أدخلت الناشطة الصحراوية، أمينتو حيدر، المستشفى فجر اليوم ، بناء على رغبتها. وقال الأطباء المشرفون على علاجها إنها أحست بتنامي الآلام في معدتها وفي منطقة الصدر مصحوبة بقيء ، جراء معاناتها سابقا من داء قرحة المعدة، مشيرين إلى أنها قبلت تناول الأدوية دون الأكل. ونقلت الناشطة من المطار في سيارة إسعاف

الرباط: يتزامن هذا التطور مع تواتر أخبار عن نجاح التحركات والمشاورات الدبلوماسية التي تحركت بكثافة في المدة الأخيرة، بغية التوصل إلى نهاية سعيدة لتلك الدراما الإنسانية التي استمرت لأكثر من شهر. وذكرت التقارير أن الإدارة الأميركية، التي تجنبت ممارسة أي ضغط على المغرب ، فضلت العمل بهدوء وأقنعت الرباط بصورة ودية لطي الملف، عن طريق حل يوفق بين الحفاظ على quot;المبادئquot; الثابتة والتعاطي الإيجابي مع مساعي ذات طابع إنساني .

وفي هذا السياق ذكرت مصادر دبلوماسية أن العاهل المغربي الملك محمد السادس ، أوفد أول من أمس الثلاثاء إلى واشنطن وهم محمد ياسين المنصوري ، مدير الاستخبارات الخارجية ، وفؤاد عالي الهمة ، الوزير المنتدب السابق في الداخلية ومؤسس حزب الأصالة والمعاصرة (معارضة) الذي ظهر أمينه العام محمد الشيخ بيد الله ، وهو صحراوي، إلى واجهة الأحداث ، إذ كان أول المسافرين إلى مدريد لإجراء مباحثات مع الهيئات الحزبية والبرلمانية في إسبانيا ، تبعته فيما بعد وفود حزبية أخرى.

وأجرى المبعوثان المغربيان ، مباحثات في وزارة الخارجية الأميركية ومع أعضاء في مجلس الأمن القومي ، للبحث عن quot;حل مبتكرquot; لقضية أمينتو حيدر. وطبقا لما ذكرته جريدة quot;الباييسquot; الإسبانية الواسعة الانتشار ، فإن إسبانيا لم تشارك بكيفية مباشرة في المباحثات الأميركية المغربية ، ولكن سفيرها في واشنطن ،خورخي ديثكايار ، وهو مدير سابق لجهاز المخابرات ، وسفير سابق في الرباط ، يتابع المباحثات وينقل تفاصيلها إلى حكومة بلاده ، كونه يعرف المغرب جيدا وله علاقات طيبة بالموفدين المغربيين ، المنصوري والهمة ، اللذين أشرفا على الملفات السرية في بلادهما حين كان، ديثكايار، سفيرا في الرباط.

ويبدو أن الأمور تسير في الاتجاه المأمول ، بدليل أن رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثباتيرو ، بدا متفائلا صباح اليوم ، حيث قال أمام برلمان بلاده إن حل ملف ،حيدر ، أصبح وشيكا ، معلنا معارضته ممارسة أي ضغط على المغرب، محذرا من الدعوات التي طالبت أن تتدخل بلاده لكي تطلب من الاتحاد الأوروبي وقف العمل بصفة الشريك المميز ،التي منحها للمغرب بعد مفاوضات طويلة ومعقدة، التزمت بموجبها الرباط بإدخال إصلاحات هيكلية ومؤسساتية وتشريعية ، تستجيب مع الكثير من المعايير الأوروبية .

وقال ثباتيرو ، مجيبا النائبة المنشقة عن حزبه quot;روسا دييثquot; التي سافرت إلى العيون ، الأسبوع الماضي ، إنه من أنصار دفع مسلسل التعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي في سائر الميادين بما فيه حقوق الإنسان ، وليس الابتعاد عنه.
ولا تعرف حتى الآن، مواصفات الحل المثالي الذي سيتوصل إليه الطرفان المغربي والأميركي. ويسود الاعتقاد أن المغرب قد يسمح بعودة الناشطة ، من دون جواز سفرها الذي يمكن أن تستعيده لاحقا عبر المساطر الجاري بها العمل ، هذا إذا تراجعت عن إنكارها جنسيتها المغربية . كما جرى استعراض احتمال آخر يقضي أن تغادر الناشطة الأراضي الإسبانية إلى بلد ثالث ، بواسطة وثيقة سفر تمنحها لها الأمم المتحدة ، على اعتبار ان تعود إلى المغرب في ظرف شهر، بعد أن تكون قد خمدت النيران التي أشعلتها في مطار quot;لانثاروتيquot;.

ويبدو أن المساعي التي قام بها طوال أيام الأزمة أفراد من عائلة الناشطة ، ساهمت من جهتها في التعجيل بإيجاد مخرج للأزمة ، فقد زارها بعضهم في المطار الإسباني حيث كانت معتصمة ، كما ناشد آخرون العاهل المغربي الصفح عنها ، ملتمسينعفوه، وأعلنوا معارضتهم الصريحة لما قامت به واحدة من أفراد العائلة.