المالكي أكبر الفائزين يليه العلمانيون... والمجلس أكبر الخاسرين

العلمانيون يقتحمون معاقل الاسلاميين العراقيين

الانتخابات مرت آمنة والعراقيون عبروا عن خياراتهم للمستقبل

بغداد: تعكس النتائج الاولية للانتخابات العراقية الاستياء العام حيال ضعف اداء مجالس المحافظات الخاضعة بغالبيتها العظمى لسيطرة كبرى الاحزاب الدينية، الشيعية منها كالمجلس الاعلى، او السنية كالحزب الاسلامي. ففي كربلاء، اهم العتبات المقدسة لدى الشيعة في العالم، يتصدر المرشح البعثي السابق يوسف الحبوبي في معقل حزب quot;الدعوة الاسلاميةquot; وامينه العام رئيس الوزراء نوري المالكي، وفقا للنتائج الاولية.

وتقول كريمة السعداوي، الموظفة في احدى المؤسسات الاعلامية، ان quot;صدارة الحبوبي في كربلاء على الكتل والاحزاب الكبيرة دليل على ان المواطنين بداوا يترحمون على رموز النظام السابق، باعتبار ان الحبوبي كان نائب محافظ في النظام السابق حيث كان مستوى الخدمات افضل من الآنquot;.

من جهته، يقول علي جاسم وهو تاجر quot;كنا نتوقع ان تتمكن الاحزاب التي جاءت بعد سقوط النظام من التغيير الجذري من حيث البناء والاعمار والخدمات مثل الكهرباء وتوفير فرص العمل، لكن ذلك لم يتحقق بنسبة كبيرةquot;. ويدعم المالكي لائحة quot;ائتلاف دولة القانونquot; المكونة من احزاب شيعية صغيرة الحجم بزعامة quot;الدعوة الاسلاميةquot;، الا ان شعارها كان quot;محايداquot;، اي مبتعدا عن الشعارات الدينية المباشرة.

وكذلك فعل التيار الصدري باختيار قائمة quot;الاحرار المستقلونquot;. وحلت قائمة المالكي اولا في ست محافظات جنوبية، ما يعني خسارة المجلس الاسلامي العراقي الاعلى بزعامة عبد العزيز الحكيم ست محافظات من اصل سبع يسيطر عليها، لصالح المالكي، وفقا للنتائج. ومن الدلائل القوية على التغيير العميق في قناعات الناخبين، ان التصويت لم يكن لدوافع طائفية انما وفقا للواقع اليومي المعاش.

ويقول محمد كاظم من النجف ان quot;السبب في هذا التغيير ان الناس بدات ترفض المعاملة الدينية البحتة التي لا تتناسب والحياة العصرية خصوصا وان المجلس الاعلى لديه ارتباطات واسعة بايران (...) مما جعل المواطنين يفضلون القوائم المستقلة مثل قائمة ائتلاف دولة القانونquot;. ومن المؤشرات الاخرى على الابتعاد عن الاحزاب ذات الصبغة الدينية الفاقعة، تمكن رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي البعثي السابق من البروز مجددا في مواقع متقدمة في محافظتين شيعيتين واخرى سنية على الاقل.

ومن المفارقات في هذه الانتخابات، مشاركة العرب السنة بكثافة في عمليات الاقتراع مقابل نسب مقبولة في المحافظات الشيعية. فحققت صلاح الدين النسبة الاعلى مع 65% في حين كانت ادنى نسبة في محافظة ميسان، معقل التيار الصدري، مع 46%. ومن نتائج هذه المقارنة ايضا، تقدم لائحتي quot;تجمع المشروع العراقي الوطنيquot; بزعامة صالح المطلك، وقائمة علاوي على الحزب الاسلامي في محافظة ديالى حيث سيتعين على رئيس مجلس المحافظة المنتمي الى حزب الدعوة اخلاء المكان لمرشح اخر من احدى هاتين اللائحتين، بحسب مصادر محلية تعمل في مفوضية الانتخابات.

كما يتعرض الحزب الاسلامي المسيطر على محافظة الانبار والشريك القوي في مجالس محافظات صلاح الدين ونينوى وديالى الى خسارة مواقعه في الانتخابات، وفقا للنتائج الاولية. وتحقق العشائر قفزة كبيرة باتجاه عودتها الى الساحة السياسية وخصوصا في الانبار كما يخسر الاكراد سيطرتهم على نينوى لصالح قائمة quot;الحدباءquot; المكونة من تحالف عشائري. وقد اعلن رئيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات فرج الحيدري ان quot;نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 51 بالمئةquot;، مشيرا الى ان quot;عدد الناخبين الذين شاركوا في عملية الاقتراع بلغ نحو سبعة ونصف مليون ناخبquot; من اصل حوالى 15 مليونا.

يشار الى ان النسبة الاجمالية للمشاركة لم تتجاوز 55,7% في انتخابات العام 2005. لكن اذا استثنينا محافظات اقليم كردستان وكركوك فستكون بحدود 49,8%. وتنافس 14431 مرشحا ضمن 401 كيان سياسي على 440 مقعدا. وجرت الانتخابات في 14 من 18 محافظة مع استثناء محافظات اربيل والسليمانية ودهوك في اقليم كردستان اضافة الى محافظة كركوك. وستنبثق عن الانتخابات مجالس تتمتع بصلاحيات واسعة تندرج ضمن اطار اللامركزية.