قامت القوات السعوديّة بشنّ هجمات مركزة على منطقة التسلل في الشريط الحدودي الجنوبي للمملكة في محاولة للتصدي للمتمردين الحوثيين، وتمكنت بالتالي من إفشال الهجمة الصاروخية بالكاتيوشا التي استخدمها المتسللون. الى ذلك وصل إجمالي عدد القتلى والجرحى للعمليات التي نفذتها القوات اليمنية ضد عناصر تنظيم القاعدة إلى أكثر من 145 شخصًا ما بين قتيل وجريح، مما استدعى تهنئة من الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي توعّد بضرب القاعدة أينما كانت قبل أيام.

صنعاء، الرياض، وكالات: قالت القوّات السعوديّة إنها قامت بعمليات مركزة على منطقة التسلل في الشريط الحدودي الجنوبي للمملكة ، وذلك في تصديها لجماعات quot;الحوثيquot; المسلحة في سلسلة جبال quot;طياشquot; و quot;تويلقquot; و quot;الحطيميquot; و quot;الدودquot; و quot;رميحquot;. واشار موقع quot;جازان نيوزquot; إلى ارتفاع قتلى العملية التي قامت بها القوات السعودية منذ الثلاثاء الماضي إلى 4 من أفراد القوات السعودية إضافة لإصابة اثنين آخرين.

وقالت quot;العربيةquot; إن القوات السعودية بدأت العمليات المضادة للهجوم المسلح خلال اليومين الماضين، مفيدة أن المتسللين استخدموا صواريخ الكاتيوشا ضد أهداف داخل الحدود السعودية تمكنت المضادات الأرضية من إفشال الهجمة الصاروخية.

من جانبهم قال الحوثيون أنهم تصدوا لمحاولة تقدم لأفراد القوات السعودية إلى جبل الرميح-حسب بيان تلقاه quot;مأرب برسquot;، وذكر الحوثيون أنهم صدوا زحفًا للجيش السعودي صباح أمس الأربعاء على منطقة الجابري من الجهة الشمالية للخوبة، ودمروا دبابتين.

وأضافت المصادر سعودية أن الطائرات الحربية انطلقت لقصف مواقع المتسللين داخل الحدود الجنوبية، وفي الوقت ذاته تحركت قوات المشاة في تزامن تكتيكي مع الضربات الجوية لتمشيط المواقع المقصوفة ، وفرضت السيطرة الميدانية عليها. وذكرت مصادر إعلامية سعودية أن رجال سلاح المهندسين بالقوات البرية تمكنوا أمس الأربعاء من نزع عدد من الألغام الأرضية التي زرعها المتسللون في بعض المواقع بالجانب السعودي من الشريط الحدودي. مضيفة ان القوات المسلحة صدت ظهر أمس هجومًا جديدًا للمتسللين المسلحين بالقرب من قرية الجابري الحدودية السعودية، وألحقت بهم خسائر كبيرة.

وشهد بعد ظهر أمس قصفًا مركزًا على جبال قريبة من قرية الجابري، استخدم خلاله طائرات القوات الجوية والقوات البرية، بينما استخدمت القوة الأرضية المتمثلة في القوات الخاصة البرية والقوات الخاصة البحرية والمدفعية بمشاركة ناقلات الجنود البرادلي والبنادق المختلفة. وأسفرت العملية التي استمرت حتى مغرب الأربعاء عن وقوع عدد من القتلى في صفوف المتسللين-حد تلك المصادر.

وقال الحوثيون في بيان لهم تلقى quot;مأرب برسquot; نسخة منه أن القصف الصاروخي استمر حتى نهار الخميس من قبل الجيش السعودي على (جبل الدُخَّان والمُدُود والرُمَيح ومركز الجابري) طوال يوم الأربعاء بأكثر من (312) صاروخًا، كما قصف الطيران السعودي (قرى مَرَّان، ومديريات الملاحيظ وشِدَا ورَازِح وسَاقَين، ومنطقة بني صَيَّاح والضَيْعَة) بما يزيد عن (72) غارة جوية، مضيفًا أن 13 مدنيًا سقطوا بين قتيل وجريح-حد تعبير البيان..

