أميركا: خطة الانقاذ الاقتصادي تجتاز مرحلة حاسمة في مجلس الشيوخ

واشنطن: كثف الرئيس الأميركي باراك أوباما من ضغوطه على الكونغرس من أجل الموافقة على خطته لتحفيز الاقتصاد الأميركي التي تبلغ تكلفتها أكثر من 800 مليار دولار. وفي مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض دعا الرئيس الأميركي الكونجرس إلى تجاوز الخلافات وتبني الخطة في أقرب وقت ممكن, مؤكدا انه سيبذل كل ما في وسعه لإعادة الاقتصاد الأميركي إلى المسار الصحيح.

وحذر أوباما من أن الفشل في التحرك لمواجهة الأزمة سيفاقم ازمة الاقتصاد معتبرا ان البلاد تمر بشتاء قاس في إشارة إلى أسوأ أزمة يمر بها الاقتصاد الأميركي منذ نحو 80 عاما. واكد اوباما ضرورة التدخل الحكومي من خلال خطة شاملة لمواجهة الأزمة مشيرا إلى ضعف القطاع الخاص حاليا وأن الحكومة هي التي تملك الموارد التي تؤهلها لإنعاش الاقتصاد والخروج من الدائرة المفرغة نتيجة ارتفاع البطالية الذي يؤدي إلى تراجع الإنفاق

واعتبر أن المشكلة لن تحل فقط من خلال التخفيضات الضريبية أو زيادة الإنفاق الحكومي، مشيرا إلى أن إدارته ورثت عجزا في الميزانية يقدر بتريليون دولار،وأضاف أن عدم التحرك أو عدم بذل الجهد الكافي سيؤدي إلى تفاقم هذا العجز. وقال أوباما إنه لم يعرف بعد ما إذا كانت البلاد ستحتاج مزيدا من الأموال لإنقاذ الاقتصاد مضيفا أن ذلك سيتضح بعد تطبيق خطته.

وتتضمن خطة أوباما إعفاءات ضريبية وخلق نحو أربعة ملايين فرصة عمل. وكان الرئيس الأميركي ألقى في وقت سابق خطابا بولاية إنديانا التي تعد الأشد تضررا من الأزمة الاقتصادية، دافع فيه أيضا عن خطته. وكان مجلس الشيوخ الأميركي قد ناقش السبت الماضي نسخة معدلة من الخطة التي وافق عليها مجلس النواب ومن المرجح أن يصوت المجلس بشكل نهائي اليوم على الخطة.

وإذا وافق مجلس الشيوخ على هذه الخطة فلابد من العمل على أن تتوافق مع تلك التي صادق عليها مجلس النواب قبل أن يصوت المجلسان على خطة تسوية ترسل للرئيس أوباما للتصديق عليها. وأمام الكونجرس مهلة حتى 16 فبراير/شباط الحالي لتمرير الخطة التي يقول اوباما إنها ضرورية محذرا من تحول الأزمة الاقتصادية إلى quot;كارثة قوميةquot;.

ويقول مراقبون إن الإجراءات التي تتضمنها خطتا مجلسي الشيوخ والنواب لاتختلف كثيرا في الملامح الأساسية. ولكن تبقى خلافات بشأن بعض القضايا المتعلقة بالضرائب وتوسيع الانفاق الحكومي في مجال الرعاية الصحية. ويذكر أن معدلات البطالة في الولايات المتحدة وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ 17 عاما، وتشير آخر التقديرات إلى ان نحو 600 ألف شخص فقدوا وظائفهم في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي.

إيران

الى ذلك أعرب أوباما عن أمله في حصول quot;انفتاحquot; بين الولايات المتحدة وايران quot;في الاشهر المقبلةquot; من شأنه ان يتيح quot;الجلوس الى طاولة، وجها لوجهquot;. واضاف اوباما في مؤتمره الصحافي الاول بصفته رئيسا quot;اعتقد ان الامكانية متوافرة، على الاقل، لاقامة علاقة احترام متبادلquot;. لكنه قال quot;حان الوقت الان بالنسبة الى ايران لتبعث مؤشرات تثبت انها تريد التصرف بطريقة مختلفةquot;.

