غول يبدأ زيارة مهمة إلى الرياض تستمر ثلاثة أيام
تركيا تلخبط أوراق إيران... وتربك سوريا

سيف الصانع من دبي: أمام الرئيس التركي عبد الله غول جدول أعمال حافل خلال زيارته التي يبدأها اليوم الثلاثاء إلى المملكة العربية السعودية، إذ ستعقد خلالها عدة اجتماعات عالية المستوى مع كبار المسؤولين في البلاد، قبل أن تُختتم يوم الجمعة المقبل بزيارة إلى الأماكن المقدسة في مكة المكرمة مهد الإسلام لأداء فريضة العمرة.

وسوف يصل غول في تمام الرابعة بالتوقيت المحلي حيث ينتظره استقبال حار على المستوى الرسمي والشعبي على حد سواء اذ بدأ السعوديون في اطلاق حملة quot; شكرًا تركيا quot; لدعم المنتجات التي تصنع في أنقرة ويتم تصديرها الى المملكة.

وتأتي هذه الزيارة في وقت ارتفعت فيه الأسهم التركية بشكل غير متوقع في بورصة الشارع العربي بعد عدة مواقف مناصرة للقضية الفلسطينية كان آخرها انسحاب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من إحدى جلسات النقاش في دافوس بعد جدال مع الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز.

واستهوى خطاب اردوغان شديد اللهجة ضد اسرائيل مشاعر الملايين من العرب الذين يرون ان قادتهم لم يتمكنوا من وقف الهجوم الاسرائيلي الأخير على غزة، الذي قتل أكثر من 1300 فلسطيني، بل أنهم يحجمون أيضًا عن اتخاذ موقف ضد الهجوم.

وهذه الزيارة، التي ستتخللها لقاءات مهمة وحاسمة في مستقبل العلاقات بين البلدين، تحظى باهتمام وترقب عال المستوى في عدد من بلدان الشرق الأوسط وعلى الخصوص كل من طهران ودمشق تحديداً؛ فالأولى ترى أن أوراقها تلخبطت بعد دخول أنقره على الخط بهذه القوة والثانية ترى أن الطاولة قُلبت عليها من حيث لا تدري ولا ترغب.

وعلمت quot;إيلافquot; من مصادرها المطلعة أن هنالك اجتماعات عالية المستوى عقدت في طهران لبحث السبل الكفيلة بمواجهة الدور التركي الذي بدأ يتصاعد ويصبح محسوسا وملموسا في المنطقة، وخصوصًا أنها قوة سنية كبرى في منطقة لا يزال فيها الهلال الشيعي في طور الخلق لا النمو.

وفي اجتماع سري عقده مسئولون إيرانيون يوم أمس الأول سُمعت خيارات تتراوح بين محاولة التجميد حتى تخف حماسة الشارع العربي والسني على الأخص ومن ثم تُبحث حلول أخرى، أو المواجهة المبكرة بتصعيد لهجة طهران ضد إسرائيل وإعادة تمويل وشحن حلفائها في حزب الله وحركة حماس وحتى في دمشق المرتبكة حسب ما ذكرته مصادر استخباراتية.

وبين خلفاء عثمان وحملة طيلسان فارس تاريخ مشترك من الضغينة المتبادلة ربما تتصاعد فصولاً خلال الفترة المقبلة في ظل تنافس البلدين على دور محوري في المنطقة بينما لسان حال الدول العربية السنية، وخصوصًا كبراؤهم في الرياض والقاهرة، يقول quot; لم آمر بها ولم تسؤنيquot;.

وعلى الضفة الأخرى في دمشق تبدو الصورة أكثر قتامة من سواها، فهي ممزقة بين إحساسها بالربكة من هذا الاختطاف التركي السريع للشارع العربي، وبين خيبة الأمل بعد أن اكتشفت متأخراً، ويال الحظ التعس، أنها تورطت بإدخالها تركيا في اللعبة بعد أن طلبت منها أن تقوم بدور مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل مما خلق لها نفوذًا وكرسيًا على طاولة اللعبة.

وتقول المصادر غن توصيات رفعتها الخارجية السورية إلى الرئيس السوري بشار الأسد تقترح تجميدًا موقتًا للقناة التركية التي نشطت في ترتيب خلفية معقولة لبدء محادثات سلام مع إسرائيل، وذلك بغية رسم إطار محدد لأنقرة لا يمكن لها أن تخرج منه نحو أهداف أوسع.

ويقول دبلوماسيون أتراك إن الزيارة التي يقوم بها غول مصحوبًا بأكثر من 100 رجل أعمال لا تستهدف الاقتصاد فحسب بل أن أمورا سياسية حيوية ستبحث مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ومسئولين في أجهزة الخارجية والاستخبارات والأمن الوطني السعودي.

ويشيرون الى ان السعودية تأمل في أن تقربها الزيارة من تشكيل حلف استراتيجي مع تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي لمواجهة النفوذ المتزايد لايران في المنطقة؛ وهي مستعدة لإصطياد أنقرة حتى لو كان ذلك من خلال سنارة الاقتصاد والتجارة.

وتحسنت العلاقات الثنائية بشكل مثير منذ أن تولى حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي اليه جول والعاهل السعودي الملك عبد الله السلطة في عامي 2002 و2005 على التوالي.