الامم المتحدة: دعت لجنة حماية الصحافيين الرئيس الأميركي باراك أوباما الى منع الجيش الأميركي من احتجاز الصحافيين الى أجل غير مسمى قائلة ان ذلك يشجع الحكومات القمعية على ان تحذو حذوه. كما دعت اللجنة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها الى اجراء تحقيقات شاملة في مقتل صحافيين على أيدي القوات الأميركية.

وصرح بول ستايجر رئيس اللجنة في مؤتمر صحافي بأن تأييد الولايات المتحدة لحق الصحافيين لاداء عملهم دون ان يتعرضوا لاطلاق النار او السجن تراجع في السنوات القليلة الماضية خلال فترة رئاسة الرئيس السابق جورج بوش. وقال quot;أميركا وقفت دوما كمنارة لحرية الصحافة وأعتقد ان الوقت موات جدا لتؤكد الادارة الجديدة هذه المباديء.quot;

وأضاف انه على ادارة أوباما التي تولت السلطة الشهر الماضي ان تتعهد quot;بالاهتمام بالتحقيق في موت صحافيين بنيران القوات الأميركية وان تتأكد من انها كانت عرضية حقا وان تنهي عملية احتجاز الصحافيين لمدد طويلة دون توجيه اي اتهامات لهم مثلما حدث للاسف في العراق خلال السنوات القليلة الماضية.quot; ونشرت اللجنة الرسالة التي بعث بها ستايجر لاوباما يوم 12 يناير كانون الثاني والتي قال فيها ان الجيش الأميركي احتجز 14 صحافيا لمدد طويلة دون الاجراءات المناسبة في العراق وأفغانستان وفي خليج جوانتانامو بكوبا.

وأفرج في نهاية المطاف عنهم جميعا باستثناء ابراهيم جسام محمد وهو صحفي في العراق يعمل بالقطعة مع رويترز احتجز في العراق في سبتمبر ايلول الماضي. وقال متحدث باسم الجيش الأميركي في ديسمبر كانون الاول ان الجيش غير ملزم بالافراج عن جسام رغم الحكم الذي أصدرته المحكمة الجنائية المركزية العراقية بعدم وجود أدلة ضده. وذكر المتحدث ان المخابرات رأت ان جسام يشكل خطرا أمنيا.

كما جاء في رسالة ستايجر ان عمليات الاحتجاز هذه تشكل انتهاكا لما التزم به الجيش الأميركي نفسه من مراجعة حالات الصحافيين خلال 36 ساعة من احتجازهم. وقال ستايجر quot;اعتقد ان الغاء ممارسة احتجاز الصحافيين لمدد طويلة دون الاجراءات اللازمة ستبعث برسالة واضحة مفادها ان الولايات المتحدة تتمسك بما التزمت به منذ امد طويل بشأن حرية التعبيرquot;.

وصرح جويل سايمون المدير التنفيذي للجنة حماية الصحافيين ان احتجاز الولايات المتحدة للصحافيين quot;جرأ الانظمة الاستبدادية في شتى انحاء العالم والتي تبرر احتجازها للصحافيين بتهم امنية غامضة.quot; وذكر أيضا ان الجيش الأميركي مسؤول عن وفاة 16 صحفيا في العراق. وقال سايمون quot;لا نعتقد ان هذه كانت هجمات متعمدة على وسائل الاعلام لكن لم يجر التحقيق فيها بشكل مناسب وهذه نقطة نصر عليها دوما.quot;

وجاء في التقرير السنوي بعنوان quot;الهجمات على الصحافةquot; ان 41 صحفيا قتلوا في انحاء العالم عام 2008 خلال تأديتهم عملهم. ويشكل هذا انخفاضا كبيرا عن عام 2007 الذي قتل فيه 65 صحفيا وارجع ذلك جزئيا الى تراجع العنف في العراق الذي قتل فيه العام الماضي 11 صحفيا مقارنة بعام 2007 الذي قتل فيه 32 صحفيا.