طلال سلامة من روما: ينظر الرأي العام بشغف الى آخر المستجدات القائمة حول الجدل المتعلق بقواعد التشريع والإصلاحات المؤسساتية. دورياً، يتحول البطل الى خائن والعكس بالعكس وكأن كافة المشاكل السياسية والاقتصادية هنا تساعد في الكشف عن الوجه الحقيقي لكل سياسي، على حدا. ولا يتأخر quot;أومبرتو بوسيquot;، رئيس حزب رابطة الشمال ووزير الإصلاحات، في الدفاع عن رئيس الجمهورية متهماً وسائل الإعلام بأنها قامت بتحوير خطابات برلسكوني الأخيرة. فرئيس الوزراء برلسكوني لا يريد إعادة التوازن في النفوذات الداخلية كما لا تروق له فكرة الصدام بين القصر الجمهوري quot;كويريناليquot; وقصر رئاسة الوزراء quot;كيدجيquot;. أما على صعيد الإصلاحات التشريعية، التي يطلق بعض المراقبين عليها اسم إصلاحات الإصلاحات، فان برلسكوني تحدث عنها دون إبداء النية في تلغيمها واستبدالها بأخرى. حتى لو كانت نوايا برلسكوني سرية فان بوسي هو المعني الأول في معالجتها والاستماع لها. ولحسن الحظ، فان القواعد التشريعية للبلاد متينة ولا تحتاج الى أي تداخل حكومي. ويبقى رئيس الجمهورية الراعي والمرجع الوحيد لمثل هذه القواعد.

من جانبه، لا يستطيع برلسكوني الإفلات من أدلة قاطعة تجده على مستوى علاقات متوترة مع القصر الجمهوري. في الفترة الأخيرة، قام برلسكوني وفريقه التنفيذي بالتوقيع على العديد من القوانين الطارئة التي لم تلقى لا ترحيباً ولا توقيعاً من رئيس الجمهورية. وكأن الأطراف اليسارية نجحت في استقطاب رئيس الجمهورية الى صفوفها من أجل عرقلة أجندة أعمال برلسكوني سوية مع وزرائه. لذلك، لا بد من تذويب هذه التوترات، بين رئاسة الوزراء والقصر الجمهوري، عن طريق التطرق الى فتح طاولات حوار حول شؤون لا تقل أهمية عن حالات الطوارئ، كما ملف الفيدرالية.

ويعلم برلسكوني جيداً أن العديد من الأقاليم، لا سيما تلك الواقعة جنوب ايطاليا، غير قادرة عن التخلي عن دعم حكومة روما لموازناتها إلا إذا ما حصلت على تبرعات من المافيا. وهناك خيطاً رفيعاً يفصل المافيا عن التوغل والتحكم في أجهزة السياسات الإقليمية، جنوب ايطاليا، في حال نجحت الفيدرالية، وهي نصر آخر تحققه رابطة الشمال، في إغلاق quot;حنفيةquot; الأموال عنها.