أشرف أبوجلالة من القاهرة: كشفت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية في عددها الصادر اليوم عن أن المفتش العام بوزارة الخارجية الأميركية سوف يقوم بمراجعة الخدمات التي تقدمها شركة بلاك ووتر العالمية للخدمات الأمنية في أفغانستان، وذلك بعد أسابيع من إلغاء حكومة بغداد لاتفاقية الشركة الأمنية في العراق. وقالت الصحيفة أن المفتش العام هارولد غيزيل قد أخبر اللجنة المنوطة بالتعاقدات الحربية بأن وزارته سوف تبدأ في مراجعة الأداء الخاص ببلاك ووتر في شهر مارس المقبل.

وأشارت الصحيفة إلى أن تلك اللجنة قد تم تأسيسها في عام 2008 وهي منتدبة لكي تقوم بتقديم تقريرين سنويين إلى الكونغرس فيما يتعلق بقضايا الفساد وغيرها من المخالفات التي يتورط فيها شركات المقاولات الحربية والأمور المرتبطة بذلك. وكشفت الصحيفة في الوقت ذاته عن أن أحد هذين التقريرين الداخلين سوف يقدم للكونغرس قبل الأول من مارس القادم. وتعتبر تلك اللجنة المكونة من سبعة أعضاء لجنة مستقلة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري. وتأمل تلك اللجنة أن تمنع نفس أنواع المشكلات التي سببتها شركات المقاولات الأمنية الأميركية في العراق من الحدوث من جديد في أفغانستان، بحسب ما جاء في الموقع الإلكتروني الخاص بتلك اللجنة. ويمكن لها أيضا أن تشير إلى أي خرق أو انتهاك وشيك للقانون للمدعي العام.

وقالت الصحيفة أن شركة بلاك ووتر قد واجهت سيل من الانتقادات اللاذعة بعد أن أطلق حراسها النيران في ميدان مكتظ بالمواطنين ببغداد في السادس عشر من سبتمبر عام 2007، ما أسفر عن مقتل 14 مدنيا عراقيا على الأقل. كما أدانت احدي المحاكم الأميركية ضابط يعمل لصالح شركة بلاك ووتر في تهمة القتل الطوعي، والشروع في ارتكاب القتل غير العمد. وينتظر خمسة من العاملين بالشركة المثول أمام القضاء العام القادم بعد تورطهم في مخالفات مماثلة خلال فترة عملهم بالعراق.

وقال غيزيل في حديثه أمام اللجنة انه لم يفاجئ بقرار إنهاء عمل شركة بلاك ووتر في العراق، كما أنه كان يعتقد تماما بأن قسم الأمن الدبلوماسي بوزارة الخارجية الأميركية كان يخطط لإخراج بلاك ووتر بشكل إجباري من العراق قبل أن تعلن الحكومة العراقية عن قرارها الخاص بنفس الأمر. وأشار إلى أنه وبالرغم من ذلك ، فقد أظهرت جميع المراجعات التي تم إجرائها على بلاك ووتر أن أداء الشركة أداء جيد بشكل عام بعيدا عن الحادث الذي ارتكبته في ساحة النسور غربي العاصمة العراقية بغداد. وكشفت الصحيفة عن أن المكتب الإقليمي للشرق الأوسط الجديد التابع لمكتب المفتش العام بالخارجية الأميركية هو من طلب إجراء تلك المراجعة القادمة لأداء بلاك ووتر في أفغانستان، وهذا المكتب هو المنوط بالتخطيط والتنسيق الرئيسي للعمليات من شمال إفريقيا للشرق الأوسط ووسط/ وجنوب آسيا ويتخذ من العاصمة الأردنية عمان مقرا له.