مقتل شخصين وجرح 28 آخرين جنوب الجزائر
كامل الشيرازي من الجزائر: علمت quot;إيلافquot; أنّ قياديا بارزا في تنظيم quot;الجماعة السلفية للدعوة والقتالquot; التي صارت تدعى (قاعدة بلاد المغرب الإسلامي)، سلّم نفسه رسميا إلى الأمن الجزائري، ويتعلق الأمر بـquot;بن تواتي عليquot; المكنّى quot;أبو تميمquot; أمير كتيبة الأنصار، وأوعزت مصادر موثوقة أنّ المتشدد المذكور استسلم بضاحية عزازقة المحاذية لولاية تيزي وزو (110 كلم شرق العاصمة).

ونقل مصدر أمني عن أبي تميم قوله، أنّه استجاب للنداء الذي وجّهه quot;حسن حطابquot; مؤسس تنظيم quot;الجماعة السلفيةquot;، كما أبدى التائب الجديد معارضته للنمط الذي كرّسه الدموي quot;عبد المالك درودكدالquot; منذ سنتين وارتضائه أسلوب الهجمات الانتحارية التي أودى بحياة مئات الأبرياء.

ويعدّ أبو تميم ثاني قيادي في القاعدة يعتزل العنف في فترة قصيرة، بعدما سارع القيادي السابق في التنظيم quot; أبو الوليد البليدي quot; إلى التوبة، وواظب منذ إلقائه السلاح على نفي ما دأب أكبر تنظيم متمرد في البلاد على ترويجه، ولخص أبو الوليد ما شهدته الجزائر من تصعيد دموي، بكون ذلك quot;مخطط تكفيريquot; يقوده ( خوارج ) ويمارس هؤلاء بحسبه تقتيلا منظما للجزائريين تحت ( زعم ) الجهاد.

ويقول كثيرون ممن أشهروا خروجهم عن القاعدة، أنهم quot;انخدعوا quot; وقرروا وضع سلاحهم، بعدما فضل الدمويون استهداف المدنيين، وصاروا يمارسون الخداع للتعمية على مجازرهم، وضرب أبو الوليد مثلا بمجزرة البويرة في 20 آب/أغسطس الماضي، حيث روى كيف رأى بأمّ عينيه عشرات الأبرياء وهم يسقطون في التفجير الذي استهدف حافلة تابعة لشركة كندية، حيث سقط 12 مدنيا أعزلا، في وقت ادعت القاعدة أنّ الهجوم نجم عن مقتل عدد غير محدد من الأجانب، ولاحظ المسلح السابق أنّ quot;الإمارةquot; ظلت دوما تخبر مقاتليها بأنّ المستهدفين من الهجمات هم من الجيش والدرك والأجانب، لكن وقائع الميدان بيّنت غير ذلك تماما.

وكشف أبو الوليد البليدي الذي أسندت له مسؤوليات عدة في القاعدة، أنّ النداء الذي وجهه أحد أعمدة العنف المسلح في الجزائر quot;حسان حطابquot; الشهر الماضي، لعب دورا مؤثرا في حمله على إلقاء السلاح ومقاطعة من سماه (المجرم دروكدال)، وذهب في هجومه على متزعم الفرع المغاربي للقاعدة إلى حد نعت quot;عبد المالك دروكدالquot; بـquot;عميل بن لادن الذي أحلّ دماء المسلمين واستباح حرماتهمquot;.

كما استغرب أبو الوليد كيف للقاعدة أن تحاول استغفال عقول الجزائريين وتغرر بمئات الشباب حديثي السن لتكرار مذابح الجماعة الإسلامية المسلحة وما فعلته في مناطق جزائرية عدة خلال الفترة ما بين سنتي 1992 و1998، لذا دعا المسلح السابق في ختام بيانه عموم مواطنيه لعدم الانخداع، مهيبا بالمسلحين للتوبة وعدم البقاء في مثلث قائم على تكفير المسلمين، الخروج عن طاعة أولي الأمر، واستباحة دماء وحرمات المسلمين.

ويذهب مراقبون في الجزائر، إلى إمكانية إصدار السلطات هناك لإجراءات عفو جديدة في المرحلة المقبلة، على نحو يدعم ما أتى به قانون الوئام المدني وميثاق السلم والمصالحة في عامي 1999 و2005 وما تضمناه من تدابير سمحت بتطليق مئات المتمردين لأعمال العنف، واسترجاع ستة آلاف قطعة سلاح منذ بدء خطة المصالحة في الجزائر في مارس/آذار 2006، علما أنّ ثلاثمائة مسلح استفادوا من تدابير العفو العام.

وتقول أنباء أنّ معسكرات القاعدة تعيش حالة من الجمود والتذمر السائدة بين صفوف مقاتلي أكبر تنظيم دموي في الجزائر الذي يستوعب في حدود خمسمائة مسلح - 380 مسلحا بحسب إحصائيات رسمية-، واستنادا إلى ما ذكرته بيانات أمنية، فإنّ عموم المتمردين يتمركزن خصوصا في منطقة القبائل الكبرى وأجزاء من منطقتي الشرق والصحراء الكبرى، وغالبيتهم محسوبون على تنظيمي (قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي) و(جماعة حماة الدعوة السلفية)، بعدما جرى القضاء على النواة الصلبة في أقدم تنظيم دموي في البلاد (الجماعة الإسلامية المسلحة) بشكل كامل.