طلال سلامة من روما: خرجت الأمور في الحزب الديموقراطي اليساري، الذي يقوده نحو مصير مجهول فالتر فلتروني زعيم المعارضة، عن سيطرتها. الى جانب شن حملات، داخل الحزب، للإطاحة برأس فلتروني هناك حنين داخلي الى تيار البروفيسور رومانو برودي، رئيس الوزراء السابق الذي كان quot;مربياًquot; للعديد من الشخصيات التي استلمت زمام أمور اليسار بعده، ومنهم فلتروني.

هكذا قرر خصوم فلتروني، داخل حزبه، تحويل المرشح لرئاسة إقليم جزيرة سردينيا، ريناتو سورو، الى غراب يطارد فلتروني من أجل تنحيته سياسياً، في الوقت المواتي. بغض النظر عن النتائج الانتخابية، بجزيرة سردينيا، التي ستبرز غداً رسمياً، هناك من يتجرأ على ترشيح سورو لانتخابات رئاسة الوزراء القادمة!

ان الانتباه والتعاطف الذي يبديه مسؤولون رفيعو المستوى في الحزب الديموقراطي اليساري، من جهة، والجدال العنفواني الذي يخوضونه دورياً مع زعيمهم، من جهة أخرى، يجعل الجميع يستشعر(وعلى رأسهم برلسكوني) أن عنصراً جديداً في الوعكة الصحية التي quot;تخضquot; بقوة حزب فلتروني لا يهدد بتقسيم هذا الحزب فحسب إنما بتفتيته قطعاً نانومترية.

علاوة على ذلك، تعلو الأصوات وتزداد الضغوط في مدن شمال ايطاليا الصناعية، كما تورينو وميلانو والبندقية، لتأسيس حزب داخل حزب فلتروني، يدعى quot;حزب الشمالquot;. للوهلة الأولى، يبدو هذا الحزب متغيراً جينياً لجبهة النزاع الداخلية مع فلتروني. في الحقيقة، ستؤول ولادة حزب الشمال الى تعميق الجروح وجلب متاعب طازجة لهوية حزب فلتروني.

هذا ويتابع برلسكوني، عن بعد وعن كثب، أحوال حزب فلتروني الذي جنح الى مفترق طريق غامض. فهناك من يريد إحياء حزب برودي القديم من بين الأموات. في حين يريد آخرون قيادته الى مغامرات يملئها الضباب. بمعنى آخر، نستطيع القول ان تخبط فلتروني وفريقه في مياه عكرة باتت مشهداً يستمتع به برلسكوني وفريقه التنفيذي.