واشنطن: أكد مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية، أن الوزير روبرت غيتس وكبار المسؤولين العسكريين، يراجعون عدة أوجه في سياسة الجيش الأميركي وإستراتيجيته في أفغانستان. وكان وزير الدفاع غيتس قد أعلن أمام المراسلين خلال سفره إلى أفغانستان هذا الأسبوع أنه وكبار معاونيه بصدد مراجعة أساسية للإستراتيجية العسكرية التي يعتمدها الجيش الأميركي في أفغانستان خلال الأشهر الأخيرة من إدارة الرئيس جورج بوش، بحسب ما نقلته وكالة أسوشيتد برس.

وقال غيتس quot;ننظر بذلك.. لدينا إستراتيجية عامة.. لكن تقوم بتعديلها بشكل متواصل اعتماداً على الظروف..quot; ووفق أحد المصادر في البنتاغون فإن غيتس يسترشد بالنجاح الذي حققته القيادة العسكرية الأميركية في العراق، لاعتمادها في أفغانستان التي شهدت هذا العام حصيلة قتلى مرتفعة للقوات الأميركية، مقارنة بالعام الفائت.

إلا أن أحد المسؤولين في وزارة الدفاع أكد أن غيتس لا ينظر في مسألة التوصية برفع أعداد القوات الأميركية لفترة معينة كما فعلت إدارته في العراق، إلا أنه يبحث في أوجه أخرى في مثال العراق الناجح.

وكان غيتس صرح للأسوشيتد برس قائلاً: quot;أظن أنه تحدي طويل الأمد في أفغانستان، واعتقد أننا نرى بعض الدروس التي علينا التعلم منها في العراق فيما تعلق باستتباب الأمن كشرط مسبق لتطوير الاقتصاد وتحسين الحكم وذلك يعني مزيد من القوات.quot; وأوضح المسؤول أن غيتس يركز على سبل تخفيض أعداد الضحايا في صفوف المدنيين، خاصة مع وصول مزيد من القوات الأميركية لأفغانستان.

وأوصى غيتس القادة العسكريين بدفع تعويضات وبشكل سريع للمواطنين الذين خسروا فرداً عن طريق الخطأ أو دمرت ممتلكاتهم جراء القصف الأميركي لعمليات المسلحين، مطالباً هذه القوات أن تكون أكثر دقة في تحديد أهدافها خلال عملياتها الليلية. يُذكر أن الرئيس الأميركي جورج بوش قد تعهد مؤخراً بمنع طالبان من العودة إلى أفغانستان، مشيراً إلى أنه سيتم نشر نحو 4500 جندي فيها. وقال قائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال ديفيد ماكيرنان هذا الأسبوع quot;طلبت أعداداً أكبر من هذا، غير أن هذا بداية جيدة.quot;

ويرى الجنرال ماكيرنان حاجة ماسة لنشر كتيبة إضافية من الجيش الأميركي فيما يقدر العسكريون أن ذلك يعني تحديد ما يصل إلى 15 ألف عنصر إضافي لإعادة نشره في أفغانستان. وبالإضافة إلى العمليات القتالية ضد المسلحين عند الحدود الأفغانية الباكستانية، يقول مسؤولو البنتاغون إن الإدارة الأمريكية تسعى للحصول على مزيد من المسؤوليات القيادية في جنوب أفغانستان، حيث تعمل قوات حلف شمالي الأطلسي وحيث يتواجد أيضاً اقتتال عنيف.

ووفق المصادر فإن الإدارة الأميركية تعرف حق المعرفة أنه مطلوب منها المزيد لعمله في أفغانستان غير مقاتلة المسلحين. وصرح رئيس هيئة الأركان الأدميرال مايكل مولين الشهر الفائت أمام لجنة في مجلس النواب الأميركي بالقول إن المطلوب مزيد من الاهتمام لتطوير اقتصاد أفغانستان وبنيتها التحتية والمؤسسات الحكومية. وقال إن أفغانستان ليست بحاجة لمزيد من القوات، بل أنها تحتاج لمزيد quot;من الشاحنات على طرقاتها ومزيد من المدرسين في مدارسها والقضاة والمحامين في هذه المحاكم.quot;