تعديل مرتقب لاتفاق مركز القوات ومخاوف من تواجد طويل الأمد
العراق يشتري معداتأميركية جديدة رغم خطط أوباما

أشرف أبوجلالة من القاهرة: أزاحت صحيفة quot;واشنطن تايمزquot; الأميركية في عددها الصادر الأربعاء النقاب عن ان الجيش العراقي يقوم خلال هذه الأثناء بإبرام صفقات أسلحة مع الولايات المتحدة، سوف يحصل بموجبها على مروحيات أميركية وطائرات بضائع ومعدات خاصة بالدبابات، وذلك في الوقت الذي يفكر فيه الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما في خيارات بشان احتمالية سحب القوات الأميركية من العراق خلال الفترة المقبلة. وهو الأمر الذي سيستدعي، بحسب الصحيفة، بقاء القوات الأميركية في البلاد لفترة أطول من أجل صيانة تلك الأسلحة وتدريب أفراد القوات المسلحة العراقية على طرق استخدامها.

وفي تصريحات خاصة بالصحيفة بعددها الصادر اليوم، قال القائد فرانك هيلميك، المسؤول عن تدريب أجهزة الأمن العراقية وكذلك الجيش العراقي ان بعض المعدات التي طلبتها الحكومة العراقية لن يتم تسليمها قبل عام 2012 ، حتي وان تطلب الاتفاق الجديد لمركز القوات ( SOFA) ان تخرج جميع القوات الأميركية من العراق قبل عام 2011. وأضاف الجنرال هيلميك ان الجيش العراقي طلب بالفعل 140 دبابة أبرامز M1 وما يصل إلى 24 طائرة استطلاع و6 طائرات لنقل الركاب طراز C130-j . كما أكد على ان الدبابات لن يتم تسليمها قبل عام 2011، ولن يتم تسليم المروحيات وطائرات نقل الركاب قبل نهاية عام 2012 أو من الممكن عام 2013.

وتابع الجنرال هيلميك حديثه بالقول :quot; الحكومة العراقية ليست مجبرة على شراء تلك النوعية من المعدات من الولايات المتحدة، بل قاموا باختيارها لفعل ذلك. وهذا مؤشر لي على ان العراقيين يريدون الاحتفاظ بعلاقة إستراتيجية طويلة الأمد مع الولايات المتحدة quot;. وأشارت الصحيفة إلى ان تلك الاتفاقات الجديدة سوف تبدأ أيضا في معالجة التكاليف الاقتصادية التي تكبدتها الولايات المتحدة عند شنها الحرب على العراق. ومن بين الشركات الأميركية التي ستستفيد من تلك الاتفاقات التي ستقدر بمئات الملايين من الدولارات شركة جنرال ديناميكس الأميركية التي تقوم بتصنيع دبابات أبرامز M1 وشركة بيل بوينغ التي تصنع المروحيات الهجومية ولوكهيد مارتن التي تقوم بتصنيع الناقلة الجوية C130-j التكتيكية العملاقة . كما تقوم لوكهيد مارتن أيضا بتصنيع المقاتلات F-16، التي تستحوذ أيا على اهتمام بعض العراقيين، بحسب ما صرح به الجنرال هيلميك.

وتؤكد الصحيفة على ان مثل هذه الانظمة الدفاعية المعقدة تتطلب نظم صيانة متطورة وعمليات تدريب سوف تطلب بقاء القوات الأميركية في البلاد بعد الموعد النهائي المحدد في اتفاق مركز القوات بفترة طويلة. وقال جيوف موريل، المتحدث باسم البنتاغون :quot; بغض النظر عن مدى سرعة انسحاب الألوية المقاتلة من العراق، يتحدث الرئيس دائماً عن الحاجة لبقاء بعض القوات من أجل الاستمرار في تدريب وتسليح قوات الأمن العراقية بالإضافة لمهام أخري. وهو الأمر الذي سيستدعي إجراء تعديل في اتفاق مركز القوات المعمول به حاليا ً .. الذي يستثني القوات الأميركية من فعل المهام السابقة بعد عام 2011، عندما ستضطر جميع القوات الأميركية وغيرها لمغادرة البلاد quot;.

وقالت الصحيفة ان تلك المشتريات الدفاعية سوف يتم مناقشتها على الأرجح عندما يقوم وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي بزيارة واشنطن الأسبوع المقبل لمقابلة نظيره الأميركي روبيرت غيتس. وقال مسؤولون عراقيون وأميركيون ان العبيدي سوف يقوم بزيارة لشركات المقاولات وتصنيع الأسلحة الأميركية. في غضون ذلك أكد الجنرال هيلميك أيضا على ان الفقرة الرابعة من اتفاق مركز القوات الحالي يسمح بتدريب القوات الأميركية لنظيرتها العراقية. وأكد لورنس كورب، الزميل البارز بمركز التقدم الأميركي اليساري الأوسط والمساعد السابق لوزير الدفاع في عهد الرئيس ريغان ان الكونغرس لن يعترض على الأرجح على بيع معدات أميركية للعراق مع وجود تحفظ واحد هو quot; أعتقد ان الكونغرس سوف يقول ( نعم ) بافتراض ان العراقيين ليسوا في وسط حرب أهلية كاملة quot;.