أثارت قضية شطب مدرسة تلمودية من برنامج عسكري جدلاً واسعاً في إسرائيل حول نفوذ رجال الدين في القوات المسلحة.
القدس: اثير جدل جديد الاثنين في اسرائيل بعد قرار وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك شطب مدرسة تلمودية قومية يدافع حاخامها عن حق الجنود في عصيان الاوامر وفقا لاقتناعاتهم الدينية، من برنامج للخدمة العسكرية. وهذه القضية التي تهز الجيش الاسرائيلي منذ اسابيع اثارت جدلا شديدا في المجتمع حول نفوذ رجال الدين في القوات المسلحة.
وكتب الحاخام اليعازر ميلامد مدير المدرسة التلمودية التي علق العمل معها في رسالة نشرت الاثنين quot;ارفض طغيان وزير الدفاع الذي يريد منع الحاخامات من التعبير عن ارائهمquot;. وقرر باراك الاحد شطب المدرسة التلمودية quot;هار براهاquot; من برنامج الخدمة العسكرية المكيف خصيصا للمتدينين، معتبرا ان quot;كل رفض لعصيان اوامرquot; من جانب عسكري يعتبر quot;خطا احمرquot;.
وهذا القرار الذي تصدر الصفحات الاولى للصحف الاسرائيلية ياتي اثر سلسلة من الحوادث التي اعلن فيها جنود علنا انهم سيرفضون المشاركة في عمليات اخلاء محتملة لمستوطنات يهودية في الضفة الغربية. والجنود المعنيون يؤدون خدمتهم في اطار برنامج quot;يشيفوت هيسدرquot;، وهو اتفاق مع المدارس التلمودية يتيح لهم القيام بواجباتهم العسكرية مع مواصلة دراسة الدين في الوقت نفسه. وهناك نحو 60 مؤسسة من هذا النوع في اسرائيل.
واتخذ باراك قراره بعد رفض الحاخام ميلامد تلبية استدعاء من الوزير لتوضيح وجهة نظره. وينتمي اليعازر ميلامد الى عائلة قومية معروفة. ووالده الحاخام زلمان ميلامد من مستوطنة بيت-ايل الدينية (الضفة الغربية) هو مؤسس quot;اروتز 7quot;، اذاعة لليمين المتطرف. وتصدر عناوين وسائل الاعلام في صيف 2005 حين حض الجنود المتدينين على عصيان الاوامر عشية الانسحاب الاسرائيلي الاحادي الجانب من قطاع غزة.
ودان اتحاد يشيفوت هيسدر موقف الجنود لكن الحاخام ميلامد رفض انتقاد طلابه. وكتب في رسالته quot;لقد رفضت التنديد باعمال هؤلاء الجنود لانهم تظاهروا لاسباب عادلة، رغم ان مثل هذا النوع من الاحتجاج يجب ان يجري خارج الجيشquot;. وقال الحاخام ديفيد ستاف الناطق باسم اتحاد يشيفوت هيسدر لوكالة فرانس برس انه quot;يأسف لقرار وزير الدفاعquot;.
واضاف quot;لست موافقا مع الحاخام ميلامد لكننا سنناضل من اجل حقه في التعبيرquot;. من جهته، نشر الحاخام دوف ليور الذي يدير اتحاد نقابات ييشا، المجموعة التي تضم الحاخامات الاكثر تشددا في الضفة الغربية، رسالة دعم للحاخام ميلامد quot;لتصميمه على الدفاع عن قيم التوراة المقدسةquot;.
وعبر العديد من النواب القوميين المتدينين ايضا عن quot;خيبة املهمquot; لقرار الوزير. وفي المقابل، اعلن كاتبو الافتتاحيات دعمهم لباراك. وكتبت صحيفة quot;يديعوت احرونوتquot; الشعبية الاثنين quot;ايها السادة، لقد انتهى المزاح. لا يمكنكم ان تحظوا بشرف الجيش مع شتمه في الوقت نفسهquot;.
التعليقات