أكبر مجزرة تتلقاها القاعدة في اليمن منذ سنوات

في سياق آخر، بلغ إجمالي عدد القتلى والجرحى للعمليات التي نفذتها القوات اليمنية إلى أكثر من 145 شخصا ما بين قتيل وجريح في كل من مديرية أرحب التابعة لمحافظة صنعاء ومنطقة المعجلة بمحافظة أبين استهدفت أوكارا للقاعدة. حيث قالت الإحصائيات الأولية التي حصل عليها موقع مأرب برس إن خمسين قتيلا سقطوا في محافظة أبين غالبيتهم من النساء والأطفال إضافة إلى مقتل 34 عنصرًا من عناصر القاعدة وجرح أكثر من سبعين آخرين من المواطنين تم نقلهم إلى كل من مستشفى الرازي في أبين ومستشفى النقيب في عدن، في حين كانت حصيلة المواجهات في مديرية أرحب أربعة قتلى من القاعدة وثلاثة جرحى حالتهم حرجة يتوقع وفاة بعضهم حسب مصادر خاصة.

وكانت مصادر رسمية يمنية قد أعلنت أن قوات الأمن مسنودة بطائرات من القوات الجوية قامت بعمليات وصفتها بالإستباقية والمزدوجة وملاحقة أوكار عناصر تنظيم القاعدة في كل من أبين وأرحب وأمانة العاصمة أسفرت عن مقتل 34 وإلقاء القبض على 17 عنصرًا من عناصر تنظيم القاعدة. وأعلن المصدر الأمني لتلك الإحصائيات في حين كانت العمليات ما زلت قائمة بين الطرفين خاصة في مديرية أرحب وهو ما وصف بالإعلان الإستباقي أيضًا لعلميات اليوم.

ونقل مراسل مأرب برس في مديرية أرحب أن تنظيم القاعدة وجه ضربة لقوات الأمن عن طريق كمين مسلح بالقرب من قرية بيت مران، سقط فية أربعه جنود وعدد أخر من الجرحي وذلك أثناء عودته تلك القوات من تنفيذ العملية التي أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص كانوا متواجدين في أحد البيوت في قرية quot;بني عتبانquot; واستسلام القيادي في القاعدة عارف مجلي الذي يأتي استسلامه بعد حصار مطبق لقوات الأمن لقرية quot;سلم quot; بمديرية أرحب.

ويعد عارف مجلي، وهو نجل القيادي السابق في تنظيم القاعدة quot;يحيى مجليquot; الذي اغتالته وحدات أمنية يمنية وأمريكية مشتركة بمنطقة الروضة شرق العاصمة صنعاء في العام 2003م، أحد الفارين من سجن الأمن السياسي قبل أعوام.

وتأتي هذه العمليات في ظل تأييد أميركي لضرب أوكار القاعدة في اليمن خاصة بعد خطاب الرئيس باراك أوباما الذي توعد فيه بضرب القاعدة أينما كانت قبل أيام. حيث أعلن عزمه على ملاحقة القاعده والتسيق مع شركاء أقوياء للتصدي لهم حيثما تواجدوا في مختلف مناطق العالم، وبخاصة في االصومال واليمن، في حين أكد في خطابه عن الإستراتيجية الجديدة لإدارته نظرًا لما تقتضيه المصلحة الوطنية الأميركيةquot;- حسب قوله.

رئيس الجمهورية يتلقى اتصالاً هاتفيًا من نظيره المصري

هذا وتلقى الرئيس علي عبدالله صالح اتصالا هاتفيا من نظيره المصري محمد حسني مبارك، جرى خلاله بحث العلاقات الثنائية بين اليمن ومصر وسبل تعزيزها، بالاضافة الى بحث المستجدات التي تهم البلدين والامة العربية. وأكد الرئيس مبارك لصالح، مجدّدًا وقوف مصر القوي الى جانب اليمن ووحدته وأمنه واستقراره، معبرا في الوقت نفسه عن تهانية لفخامته لنجاح الاجهزة الامنية اليمنية في عملياتها ضد تنظيم القاعدة، ومكافحة الارهاب. واشار الرئيس المصري، الى ان الارهاب افة خطرة تهدد أمن الجميع وينبغي ان تتظافر كافة الجهود من أجل محاربتها والتصدي لها.

اللجنة الأمنية العليا تقف أمام نتائج العمليات الأمنية

الى ذلك، عقدت اللجنة الأمنية العليا اجتماعًا لها، وقفت فيه امام نتائج العمليات الأمنية الناجحة والنوعية ضد عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في كل من ارحب وابين وأمانة العاصمة صنعاء. وأشادت اللجنة بالأداء المهني الرفيع وروح البسالة والشجاعة التي ابداها المنفذون لهذه العملية الناجحة من رجال الأمن وقوات مكافحة الإرهاب والتي عكست المستوى الرفيع من التدريب والتأهيل التي يتمتع بها منتسبو الاجهزة الأمنية في ادائهم لمهامهم وواجباتهم في مكافحة الارهاب والحفاظ على الامن والاستقرار والسكينة العامة في المجتمع .

