النتائج النهائية للإنتخابات الأربعاء ودعوة إلى تحالفات بلا محاصصة
بغداد تشدد أمن كربلاء وتضع آليات جديدة لدخول الأجانب للبلاد
أسامة مهدي من لندن:
أعلن وزير الداخلية العراقي جواد البولاني عن وضع اليات جديدة لدخول الأجانب إلى بلاده عبر المنافذ الحدودية البرية والجوية في وقت إتخذت السلطات إجراءات إحترازية مشددة لتأمين مشاركة أكثر من مليوني مواطن في زيارة أربعينية الإمام الحسين .. بينما دعا رئيس الوزراء السابق زعيم تيار الاصلاح الوطني ابراهيم الجعفري الى تحالفات بلا محاصصة بين الفائزين في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة التي قالت المفوضية العليا للانتخابات ان نتائجها الاخيرة وعدد مقاعد كل كيان في هذه المجالس ستعلن خلال يومي الاربعاء والخميس المقبلين .

وخلال جولة له في محافظتي النجف وكربلاء للاطلاع على الاحترازات الامنية المتخذة لتامين زيارة الاربعين بعد تعرض مشاركين فيها الى تفجيرات اودت بحياة العشرات منهم خلال الايام القليلة الماضية فقد اعلن البولاني من مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) اليوم عقب اجتماعه مع المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني والمراجع الاخرين عن وضع اليات جديدة للتعامل مع الزائرين الأجانب لتسهيل عملية دخولهم الأراضي العراقية عبر المنافذ الجوية والبرية وبالأخص مطار النجف الدولي من دون ان يعطي توضيحات اكثر . وأكد حرص الجهات المعنية في وزارة الداخلية على تسهيل دخول الوافدين إلى العراق وفق صيغ قانونية تضمن سلامتهم وعدم تعرضهم للمساءلة القانونية .

وعلى هذا الصعيد نفسه تدرس وزارة الامن الوطني من جانبها ايضا تحديد آلية عمل للمنافذ الحدودية البرية والبحرية والجوية لتطوير عملها ومنع حدوث اية خروقات. وقال بيان لمستشارية الامن الوطني ان مركز التخطيط المشترك في المستشارية عقد اجتماعه الدوري بحضور المدراء العامون في الوزارات الامنية والوزارات الاخرى لتفعيل وتسريع عمل تلك المنافذ. واشار الى ان الاجتماع اسفر عن اتخاذ مجموعة من التوجيهات سيتم رفعها الى مجلس الامن الوطني من أجل دراستها واتخاذ القرارات المناسبة التي من شأنها تفعيل عمل تلك المنافذ. وقال مسؤولون في كربلاء ان 125 الف زائر من دول عربية واسلامية واجنبية قد وصلوا الى المدنية لمشاركة في مراسم زيارة الاربعين .

واضاف البولاني أن وزارة الداخلية قدمت تضحيات كبيرة وصلت الى الالاف في مواجهة الارهابيين واشار الى ان حوالي 400 الف منتسب قد شاركوا في تأمين الانتخابات الاخيرة . وشدد بالقول ان ولاء منتسبي وزارة الداخلية الان هو quot;لبلدهم العراق وليس للعنصرية الطائفية والمذهبية وهو الشرط الأوحد الذي فرض على دخول المنتسبين إلى وزارة الداخليةquot; كما نقل عنه بيان صحافي للوزارة تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه . واوضح انه تم تعيين ثلاثمئة وواحد ألف منتسب خلال السنتين الماضيتين وقال quot;ان هذا يدلل على مدى تنامي قدرات وزارة الداخلية في تطوير مواردها المادية والبشريةquot;.

وأكد البولاني أن الوزارة نجحت في احداث انقلاب على مستوى التحسن الأمني quot;فكان عملنا وإخواني مسؤولي الوزارة وعلى مدى 19 ساعة عمل باليوم قد أفضى وبجهد منتسبي الوزارة إلى تحقيق استقرار أمني كبير أدى إلى انفتاح البلد على قطاعات أخرى كالقطاع الاقتصادي لأنهمن دون استقرار أمني ملحوظ لا يمكن لأي دولة في العالم أن تقوم وتؤدي عملها بالشكل المطلوبquot;.

