إعتبرت واشنطن أن quot;لا جديدquot; في المقترح الإيراني الأخير لمبادلة اليورانيوم، وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى إنَّ العرض quot;لا يبدو متطابقًاquot; مع اتفاق يتيح لطهران تفادي عقوبات. وذلك ردًّا على اقتراح منوشهر متكي وزير الخارجية الإيراني الذي أعرب عن استعداد بلاده لمبادلة نحو400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب مقابل قضبان الوقود النووي، كما إقترحت الوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة، مؤكّدًا أن فرض عقوبات جديدة على بلاده quot;لن يكون له أي تأثيرquot;.

واشنطن، المنامة، وكالات:إعتبر مسؤول الأميركي أن quot;الإقتراح الإيراني اليوم لا يبدو لي متطابقًا مع الإتفاق المبدئي العادل والمتوازن الذي اقترحته الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتشاور مع الولايات المتحدة وروسيا وفرنساquot;. وذلك بعد أن تقدّمت إيران بعرض جديد السبت بعد مرور بضعة أسابيع على رفضها مشروع اتفاق تقدمت به الوكالة الدولية للطاقة الذرية يقضي بأن يجري تخصيب اليورانيوم في دولة ثالثة، وأن تحصل إيران في المقابل على الوقود النووي لمفاعل أبحاث. وعرضت طهران أن تبادل400 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 3,5% بالوقود النووي لمفاعل الابحاث، مقترحة أن يجري هذا التبادل على جزيرة كيش الايرانية وهي منطقة حرة لديها تشريعاتها الخاصة. وتؤكد أيران سلميّة برنامجها النووي، لكنَّ جزءًا كبيرًا من المجتمع الدولي يشتبه في سعيها للحصول على سلاح نووي.


إيران تؤكّد أن فرض عقوبات جديدة عليها quot;لن يكون له أي تأثيرquot;
إلى ذلك، إعتبر وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي السبت في المنامة ان فرض عقوبات جديدة على بلاده quot;لن يكون له اي تأثيرquot;، مؤكدًا استعداد بلاده لمبادلة 400 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 3,5 في المئة بكمية من اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين في المئة. وقال الوزير الايراني للصحافيين على هامش مشاركته في اعمال quot;حوار المنامةquot; الذي يعقد في العاصمة البحرينية ان quot;فرض عقوبات على ايران غير قانوني ولا يستند الى شرعة الامم المتحدة (...) ولن يكون له أي اثرquot;.

وتساءل quot;باي ذنب يريدون معاقبة إيران طالما اننا لم نطلب شيئًا خارج حقوقنا الشرعية (...) لا يمكن الدفاع عن هذا المنطق وهو لا يجدي ولا احد يقبل بهquot;. وكرر قادة الاتحاد الاوروبي الذين اجتمعوا الجمعة في بروكسل تاييدهم فرض عقوبات جديدة على ايران من جانب مجلس الامن اذا استمرت طهران في عدم تعاونها في شأن برنامجها النووي.

ولاحقًا، أعلن البيت الابيض انه يتقاسم مع الاتحاد الاوروبي quot;القلق البالغquot; الذي ابداه، مجدّدًا تحذيره من quot;عواقبquot; عدم تعاون النظام الايراني. وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية روبرت غيبس ان quot;الولايات المتحدة تتقاسم القلق الكبير الذي عبرت عنه القمة الاوروبية اليوم (امس الجمعة) حول البرنامج النووي الايراني وهي بالاتفاق مع شركائها في الاسرة الدولية تدعو ايران الى احترام التزاماتها الدولية بشكل تامquot;.

وكانت وزيرة الخارجية الاميركي هيلاري كلينتون قد توقّعت في وقت سابق quot;مزيدًا من الضغوطquot; وquot;العقوباتquot; لإرغام ايران على الامتثال لالتزاماتها في المجال النووي. ومن المقرر ان تجتمع الدول الست الكبرى المكلفة الملف النووي الايراني (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا) قبل نهاية العام لبحث الوضع.

من جهة اخرى، نقلت قناة برس تي في الايرانية الرسمية الناطقة بالانكليزية عن متكي قوله quot;نحن مستعدون لنقل 400 كلغ من اليورانيوم الذي لدينا والمخصب بنسبة 3,5 في المئة الى جزيرة كيش بهدف مبادلته بكمية (من اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين في المئة) تعادل عشرين في المئة من الكمية المذكورةquot;. واضاف الوزير الايراني ان عملية المبادلة هذه يمكن ان تتم quot;فورًاquot; بعد موافقة مجموعة الدول الست الكبرى.

وتعتبر جزيرة كيش منطقة حرة في الخليج، ولا تسري عليها القوانين المطبقة في بقية انحاء ايران. وكانت الدول الكبرى قد إقترحت على ايران في تشرين الاول/اكتوبر مبادلة 1200 كلغ من اليورانيوم الضعيف التخصيب، اي ما يشكل سبعين في المئة من مخزون ايران وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بيورانيوم مخصب بنسبة عشرين في المئة تحتاج اليه ايران لمفاعل الابحاث في طهران.

لكن طهران رفضت هذا العرض، ما دفع الوكالة الذرية الى ادانتها في قرار اصدرته في تشرين الثاني/نوفمبر في موازاة التهديد بفرض عقوبات جديدة عليها في الامم المتحدة. وتأمل الدول الغربية بquot;اخراجquot; 1200 كلغ من اليورانيوم الايراني الضعيف التخصيب بهدف تشديد مراقبة القدرات الايرانية على التخصيب.

وتتهم الدول الغربية ايران بالسعي الى امتلاك السلاح النووي تحت ستار برنامج مدني، الامر الذي تواظب طهران على نفيه مؤكدة ان انشطتها النووية ذات طابع سلمي بحت. وسبق ان اصدر مجلس الامن الدولي خمسة قرارات تتضمن ثلاثة منها عقوبات بحق طهران لرفضها تعليق انشطتها النووية الحساسة.