الدوحة: أكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن محادثات الجولة الأولى من سلام دارفور في الدوحة اتسمت بالجدية، حيث أبدى طرفا النزاع عزيمة وتصميماً نحو التوصل لبداية عملية السلام.

وأعرب في مؤتمر صحافي مشترك عقد في الديوان الأميري ظهر اليوم مع الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى وطرفي سلام دارفور، بعيد التوقيع على اتفاقquot;بناء الثقة وحسن النواياquot; بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة عن تفاؤله من أن لدى الطرفين العزيمة لإنهاء الصراع الذى دام طويلاً فى دارفور.

كما عبّر عن أمله في أن يقود اتفاق النوايا الحسنة الذي جرى توقيعه اليوم إلى استمرارية المباحثات ويكون بداية للدخول فوراً في المرحلة الثانية من المحادثات، خاصة وأنه قد تم تحديد إطار عمل للبدء سريعاً في هذا العمل، ليكون نقطة تحول مهمة للصراع في السودان ودارفور.

ولفت رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية إلى أن الاتفاق مفتوح لباقي الفصائل في دارفور، مشدداً على وجود نوايا طيبة لاستكمال السلام قريباً في الإقليم.

من ناحيته أكّد الوسيط المشترك للامم المتحدة والاتحاد الأفريقى جبريل باسولي على أن اتفاق حسن النوايا وبناء الثقة الذي وقّع في الدوحة اليوم يبرهن على إرادة الطرفين نحو التوصل إلى حل سياسي للتعامل مع جذور النزاع.

وشدد على أن الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة يوليان أهمية كبرى لبلدهما السودان ويدركان أهمية استقراره. مؤكداً أن عملية الوساطة ستستمر بمصاحبة جهود الجميع فى سبيل التوصل إلى السلام والمصالحة، ومشيراً إلى أنه وفي غضون الأسابيع المقبلة سيلتقي مبعوثو الأطراف المعنية بسلام دارفور في الدوحة لتمهيد الأجواء لاتفاق سلام نهائي.

ونوّه في هذا الصدد بأن حركة العدل والمساواة عبّرت عن التزامها الاساسي نحو عناصرها الذين تم اعتقالهم فى ميادين القتال، فيما تريد الحكومة ضمانات تقضي بعدم عودة مقاتلي الحركة ممن يتم تحريرهم من الأسر مجدداً إلى القتال. وكشف باسولي عن أنه والشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني سيلتقيان فى الخرطوم للعمل سوياً من أجل التوصل إلى جدول زمني لتبادل السجناء.

وقال باسولي إنه كوسيط سيكثّف جهوده مع الحركات المسلحة الأخرى في دارفور ومع المجتمع المدني، حتى لا يشعر أحد في السودان بأنه مستثنى أو مهمّش. وعبّر عن ثقته في أن مساهمات قطر في موضوع سلام دارفور تبقى أساسية، مناشداً إياها تقديم مساعدات إنسانية لتخفيف معاناة النازحين والمهجرين وضحايا الحرب فى دارفور.

كما أهاب بالمجتمع الدولي والدول المجاورة للسودان استمرار دعمها لعملية السلام بما يسهم في إنجاح المحادثات اللاحقة في الدوحة. وناشد الأطراف الأخرى المعنية في السودان الانضمام إلى هذه المبادرة في الدوحة من أجل إحلال السلام في السودان.

وتحدث في المؤتمر الصحافي رئيس حركة العدل والمساواة خليل إبراهيم، فأعرب عن ارتياحه لاتفاق حسن النوايا وبناء الثقة، وهنّأ بهذه المناسبة الشعب السوداني داخل البلاد وخارجها بهذا الاتفاق، متمنياً أن تكلل الجهود المتواصلة بالنجاح من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي.

ولفت إبراهيم إلى الأوضاع السيئة للنازحين، وناشد قطر والدول المستطيعة والمجتمع الدولي بذل جهودهم لتحسين أحوال المتضررين، وبالأخص الصحية والتعليمية منها، وتوفير المسكن لهم.

واعتبر أن الاتجاه هو أن تجري محادثات سلام شاملة تستهدف المشكلة من أجل السودان، مؤكداً على أن حركة العدل والمساواة حريصة على انضمام كل الحركات الأخرى والمجتمع المدني في السودان ودول الجوار مثل تشاد ومصر وأريتريا وليبيا إلى المفاوضات، والعمل على دعمها لتتكلل بالنجاح.

وأعلن إبراهيم عن إطلاق عدد من أسرى الحكومة لدى الحركة من طرف واحد، تعبيراً عن حسن النوايا، على أن يتم تسليمهم إلى القوات الدولية الأفريقية المختلطة لحفظ السلام في دارفورquot; يونيميدquot; أو إلى الدولة المضيفة.

وطمأن أهل السودان إلى أن التفاوض سيكون على مصالح كل الشعب فى السودان، وليس على مسائل جزئية أو شخصية. وقال إن الجانبين quot;الحكومة والحركةquot; ملتزمان باتفاق الأسرى وبإطلاق سراح المحكومين والموقوفين.

أما مساعد رئيس جمهورية السودان رئيس وفد الحكومة لمحادثات سلام دارفور نافع على نافع فعبّر من ناحيته عن ثقته بأن كل هذه الجهود ستتواصل لاستكمال مسار السلام في السودان، داعياً حاملي السلاح في دارفور للانضمام إلى المحادثات المقبلة، حتى يكون السلام في السودان شاملاً.

ووصف نافع ما تحقق اليوم في الدوحة بأنه quot;خطوة مباركةquot; ، وقال quot;إننا ملتزمون بالاتفاق، ولا توجد قضايا خلافية، ولا شرط لأي منا تجاهه، فالسلام لن يقف في طريقه أي شرط وسنلتقي قريباً في خطوة أخرى نختتمها بالاتفاق الشاملquot;.

ورأى أن الاتفاق يمثل دعماً كبيراً لجهود إغاثة اللاجئين وعودتهم طواعية إلى ديارهم، ويضيف الكثير لأجواء الأمن والسلام في دارفور. وأكد تصميم الحكومة على المضي لاستكمال مشوار السلام الشامل في دارفور لإحداث انطلاقة كبرى تُسكت المؤامرات الخارجية ضد السودان.