واوضح الرئيس الاميركي ان الفريق المسؤول عن الامن القومي في الادارة الجديدة يعيد النظر في الوقت الراهن في العلاقات بين واشنطن وطهران ويبحث عن مقاربة جديدة على رغم الهواجس المتصلة بالبرنامج النووي لايران والدعم الذي تقدمه الى حركة حماس وحزب الله وخطابها المعادي حيال اسرائيل.

واكد اوباما quot;آمل في ان نبحث في الاشهر المقبلة عن عمليات انفتاح يمكن تأمينها عندما سنبدأ في الجلوس الى الطاولة وجها لوجه، مع انفتاح دبلوماسي سيتيح لنا توجيه سياستنا في اتجاه جديدquot;. وكان اوباما وعد خلال الحملة الرئاسية بالتخلي عن سياسة جورج بوش حيال ايران التي وصفها بأنها غير مثمرة.

وعن السعي الى حلحلة العلاقات بين البلدين قال، quot;تراكم كثير من انعدام الثقة خلال سنوات، والحلحلة لن تحصل بين ليلة وضحاهاquot;. واشار اوباما الى quot;ان من المهم، حتى لو اعتمدنا دبلوماسية مباشرة، ان نكون واضحين في شأن الهواجس العميقة التي نحتفظ بها حيال ايرانquot;، سواء حول تمويل منظمات ارهابية يعتبر quot;غير مقبولquot; او حيال برنامجها النووي الذي من شأنه quot;تقويض استقرار المنطقةquot;.

القاعدة

ووعد أوباما بألا يترك تنظيم القاعدة وزعيمها اسامة بن لادن quot;يتحركان بلا عقابquot; في افغانستان. وقال اوباما في مؤتمر صحافي عقده في البيت الابيض quot;لا نستطيع ترك القاعدة تنشطquot;. واضاف quot;لا اريد ان اترك القاعدة وبن لادن يتحركان بلا عقاب ويهاجمان الولايات المتحدةquot;.

روسيا

وعلى صعيد أخر اعلن الرئيس الاميركي انه يأمل في منع الانتشار النووي وان quot;من المهم ان تعطي الولايات المتحدة وروسيا المثالquot; على هذا الصعيد. وقال اوباما quot;اذا حصل سباق الى التسلح النووي في منطقة مضطربة كالشرق الاوسط، فان الجميع سيكونون في خطرquot;. واضاف ان quot;احد اهدافي هو منع الانتشار (النووي) بطريقة شاملة. واعتقد ان من المهم ان تعطي الولايات المتحدة وروسيا المثال في هذا المجالquot;.

واوضح اوباما انه بحث في هذا الموضوع quot;خلال محادثات مع الرئيس الروسيquot; ديمتري مدفيديف quot;وقلت له ان من المهم ان نستأنف المحادثاتquot; حول الاسلحة النووية الروسية والاميركية. وذكر اوباما ان على الروس والاميركيين quot;البدء في احياء معاهدات منع الانتشار النووي التي اضعفت كثيرا في السنوات الاخيرةquot;. وقد تعهدت ادارة اوباما الاسراع في اعادة التفاوض مع روسيا حول معاهدة خفض عدد الاسلحة الاستراتيجية (ستارت-1) التي وقعت ابان الحرب الباردة.

باكستان

وعن باكستان قال أوباما انه ما من شك أن ارهابيين يعملون في ملاذات آمنة في المناطق القبلية في باكستان وان الولايات المتحدة تريد أن تضمن ان تكون اسلام اباد حليفا قويا في مكافحة ذلك التهديد. واضاف قائلا ان الحكومة الباكستانية الجديدة مهتمة بشكل كبير بالسيطرة على الوضع في تلك المناطق quot;وعلينا ان نعمل على ضمان ان تكون باكستان حليفا قوي البأس لنا في محاربة هذا التهديد الارهابي.quot;