وقال مصدر مسؤول بوزارة الداخلية quot; ان عملية ملاحقة عناصر القاعدة وضرب أوكارهم والقبض عليهم، عملية متواصلة ولن تتوقف , وستقف الأجهزة الأمنية بالمرصاد لتلك العناصر وإفشال مخططاتها الرامية لزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد والإضرار بالاقتصاد الوطني.

وأشاد المصدر بتعاون المواطنين في إنجاح تنفيذ تلك العمليات التي أحبطت بها مخططات تلك العناصر الإرهابية وإفشالها وإنقاذ أرواح بريئة كانت تلك العناصر تخطط لاستهدافها من خلال ما عثر عليه من مخططات لضرب مدارس واستهداف مصالح محلية وأجنبية في البلاد.

وحذر المصدر الامني من اي تستر على العناصر الارهابية او تقديم التسهيلات او الحماية لهم او السماح لهم بالتواجد بين اوساط المواطنين وتجمعاتهم السكنية أو إخفاء اي معلومات عن الاجهزة الامنية تتعلق باي انشطة ارهابية متطرفة تخطط تلك العناصر الارهابية القيام بها والتي سوف تلحق الضرر بمصالح الوطن والمواطنين وامنهما وسكينة المجتمع . واكد المصدر بان أي شخص مهما كان يؤي أو يتستر أو بتوفير الحماية والملجأ للعناصر الارهابية من تنظيم القاعدة سوف يتحمل مسؤولية ذلك وسيخضع للمسائلة القانونية.

واهاب المصدر بكافة الاخوة المواطنين التعاون مع الاجهزة الامنية والاسراع في تقديم اي معلومات من شانها القاء القبض على العناصر الارهابية والحيلولة دون ارتكابها لاي اعمال ارهابية واجرامية ينتج عنها ازهاق الارواح البريئة واشاعة الخراب والاساءة للدين الاسلامي الحنيف والوطن والامة، باعتبار ان أمن الوطن امر يهم الجميع.

مقتل مسؤول البحث الجنائي بصعدة

كما قتل مدير البحث الجنائي بمحافظة صعدة العقيد احمد حسين الحليسي واثنان من مرافقيه، كما علم quot;مأرب برسquot;. من جانبه، نفى مصدر عسكري مسؤول صحة ما تحدث عنه الحوثيون بمحافظة صعدة حول مشاركة الطيران الأميركي في العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة والأمن في ملاحقة فلول تلك العناصر .

وعلى صعيد متصل ،قال مصدر عسكري إن وحدات القوات المسلحة والأمن تمكنت يوم أمس من تدمير عدد من المواقع الحوثية بالإضافة إلى سيارات تحمل أسلحة ومؤن في مناطق ضحيان و مجز و حيدان ومران ومواقع في جبل ذي نقم وملاوي عرق، اضافة إلى تدمير سيارة تحمل أسلحة وذخائر قرب منطقة المشتل، و تكمنوا من تدمير مخزنين للأسلحة والذخائر للحوثيين في منطقة الحضائر وقرية نواس.

وقال المصدر إن الجيش والأمن أحبطوا محاولات تسلل للحوثيين قرب الجبل الأحمر و شرق الخراب وشرق المرزم والحقوا بها خسائر في الارواح. واضاف أن الجيش تمكن من تدمير موقع تابع لـ (مصطفى شموس ) في منطقة شعف بساقين وتدمير موقعين آخرين في قرن حلال ذا النوعة . ودمر الجيش سيارة للقيادي الحوثي في مديرية منبه (عبدالسلام سلمان نشبان) مما ادى الى مصرعه،إضافة الى مرافقين كانوا معه-حد تعبير المصدر. وأفادت مصادر ميدانية ان الجيش وجه ضربات دقيقة لمواقع في القفل والصمع مما أدى إلى إصابة 42 حوثيًّا.

فيما دمرت وحدات عسكرية وأمنية ورشة للحوثيين تستخدم لتصنيع المتفجرات في منطقة آل حميدان كما دمرت موقعين تابعين لـ( صالح الصماط) و( فائز يحيى القرشي). وفي محور سفيان أحبط الجيش والأمن محاولات تسلل قامت بها عناصر حوثية قرب التبة الحمراء ولقي اثنين من تلك العناصر مصرعهما. ووجهت الوحدات العسكرية والأمنية في محور الملاحيظ ضربات للحوثيين في غافرة والسبخانة.

من جانب آخر، قال مصدر محلي بصعدة ان الحوثيين أقدموا على قتل طفلة في الـ 9 من عمرها. إضافة لقتل المواطن (زكريا صالح المهذري) بإطلاق النار على قاطرته التي تحمل شحنة بلاط وهي في طريقها إلى صنعاء.