراؤهمعبروا عن قلقهم من أن يؤدي ذلك إلى رد عنيف ضد المسلمين وأن 40% ليسوا قلقين جدا أو ليسوا قلقين على الإطلاق من أن يؤدي الحادث إلى رد عنيف ضد المسلمين كما دعا 76% من الأميركين أنه من الواجب استبعاد الجنود من الخدمة أمثال نضال من المتشددين.
كما وذهب بعض المحللين إلى أن وجود أعداد كبيرة من العرب والمسلمين في صفوف الجيش قد يؤدي إلى خلل في تركيبة الجيش وهذا مؤشر خطر من حيث الولاء ويعد انعكاسا خطيرا. فمن يعمل في الجيش الأميركي لابد وأن يكون ولاؤه لأميركا. وهذه إحدى التداعيات التي من شأنها أن تؤثر على كثير من العرب الذين يعملون في الجيش ولازالوا يحملون جنسية بلدانهم الأصلية مما قد يفقدهم وظائفهم أو يضطرون للتخلي عن جنسياتهم الأصلية لأن ذلك قد يعرضهم للمسائلة.
كما وأن من أهم التداعيات حالة الخوف التي أستشرت ولو لفترة في صفوف الجيش في القواعد الأميركية والجهاز الفيدرالي من أن تؤثر هذه العلمية على تقدمهم الوظيفي أو تفقدهم وظائفهم ويجدون انفسهم بعد كل هذه السنين بلا عمل.
المهندس أحمد غ. (46) والذي يعمل في القطاع المدني في quot;القاعدة تنكرquot; في ولاية أوكلاهوما يقول: quot;قد تؤدي هذه الحادثة إلى انعكاسات خطرة ومنها فقدان وظائفنا.quot; أما علي ر.(55) والذي يعمل مهندس كومبيوتر في الجهاز العسكري في القاعدة الأميركية تنكر يقول:quot; شعرنا بالخوف إزاء ما حدث في الفترة الماضية ولكن الأن الوضع أفضل ونتمى أن تنتهي الأمور بسلام فنحن ندين هذا العمل.quot;
وعلى الرغم من كل هذه المخاوف كان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد صرح بعد الحادث قائلا: quot;أن ما جرى فى فورث هود هو أفظع وأسوأ ما جرى في تاريخ القواعد العسكرية الأميركية إلا أن الحادث لن يؤثر على التنوع العرقي الذي يتميز به الجيش الأميركي القوات المسلحة مؤلفة من كل الأعراق والديانات من مسيحين ومسلمين ويهود وهندوس وملحدين. جميعهم من أصول مهاجرة لكنهم يظهرون التنوع الذي يجعل من الولات المتحدة ما هي عليه اليوم.quot;
التعليقات