عبد الخالق همدرد من إسلام آباد: كشف جندي أفغاني سابق العثور بعد مرور 30 سنة على مقبرة أول رئيس أفغاني سردار محمد داوود وأفراد أسرته الذين قتلوا خلال انقلاب عسكري عام 1978م قرب كابول.

وكشف الجندي (باجامير) وشاهد عيان آخر عن موقع مقبرة داوود وقد أكدت الحكومة ان الرفات تعود للرئيس الأفغاني الأول وأعلنت عن استعدادها لإعادة دفن العظام البالية بصورة رسمية خلال الأسابيع المقبلة.

ويشار إلى أن سردار داوود كان مؤسس quot; الجمهورية الأفغانيةquot; وأول رئيس لها بعد الانقلاب على ابن عمه والملك الأفغاني الأخير ظاهر شاه عام 1973م؛ لكنه أصبح هو الضحية الثانية للانقلابات العسكرية الأفغانية بعد خمس سنين والتي مهدت الطريق لاقتحام القوات السوفياتية أفغانستان وبقائها هناك لمدة عشر سنين.

وكان 27 أبريل عام 1978م آخر يوم لأفغانستان المستقلة، إذ تم القضاء على 18 فردا من أسرة داوود في قصر الرئاسة في العاصمة الأفغانية، إلى جانب عدد من الضباط والمسؤولين ومستشاري داوود. وتم دفنهم في مقبرة مجهولة في ظلام الليل خارج العاصمة.

وكان بين القتلى الرئيس داوود وزوجته وأخت لزوجته وأخوه نعيم خان وثلاثة من أبنائه وثلاث من بناته وصهره وزوجة ابنه وأربعة من أحفاده. والمعروف لدى الشعب الأفغاني على لسان نعيم خان أن الأسرة الرئاسية قتلت بين الساعة الرابعة والخامسة صباحا من 28 أبريل عام 1978م.

وبعد تبادل نيران مكثفة ليوم واحد اقتحم ضابط عسكري برتبة رقيب ويسمى عماد الدين ليعتقل داود؛ إلا أن داوود رفض الذهاب معه وأطلق على الجنود النار بمسدسه. وبالتالي فتح الجنود النار عليه وقتلوه في الموقع.

وأدى مقتل الرئيس داوود إلى نزيف دموي على يد الاشتراكيين لمدة 20 شهرا وبالتالي تم تمهيد الطريق للغزو السوفياتي لأفغانستان في شهر ديسمبر 1979م. وتسبب ذلك في الاحتلال السوفياتي لأفغانستان لمدة عشر سنين وخلف الآلاف من القتلى والمفقودين، بينما تم دفن القتلى في المقابر الجماعية في منطقة لتدريب الجنود على إطلاق النار في (بل شرخي) قرب العاصمة كابول. وقد وصلت الحكومة الأفغانية إلى ذلك الموقع العام الماضي بمساعدة شاهدين قديمين.