بدأالرئيس المصري حسني مبارك بجولة أوروبيّة تشمل العديد من الدول من بينها تركيا والدنمارك وفرنسا، ويبحث مع المسؤولين هناك العديد من الملفات المهمة، من بينها تطورات الأوضاع في السودان واليمن والعراق والملف النووي الإيراني.

القاهرة: يشهد قصر الإليزيه في العاصمة الفرنسية باريس يوم الإثنين قمة مصرية ـ فرنسية، وأعلن مصدر رئاسي مصري أن الرئيس حسني مبارك بدأ على رأس وفد كبير جولة أوروبية تقوده إلى تركيا والدنمارك، لكنه استهلها بزيارة فرنسا حيث يجري محادثات مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي ليبحثا خلالها عددًا من القضايا الدولية والإقليمية ذات الإهتمام المشترك والجهود المبذولة لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، فضلاً عن تطورات quot;الاتحاد من أجل المتوسطquot;، وهو التجمع الذي ترأسه مصر وفرنسا بشكل مشترك.

ومضى المصدر الرئاسي المصري قائلاً إن محادثات مبارك وساركوزي سوف تتطرق إلى عدد من الملفات المهمة بالمنطقة ومن بينها تطورات الأوضاع في السودان واليمن والعراق والملف النووي الإيراني.

وربط محللون سياسيون بين هذه القمة المصرية ـ الفرنسية، وسلسلة اللقاءات التي أجراها الرئيس الفرنسي ساركوزي خلال الفترة الماضية مع زعماء الشرق الأوسط، وفي مقدمتهم العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرؤساء: الفلسطيني محمود عباس، والسوري بشار الأسد، والعراقي جلال الطالباني.

من جانبه، أوضحناصر كامل سفير مصر لدى باريس أن لقاء القمة سيكون فرصة لتبادل وجهات النظر حول سبل دفع عملية السلام وصولاً لإقامة الدولة الفلسطينية، وأن الرئيس مبارك سيلتقي فرانسوا فيون رئيس الوزراء الفرنسي، لبحث سبل دعم العلاقات بين مصر وفرنسا في شتى المجالات خاصة ما يتعلق بتوسيع التعاون الإقتصادي وزيادة حجم التبادل التجاري.

الاتحاد من أجل المتوسط

وأضاف السفير المصري قائلاً quot;إن المباحثات تتناول أيضا تدفق الإستثمارات الفرنسية للسوق المصرية خاصة بعد برامج الإصلاح الإقتصادي التي نفذتها الحكومة المصرية مؤخرًا، وكذلك زيادة عدد السياح الفرنسيين الذين يزورون مصر، هذا فضلاً عن مشاركة الشركات الفرنسية بإقامة مشروعات البنية الأساسية في مصر مثل مترو الأنفاق وتطوير الموانئ الكبرى في البلاد.

ومضى السفير المصري مشيرًا إلى أن تطورات quot;الاتحاد من أجل المتوسطquot; ستطرح خلال القمة بين مبارك وساركوزي باعتبارهما يرأسان بشكل مشترك الاتحاد، معربًا عن اعتقاده بأن هناك تقدمًا في أنشطة الاتحاد، على الرغم ممّا شابها من جمود خلال الفترة الماضية، حيث يجري تحفيز تنفيذ عدد من مشروعات البنية الأساسية في الدول الأعضاء.

وقال إن القمة المصرية الفرنسية ستحرص على إعطاء دفعة لهذه المشروعات من خلال تأسيس صناديق لتمويلها مما يعزز التعاون على ضفتي المتوسط، إلى جانب العمل على تشكيل سكرتارية لهذا الاتحاد قريبًا.

وعقد في 25 حزيران (يونيو) الماضي بباريس - وتحت رئاسة مصرية فرنسية مشتركة - أول اجتماع وزاري للاتحاد لبحث إقامة مشاريع في مجال التنمية المستدامة، وتم التركيز على أربعة محاور تتعلق بمجالات المياه والنقل والطاقة والتنمية الحضرية.

ومن المقرر أن تستضيف مصر في شهر شباط (فبراير) المقبل اجتماعًا وزاريًّا في إطار الاتحاد لمناقشة مشاريع عدّة في مجالات الطاقة المتجددة، من المقرر أن يجري ذلك مع بدايات العام المقبل تفعيل برنامج كامل للاجتماعات القطاعية الوزارية والفنية في المجالات المختلفة.

فضلاً عن تفعيل خطة التعاون في مجال الطاقة الشمسية بين ضفتي المتوسط، والتي تعد أكبر مجال حقق تقدمًا على مستوى مشروعات الاتحاد، خاصة بعد أن أبدت مؤسسات التمويل الدولية اهتمامًا بتمويل المشاريع الخاصة بهذا المضمار.