باريس: تناقلت وسائل الإعلام الفرنسية بكثير من الاهتمام خبر اللقاء الذي سيجمع ظهر اليوم الاثنين في قصر الرئاسة الفرنسية في باريس بين الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني. وأفادت مصادر الإليزيه بأن هذا اللقاء، الذي يأتي في ظروف عالمية استثنائية، سيشمل إضافة إلى جملة القضايا المتعلقة بالعلاقة الثنائية، العديد من القضايا الدولية الراهنة، وعلى رأسها الوضع في الشرق الأوسط ودارفور.

وترى التحليلات الفرنسية أن ساركوزي، الذي يعلن صراحة عن اعتماده على الدبلوماسية القطرية في ما يتعلق وملفات الشرق الأوسط بصورة خاصة، سيهتم بأن يشرح وجهة النظر الفرنسية لأصدقائه القطريين، وسيستعرض مع رئيس الوزراء المخارج الفرنسية المقترحة في سياق هذا الملف، وتوضيح الدور الفرنسي في ما يتعلق والمبادرة مع مصر بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط والمصالحة بين الأطراف الإسرائيلية-الفلسطينية المتنازعة، وتداعيات الوضع في غزة بعد الهجوم الإسرائيلي.

وترى التحليلات بأن وجهة النظر القطرية، بالقياس إلى الدور الرئيس الذي تلعبه قطر على الساحة العربية والدولية، من دور الوسيط والمحاور والقادر على بلورة المخارج الأنسب لكل الأطراف، تهم بصورة خاصة الدبلوماسية الفرنسية، التي تسعى اليوم إلى لعب دور أساس في ما يتعلق والقضية الفلسطينية ومستقبل السلام في منطقة الشرق الأوسط.

وما يؤكد على هذا البعد بالنسبة إلى الإعلام الفرنسي هو أن لقاء ساركوزي مع الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، سيعقبه على الفور لقاء الرئيس الفرنسي مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي يتوقف اليوم في باريس، في إطار جولته الأوروبية، للبحث عن مخارج للأزمة التي تعصف بقطاع غزة، وتداعيات الحرب الإسرائيلية على القطاع.

وشدّدت صحيفة لوفيغارو، الفرنسية والقريبة من اليمين، على الأهمية التي يعطيها الإليزيه للعلاقات التي بين فرنسا وقطر، خاصة بالقياس إلى حجم الشراكة التي تجمع بين البلدين في المجالات الاقتصادية والإستراتيجية والعسكرية. وذكرت الجريدة الواسعة الانتشار أن الرئيس نيكولا ساركوزي رحّب في يوليو 2007، بالدور الذي لعبته الدبلوماسية القطرية quot;للوساطة والتدخلquot; في الإفراج عن الممرضات والطبيب البلغاريين في ليبيا.