واشار الى أن الوزارة استطاعت حسم 179000 قضية تحقيقية واتخاذ الإجراءات اللازمة فيها كما قدمت 25000 ألف خدمة إنسانية للمواطن وهو الشق الآخر المكمل للشق الامني في عمل وزارة الداخلية .
وشدد على ضرورة قيام حملة تثقيف توعية وتوجيه ينطلق فيها رجال الدين والعلماء لإرشاد المرأة وإبعادها عن مالاعمال الارهابية التي تؤدي الى قتل المواطنين مثل العمليات الانتحارية .
وقال أن أي جهاز أمني في العالم لا يمكن له توفير الحماية الأمنية بنسبة 100% إلى ملايين الزوار خصوصاً أن اغلبهم يسلكون مناطق صحراوية ووعرة لسهولة وصولهم إلى كربلاء .

واضاف البولاني ان وزارة الداخلية بحاجة إلى وضع آلية لتحديد حركة هذه الحشود المليونية وقال quot;إن جزءا من هذه الآلية يحتاج إلى جهد استخباري كبير باعتبار أن الساحة الأمنية العراقية تشهد انتشار العديد من القوات الأمنية ومن مختلف الأجهزة وتنتشر عبر ساحات متشابكة ونعمل حالياً على تنظيم عمل هذه القوات لينصرف كلٌّ إلى وظيفته الرئيسية لنمنع التداخل في العملquot;.

واليوم عززت السلطات العراقية الاجراءات الامنية في كربلاء قبيل زيارة الاربعين التي تبلغ ذروتها غدا الاثنين حيث تم نشر اكثر من 30 الف عسكري في انحاء المدينة وحولها ووضعت قوات الجيش والشرطة في حالة استنفار قصوى .
وادت اربع هجمات ضد الزوار المتوجهين الى مدينة كربلاء مؤخرًا الى مقتل 46 شخصًا واصابة عشرات اخرين بجروح بينها مقتل ثمانية اشخاص واصيب 56 اخرين بانفجار قنبلة الخميس الماضي في وسط كربلاء.
واشار قائد شرطة كربلاء علي جاسم الغريري الى نشر القوات في جميع مداخل ومخارج كربلاء والطرق التي يسلكها الزوار موضحًا ان هناك الان حوالى ثلاثين الف عنصر من الجيش والشرطة وعددًا من رجال الاستخبارات والقناصة اضافة الى نشر الكلاب البوليسية في المدينة التي قسمت الى ثمانية قواطع وفرضت ثلاثة اطواق امنية حولها. كما انتشرت قوة خاصة مكونة من فوج لمكافحة الشغب في المنطقة القريبة من العتبات المقدسة مزودة بهراوات صاعقة وغازات مسيلة للدموع للتدخل في حالة حصول فوضى وشغب .

وتم نشر كاميرات مراقبة في عموم المحافظة إضافة إلى إشراك مفارز الكلاب البوليسية و1500 عنصرا من الشرطة النسوية تم توزيعهن في جميع المناطق التي يتطلب فيها تفتيش النساء. واضاف انه تم كذلك تهيئة خمسة آلاف من العناصر الأمنية كقوة للتدخل السريع عند الحالات الطارئة على 10 مواقع استراتيجية اضافة لثلاثة أفواج مختصة بمكافحة الشغب . وتشترك طائرات عراقية في تامين المناطق الصحراوية والمسطحات المائية والبساتين ومسالك الطرق التي يسلكها الزائرون الى كربلاء والقادم معظمهم سيرا على الاقدام من مختلف محافظات البلاد .

