تضاربت ردود الفعل بشأن استراتيجية الولايات المتحدة في افغانستان،حيث أعرب العديد من البرلمانين والمحللين عن تأييدهم لها،بينمك شكك عدد من المواطنين بجدوى الخطوات الجديدة التي كشفها أوباما في خطابه اليوم الأربعاء.

كابول: تباينت اليوم ردود الافعال الافغانية بشأن استراتيجية الولايات المتحدة الجديدة المقرر تطبيقها في البلاد حيث رحب برلمانيون ومحللون بها فيما اعرب عدد من المواطنين عن تشككهم فيها. فمن جانبهم رحب برلمانيون ومحللون ومواطنون افغان بالاستراتيجية الجديدة وطالبوا الرئيس الاميركي باراك اوباما وحلفاءه بالتركيز على بناء قدرات القوات الامنية الافغانية.

واجمعوا في تصريحات صحافية على انه لا يمكن للقوات الاجنبية ان تظل منتشرة بالبلاد للابد وبالتالي فان عليها ان تدرب القوات الافغانية وتزودها بالاسلحة وان تساعد الحكومة على تشكيل ادارة تتمتع بالنزاهة والشفافية. واضافوا ان كلما ازدادت فترة بقاء القوات الاجنبية في افغانستان كلما ازدادت شكاوى المواطنين العاديين منها وبالتالي فانه من الافضل ان يجرى تسليم مسؤولية الامن وحكم البلاد بشكل كامل الى الافغان.

واعلن اوباما عن استراتيجيته الجديدة في افغانستان صباح اليوم (بالتوقيت المحلي) وكشف عن عزمه ارسال 30 الف جندي اضافي الى الدولة التي مزقتها الحروب مع البدء في الانسحاب التدريجي منها خلال 18 شهرا. ويقل عدد القوات الاضافية التي قرر الرئيس الاميركي ارسالها الى افغانستان عن مطالب قائد القوات الاميركية وحلف شمال الاطلسي (ناتو) في افغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال بمقدار عشرة آلاف جندي.

وقال عضو البرلمان الافغاني نور الحق علومي ان تعزيز قوات الامن الافغانية وتشكيل ادارة حكم نظيفة سيساهمان في اعادة احلال الامن في البلاد، واضاف علومي ان ارسال مزيد من القوات الى افغانستان سيتعامل بالتأكيد مع التحديات الامنية ولكن شدد على ضرورة ان تركز الولايات المتحدة على خفض عدد الضحايا من المدنيين خلال العمليات العسكرية والعمل على القضاء على الشكاوى التي يتقدم بها المواطنون.

وتشكو اغلبية الشعب الافغاني من الفساد المنتشر في الادارة الحكومية بالاضافة الى عمليات البحث وقتل المدنيين واعتقالهم فضلا عن الهجمات الجوية. كما وصف المحلل السياسي والامني وحيد موجدا الاطار الزمني لسحب القوات من افغانستان بانه quot; فأل حسن quot; ولكنه شدد على ضرورة ان تضمن الولايات المتحدة احلال الامن في البلاد اولا.

واضاف موجدا ان على افغانستان ايضا ان تعزز من قدراتها الامنية والاقتصادية للوفاء بالتحديات التي تواجهها حاليا. وكان للاستراتيجية الاميركية الجديدة ردود افعال متباينة لدى المواطنين الافغان ففي الوقت الذي لا يمكن للبعض ادراك الفارق بين القرارات التي ستساعدهم اوتضرهم قال آخرون انهم يرون شعاع أمل في زيادة اعداد القوات والاطار الزمني الموضوع لعمليات سحب القوات.

وقال المواطن شمس وهو تاجر بوسط العاصمة الافغانية كابول انهم سيكونون سعداء للغاية برؤية الشعب يتولى مسؤولية الامن وادارة الحكومة دون مساعدة من الآخرين ولكنه اعرب عن تشككه من امكانية حدوث ذلك لزيادة قوة طالبان يوما تلو الآخر.

واضاف شمس ان على الولايات المتحدة وحلفاءها المساهمة في اكمال تشكيل قوات الامن الافغانية قبل ان يعملوا على وضع استراتيجية لسحب القوات من البلاد. ولكن المواطن محمد عليم وهو معلم باحدى المدارس قال ان القوات الاجنبية الحقت اضرارا بافغانستان تفوق المكاسب التي حققتها لها.

واوضح عليم ان اعداد الضحايا بين المدنيين في ارتفاع كما زادت اعداد الاشخاص الذين قتلوا جراء الاشتباكات والانفجارات خلال الاعوام الثمانية الماضية برغم وجود القوات الاجنبية. وقال ان خطة سحب القوات تمثل بارقة امل للافغان ولكنهم يرغبون في البداية في تعزيز قواتهم الى مستوى يؤهلهم الى تحمل مسؤوليات الامن الداخلية والخارجية.