قال مسؤول قضائي يوم الثلاثاء إن ايران quot;لن تتهاونquot; مع احتجاجات المعارضة التي تعتبر تهديدا للأمن القومي وذلك بعد يوم من تنظيم آلاف الطلبة مظاهرات ضد الحكومة.

طهران: كانت مظاهرة حاشدة يوم الإثنين لإحياء ذكرى مقتل ثلاثة طلاب أثناء حكم الشاه قد شهدت أحداث عنف عندما اشتبك طلاب مع قوات الامن المسلحة بالهراوات والغاز المسيل للدموع في أكبر احتجاجات ضد الحكومة منذ شهور في إيران. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن المدعي العام غلام حسين محسن اجئي قوله quot;لن نتهاون بعد الان مع أي شخص يتصرف على نحو يضر الأمن القومي. سنواجههم بحسم.quot; وقال شهود إن مشاجرات وقعت يوم الثلاثاء بين طلاب مؤيدين لزعيم المعارضة مير حسين موسوي وآخرين مؤيدين للرئيس محمود أحمدي نجاد في جامعات بطهران.

وقال موقع (كلمة) على الانترنت وهو موقع موسوي ان انتشار قوات الامن كان كثيفا حول جامعات طهران. وأضاف أن موسوي تعرض لمضايقات خارج مكتبه يوم الثلاثاء. وذكر الموقع أن موسوي قال لمجموعة تضم 30 شخصا ملثما يرتدون ملابس مدنية quot;اذا كنتم تريدون ضربي أو تهديدي أو قتلي.. فافعلوا ونفذوا مهمتكم.quot; وقال الموقع quot;انصرف الرجال بعد بضع ساعات.quot;

واحتجاجات يوم الإثنين إظهار جديد للقوة بعد مظاهرات خرجت إلى الشوارع عقب فوز أحمدي نجاد بفترة رئاسية ثانية في انتخابات تقول المعارضة إنه شابها التزوير. وكانت الاحتجاجات في طهران يوم الإثنين أصغر من تلك التي أعقبت الانتخابات لكن الأجواء بدت أكثر توترا اذ ردد المحتجون شعارات ضد المؤسسة الدينية ولم يكتفوا بانتقاد أحمدي نجاد. ويقول محللون ان الطلاب شكلوا جبهة لدعم موسوي.

وقال محلل quot;اسكات الجامعات سيكون صعبا على المؤسسة. قد يتوقف مصير أحمدي نجاد كثيرا على هؤلاء.quot; ولعب الطلبة دورا كبيرا في الاطاحة بالشاه محمد رضا بهلوي قبل 30 عاما وهم يمثلون قوة كبيرة وراء التحركات السياسية في ايران قبل وبعد الثورة الاسلامية التي اندلعت عام 1979. واتخذت السلطات الايرانية اجراءات صارمة ضد المظاهرات المناهضة للحكومة واعتقلت كثيرا من الناشطين كما صدرت أحكام مشددة على اصلاحيين بارزين بينها خمسة أحكام بالاعدام لكن ذلك لم ينجح حتى الآن في إبعاد الإيرانيين عن الشوارع أو قمع المعارضة.

وقال المحلل quot;يشعرون أن النظام يذلهم. واذا استمرت السلطات في تجاهل مطالبهم فستستمر الاحتجاجات.quot; واعتقل العشرات وأصيب كثيرون في اشتباكات بعدة مدن ايرانية يوم الإثنين. ولم يحضر قادة المعارضة المظاهرة. وقالت وكالة العمال للانباء نقلا عن مسؤول كبير بالشرطة quot;اعتقل نحو 200 متظاهر في طهران بينهم حوالي 39 امرأة.quot; وكانت الحكومة حظرت يوم الإثنين صحيفة حيات نو في إجراء قالت لجنة حماية الصحفيين التي تتخذ من نيويورك مقرها لها إنه مرتبط بالحملة ضد المظاهرات.

وقالت لجنة حماية الصحفيين في بيان quot;منذ انتخابات الرئاسة المتنازع عليها التي جرت في يونيو يعاني الصحفيون من الرقابة والمضايقات والسجن. وتأتي إيران الآن في المرتبة الثانية بعد الصين في سجن الصحفيين.quot; وعندما فاز أحمدي نجاد بالانتخابات في يونيو حزيران بفارق كبير عن منافسيه انتقده معارضوه الاصلاحيون وخرج الآلاف إلى الشوارع في أكبر مظاهرات ضد الحكومة في تاريخ الجمهورية الاسلامية التي تأسست قبل 30 عاما. وتنفي السلطات الايرانية أي تلاعب في الانتخابات.

وقال المدعي العام محسن اجئي ان السلطات لن تسمح باستمرار المظاهرات. وأضاف ان أجهزة المخابرات وقوات الامن quot;تلقت أوامر بعدم اتاحة أي فرصة أمام من يخرقون القانون ويتصرفون على نحو يضر بالامن القومي والنظام العام.quot; ووجهت قوات الحرس الثوري وميليشيا الباسيج الموالية لها والتي قمعت احتجاجات ما بعد الانتخابات تحذيرا للمعارضة من تنظيم مظاهرات ضد المؤسسة. وفي سبتمبر أيلول ونوفمبر تشرين الثاني اشتبك متظاهرون من المعارضة مع أنصار للحكومة خلال تجمعات حاشدة.

وذكر موقع كلمة أن موسوي انتقد المؤسسة الدينية يوم الاحد لقمعها الطلاب وقال ان الحركة الاصلاحية في ايران حية رغم ضغوط السلطات لاخمادها. واعتقل الآلاف بعد الانتخابات. وأطلق سراح غالبيتهم بعد ذلك لكن القضاء لايزال يصدر أحكاما مشددة على الاصلاحيين المعتقلين وبينهم مسؤولون كبار سابقون ومحامون وطلاب وصحفيون. وفي جنيف عبرت نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الامم المتحدة عن قلقها يوم الثلاثاء من أن تستخدم إيران المزيد من القوة لقمع الاحتجاجات وحثت الجمهورية الإسلامية على احترام حق أنصار المعارضة في الاحتجاج.