تجري لجنتا العلاقات الخارجية والعلاقات مع المشرق نقاشاً مع المفوضية الأوروبية اليوم حول وضع إتفاق الشراكة الأوروبي - السوري، الذي ينتظر رد دمشق للتوقيع النهائي عليه.
بروكسل: أكدت مصادر أن النقاش مع المفوضية الأوروبية حول وضع إتفاق الشراكة الأوروبي - السوري عبارة عن quot;جلسة تبادل آراءquot; لبحث كيفية تشجيع الطرف السوري على الإسراع في الموافقة على التوقيع النهائي على الاتفاق.
وأشارت المصادر أن البرلمانيين الأوروبيين سيطرحون على ممثل المفوضية الأوروبية هيوغ ميغاريللي، أسئلة تتعلق بإستراتيجية المفوضية الأوروبية للتعامل مع quot;التأجيل السوري، وكيفية الأخذ بعين الإعتبار مخاوف السوريين الاقتصادية والسياسية من هذا الاتفاقquot;.
ولم تستبعد المصادر أن يطرح النواب أسئلة تتعلق بإمكانية إعادة التفاوض مع السوريين حول هذا الإتفاق، موضحة أن مثل هذا الطرح، فيما لو تم مساء اليوم، لن يكون ملزماً للمفوضية الأوروبية، التي تركز من جانبها على عدم إمكانية المساس بمضمون الإتفاق، شأنه في ذلك شأن باقي إتفاقيات الشراكة الموقعة مع باقي دول حوض المتوسط في إطار عملية برشلونة للشراكة الأورو متوسطية.
ونفت المصادر أي دور quot;سياسيquot; يمكن للبرلمان أن يلعبه في موضوع اتفاقيات الشراكة، مشددة على أنه يملك بالمقابل حق الموافقة أو الرفض في عملية المصادقة على إتفاق شراكة مع أي جهة ولكن بعد توقيعه من الطرفين، quot;الأمر مرهون في هذه الحال بقبول سورية التوقيع على الإتفاقquot;.
وحول تأثير البرلمان، تضيف المصادر بأن البرلمان يمكنه أن يوافق على المصادقة على إتفاق شراكة مع دولة ما، وهنا الحديث عن سورية، بعد توقيعه من الطرفين، ويرفق موافقته هذه بقرار quot;سياسيquot; يركز فيه على الجوانب quot;الشائكةquot; في العلاقات بين بروكسل ودمشق، مكررة أن الأمر لن يمكن أن يتم إلا بعد التوقيع السوري على الاتفاق.
وتتمحور المخاوف السورية بالنسبة للإتفاق حول مسائل إقتصادية وسياسية، إذ تطلب دمشق أن تتم معاملتها أسوة بباقي الدول الشريكة للإتحاد سياسياً وإقتصادياً، وتطالب بروكسل عدم إرفاق نصوص الإتفاق بملاحق حول حقوق الإنسان في البلاد، وهي الملاحق التي لاتظهر في إتفاقيات شراكة أوروبية موقعة مع دول مجاورة.
يذكر بأن سورية رفضت قبول موعد 26 تشرين الأول/أكتوبر الماضي المقترح من قبل الرئاسة السويدية للإتحاد الأوروبي، للتوقيع النهائي على إتفاق الشراكة مع أوروبا، وهو الذي كانت وقعت عليه بالأحرف الأولى في شهر كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي بعد أن تمت مراجعته من قبل الطرفين.
وكانت دمشق وبروكسل قد وقعتا الإتفاق بالأحرف الأولى في خريف عام 2004 بعد سنوات من التفاوض، ولكن الإتحاد الأوروبي جمده في 2005، إثر إغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، قبل أن يعيد تنشيطه بعد تحسن صورة دمشق غربياً.
التعليقات