واشنطن: أكدت مصادر عسكرية متواترة أن وزير الدفاع الأميركي ، روبرت غيتس، سيقدم خلال اللقاء الذي سيجمعه الاثنين مع الرئيس باراك أوباما، ونائبه، جو بايدن، الخطة التفصيلية لزيادة حجم القوات الأميركية المنتشرة في أفغانستان.

وسيطرح غيتس على أوباما تفاصيل خطوات إرسال 15 جندي إضافي إلى أفغانستان عبر نقل ثلاثة ألوية مقاتلة إلى مناطق الحرب، علماً أن المصادر أكدت بأن غيتس تلقى الخطة من كبار قادة الجيش الجمعة، غير أنه فضل عدم التصديق عليها قبل عرضها أمام البيت الأبيض، ما قد يشكل أول قرار عسكري حاسم يتخذه أوباما خلال ولايته.

وتلفت المصادر إلى أن غيتس سيكشف لأوباما أن القوات الإضافية التي سترسل إلى أفغانستان ستتألف من لواء من الجيش وآخر من مشاة البحرية quot;مارينزquot; في حين سيضم اللواء الثالث وحدات متخصصة بتدريب القوات الأفغانية.

واستبعدت الأوساط العسكرية أن يطلب أوباما الدخول في كافة جوانب عمليات نقل الجنود وتمركزهم ومهامهم، غير أنها أشارت إلى أن رغبة غيتس في الحصول على موافقة الرئيس الأميركي الجديد تنبع من رغبته في عرض الخطة شخصياً عليه لكونها أول قرار سيتخذه أوباما على هذا المستوى.

ويأتي اجتماع الاثنين بين أوباما وبايدن وغايتس إثر المباحثات التي خاضها الرئيس الأميركي مع قادة وزارة الدفاع مؤخراً، والتي وصفت بأنها quot;أوليةquot; حول الوجهة التي يمكن لأميركا سلوكها للسير قدماً بحربين متزامنتين في العراق وأفغانسان.

ويأتي هذا الاجتماع في وقت تتزايد فيه الضغوطات الأمنية في أفغانستان، حيث قُتل أكثر من 18 عنصرا من الأمن الأفغاني وأصيب العشرات في هجوم انتحاري استهدف معسكر تدريب للشرطة جنوبي البلاد.

وذكرت مصادر أمنية أن الهجوم وقع في منطقة quot;تارين كوتquot; بإقليم quot;اوروزغانquot;، أثناء تدريبات لقوات احتياط الشرطة.

وصرحت المصادر أن المبنى الأمني أصيب بأضرار جسيمة جراء قوة الانفجار، الذي أعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عنه.

وقال الناطق باسم الحركة، قاري يوسف: quot;هذا مؤشر على وجود دعم قوي لنا في الجنوب.. لدينا المئات من الراغبين في التضحية بأنفسهم.. وسنواصل القتال ضد القوات الدولية والحكومة.quot;

وصعدت الحركة المتشددة، التي أزاحها الغزو الأميركي لأفغانستان في أعقاب هجمات 11/9 عام 2001 على الولايات المتحدة عن سدة الحكم، هجماتها ضد القوات الدولية والأفغانية منذ عام 2007.

وحذر تقرير نشر مؤخراً من أن قوات التحالف الدولية تخسر المعركة في مواجهة حركة طالبان بأفغانستان.

وقال quot;المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجيةquot; إن الحركة المتشددة صعدت هجماتها بواسطة التفجيرات الانتحارية ووسعت عملياتها في مناطق اتسمت بالهدوء من قبل.

في الوقت ذاته، تتعثر دول الناتو في محاولة إيجاد سياسة quot;ناجحةquot; في أفغانستان وسط أزمة اقتصادية طاحنة قد تضع الميزانية العسكرية للحلف الأطلسي تحت ضغوط قوية.

وجاء التحذير الوارد في مسح quot;التوزان الدولي السنويquot; الصادر عن المعهد، وسط توقعات بدعوة الرئيس الأميركي الجديد، باراك أوباما، للدول الأوروبية تقديم المزيد من المساهمات العسكرية في أفغانستان في سياق محاولات لإحداث انفراجة هناك.

ولفت التقرير إلى مواصلة طالبان لضرباتها القوية على مدار العام الماضي، وتوسيع رقع هجماتها في مناطق كانت هادئة نسبياً، الأمر الذي يضع المزيد من الضغوط على القوات الدولية.

وأورد التقرير: quot;جهود التصدي للهجمات المسلحة تغيرت لتتماشى والتغييرات في إستراتيجية طالبان إلا أنها لم تحقق تقدماً يذكر... ودون تغييرات إيجابية والمزيد من التعامل الموحد أمام النزاع، فمن المرجح أن تعيد الدول المشاركة في مهام قوات المساعدة الأمنية الدولية تقييم التزاماتها.quot;

وتابع التقرير: quot;التوتر داخل الناتو حول أهداف المهمة يقوض فعالياتها، وهناك حوار كبير جار لكيفية تحديد quot;النجاحquot; في أفغانستان.وكان الرئيس الأميركي الجديد قد أعلن في وقت سابق أن أفغانستان هي quot;الجبهة المركزيةquot; في الحرب على الإرهاب.