ساركوزي يصل إلى عمان ضمن جولة خليجية المالكي وساركوزي إتفقا على تعاون عسكري ونفطي وإنهاء العقوبات
مسقط، وكالات: يتوجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم الأربعاء إلى البحرين والكويت في اليوم الثاني من جولة يقوم بها في الخليج شملت زيارة مفاجئة إلى بغداد حيث دعا الشركات الفرنسية الى الاستثمار في العراق. وسيتوجه الرئيس الفرنسي الذي وصل بعد ظهر الثلاثاء الى سلطنة عمان قادما من بغداد لاجراء محادثات مع السلطان قابوس بن سعيد، الى البحرين قبيل ظهر اليوم للقاء الملك حمد بن عيسى آل خليفة ثم تناول الغداء معه. وسيختتم ساركوزي جولته في الكويت بلقاء مع اميرها الشيخ صباح الاحمد الصباح، قبل مؤتمر صحافي يليه عشاء.
وفي البحرين سيتم توقيع اتفاقين للتعاون احدهما في المجال العسكري والثاني في مجال الطاقة النووية المدنية. وفي الكويت ايضا، سيتم توقيع اعلانا مشتركا حول تنويع الاقتصاد والبيئة وآخر حول العلاقات الثنائية. وكما جرى في سلطنة عمان، ستوقع عقود في قطاع الصحة. ويرى ساركوزي ان هذه الاتفاقات يجب ان تشكل مقدمة لتعزيز التعاون بين فرنسا والدول الخليجية الغنية الثلاث.
وتحتل فرنسا المرتبة العاشرة للدول المصدرة الى عمان والحادية عشرة للبلدان المصدرة الى البحرين والكويت. ويؤكد ساركوزي انه quot;من المؤسف الا يجري الاستثمار في هذه الدول الثلاث مع ان لديها احتياجات كبيرةquot;. وسيوقع الاتفاقات الوزراء الذين يرافقونه في جولته وهم برنار كوشنير (الخارجية) وايرفيه موران (الدفاع) وآن ماري ايدراك (سكرتيرة الدولة للتجارة الخارجية).
وسيجري الرئيس الفرنسي محادثات مع مضيفيه حول الوضع بين الاسرائيليين والفلسطينيين وايران، البلد الذي يبقى موضوع quot;قلقquot; بسبب رفض طهران quot;التخلي عن مشروعها النووي غير الشرعيquot;.
وتابع ساركوزي أن العراق يستعيد سيادته ويمد جسورا مع الديموقراطية، مشيرا إلى وجود مصلحة رئيسية لفرنسا مع العراق، ومذكرا بأن الجنود الأميركيين سيغادرون مدن العراق قبل نهاية عام 2009 والبلاد بكاملها قبل نهاية 2011 .
وأوضح ساركوزي أن العراق شهد لتوه انتخابات محلية شكلت مفاجأة ثلاثية جيدة تمثلت في نسبة مشاركة بلغت 51 بالمئة، وفوز للأحزاب العلمانية وهذه خطوة إضافية نحو الديموقراطية، مع تحسن ملحوظ للوضع الأمني، على حد قوله.
شعبية ساركوزي تتراجع
وفي الداخل الفرنسي تتراجع شعبية ساركوزي وحكومته بشكل كبير وفق الاستطلاعات على خلفية اجواء من الاستياء الاجتماعي وتفاقم الازمة الاقتصادية العالمية. ولم يوفق البرنامج المتلفز الذي شرح خلاله الرئيس في الخامس من شباط/فبراير خطته للتصدي للازمة، ردا على التظاهرات الحاشدة التي جرت قبل ايام، في طمأنة قلق الفرنسيين لا سيما ان الرئيس لم يعلن الا قليلا من الاجراءات الملموسة.
ويرى ستيفان روزيس من معهد سي.اس.ايه للاستطلاعات ان الازمة اثارت quot;ترقبات ضخمةquot; خابت على ما يبدو لان نيكولا ساركوزي، كما قال، quot;كان مرتقبا ان يتحرك الان وعلى التو وليس لما ينوي القيام به على المديين المتوسط والطويلquot;. واشارت ثلاثة استطلاعات خلال الايام الاخيرة الى تراجع في شعبية الرئيس بما بين اربع الى تسع نقاط فبلغت ما بين 44 الى 36% من التاييد.
ويفيد استطلاع للرأي اجراه معهد quot;ايبسوسquot; ومجلة quot;لو بوانquot; عن تراجع شعبية ساركوزي الى 36% في ادنى مستوى يسجله منذ دخوله قصر الاليزيه في ايار/مايو 2007. وافاد استطلاع فيافويس لصحيفة ليبراسيون نشر الاثنين، ان تحرك الرئيس لاحتواء الازمة يحظى بتاييد 31% من الفرنسيين فقط.
وعنونت صحيفة الفيغارو الثلاثاء quot;عودة نيكولا ساركوزي الى نقطة تدني الشعبيةquot;. وقد واجه الرئيس الفرنسي في النصف الاول من 2008 تراجعا كبيرا في شعبيته في الاستطلاعات قبل تحسنها بفضل نشاط دبلوماسي حثيث لدى توليه رئاسة الاتحاد الاوروبي. لكن تلك الشعبية تدنت مجددا بعد تظاهرات 29 كانون الثاني/يناير التي شارك فيها ما بين مليون الى مليونين ونصف مليون شخص حسب المصادر.
ولم يعلن ساركوزي الذي ركز خطته للنهوض بالاقتصاد التي تبلغ كلفتها 26 مليار يورو، على الاستثمار دون ابداء ليونة في سياسته، رافضا الدفع بالاستهلاك كما تطالب به النقابات والمعارضة اليسارية. كذلك تراجعت شعبية رئيس الوزراء فرانسوا فيون الذي كان حتى الان في مناى وباتت تتراوح ما بين 38 و49%.
وكان رئيسا السلطة التنفيذية يبدوان مستقرين حتى نهاية كانون الثاني/يناير بنحو اقل بقليل من 50% من التاييد. واوضح ايمانويل ريفيير في معهد تي.ان.سي سوفريس ان quot;كل الصعوبة بالنسبة للسلطة التنفيذية تكمن في عدم التمكن من الوعد بنتائج سريعةquot; مضيفا ان quot;طريقة نيكولا ساركوزي -تحرك سريع لنتائج سريعة- لا تتوافق مع الوضعquot;. كذلك يرى المستطلعون ارتفاع مستوى quot;الاستياء الاجتماعيquot; حيث اكد 53% من الاشخاص الذين استجوبهم فيافويس لصحيفة ليبيراسيون ان الازمة quot;هي بالتحديد فترة الحركات الاجتماعيةquot;.
التعليقات