وقررت السلطات المحلية منع دخول العجلات والدراجات النارية إلى مركز المدينة القديمة المحيطة بمرقدي الإمامين الحسين واخيه العباس وحددت الدخول بالعجلات التابعة للأجهزة الأمنية والخدمية .
وتعتبر زيارة الأربعين من أبرز المناسبات الدينية لدى المسلمين الشيعة وتأتي بعد مرور أربعين يوما على ذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي بن ابي طالب ثالث الائمة لدى الشيعة في معركة الطف في العاشر من محرم عام 61 للهجرة (680 للميلاد) حيث يتوافد مئات الآلاف منهم في كل عام لزيارة العتبات المقدسة في كربلاء ويصل معظمهم سيرًا على الأقدام وهو مايتطلب استنفار الدوائر الأمنية والخدمية في المحافظة لتوفير الأمن والخدمات لهذا العدد الكبير من الزائرين الذي يتجاوز المليونين .
نتائج الانتخابات الاربعاء والجعفري يدعو إلى تحالفات بلا محاصصة
دعا رئيس الوزراء العراقي السابق زعيم تيار الإصلاح الوطني الى ضرورة أن يكون باب التحالف والائتلاف مفتوحا أمام كل الكيانات الفائزة في انتخابات مجالس المحافظات من اجل ترسيخ مبدأ المشاركة وتكريس الالتزام بالدستور والقانون بعيدا عن فرض الماصصة في هذه التحالفات .

وقال الجعفري في بيان تلقت quot;ايلافquot; نسخة منه ان السير في ترسيخ الوحدة الوطنية ورسم خارطة السياسة والإدارات المحلية يعتمد على رأي المواطنين وحضوره خلال انتخابات مجالس المحافظات. وأضاف أن تيار الإصلاح يؤكد على ضرورة أن يكون باب التحالف والائتلاف مفتوحًا أمام كل الكيانات الفائزة لترسيخ مبدأ المشاركة والالتزام بالدستور والقانون وخدمة الوطن. واكد على العمل على أن تكون مجالس المحافظات ذات بعد تنموي وخدمي وعدم الوقوع في مفاسد الصراع السياسي الذي ينعكس سلبا على المحافظات . واكد ضرورة التعامل بايجابية وعدم الإقصاء للجهات الفائزة التي لاترغب بالائتلاف المحلي. ودعا الكيانات الفائزة الى التصرف بمسؤولية في مجالس المحافظات ورفض أساس المحاصصة السلبية وضرورة ملء المواقع الإدارية على الأسس الوطنية.

وكان الجعفري شكل تيار الاصلاح العام الماضي اثر خروجه من حزب الدعوة الاسلامية بعد خلاف مع زعيمه رئيس الوزراء نوري المالكي . وقد حصل التيار في الانتخابات التي جرت نهاية الشهر الماضي على المركز الثالث في محافظة القادسية والرابع في كل من محافظات بابل والمثنى وميسان وذي قار.

ومن جهتها اعلنت مفوضية الانتخابات العليا اليوم ان النتائج النهاية لانتخابات مجالس المحافظات ستعلن اما يوم الاربعاء المقبل او الخميس الذي يليه .
واشارت الى ان هذه النتائج ستعلن خلال مؤتمر صحافي في بغداد حال الانتهاء من فرز نتائج الانتخابات . وكانت المفوضية قد اعلنت امس أنها ستعقد اليوم الاحد مؤتمرًا صحافيا لتسليط الضوء حول الشكاوى والطعون وعمل مركز العد والتدوين وآلية توزيع مقاعد مجالس المحافظات، لكنها اجلته لحين الانتهاء من الفرز . وكانت المفوضية اعلنت في الخامس من الشهر الحالي نتائج اولية اشارت الى فوز القائمة التي يدعمها المالكي في بغداد بنسبة 38 في المئة من الاصوات وتقدمها في تسع محافظات في الوسط والجنوب الامر الذي عزز موقفه في الداخل والخارج.

وشارك 401 كيان سياسي في الانتخابات التي جرت في 14 من اصل 18 محافظة مع استثناء كركوك والمحافظات الكردية الثلاث وهي السليمانية واربيل ودهوك في الشمال حيث تنافس في هذه الانتخابات 14431 مرشحًا على 440 مقعدًا.