الدوحة: قال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي بدأ زيارة رسمية لقطر مساء اليوم سيجري مباحثات مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني تتناول العديد من الملفات، على رأسها جهود المصالحة الفلسطينية والقمة العربية المقبلة في الدوحة.
وأضاف عريقات، الذي يرافق الرئيس الفلسطيني في زيارته الحالية لقطر، إن زيارة عباس للدوحة جاءت بناء على دعوة أمير قطر، مثمناً الجهود التي يبذلها في إطار المصالحة الفلسطينية بما يفضي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية.
وأكد في حديث خاص لوكالة الأنباء القطرية أن دولة قطر وقفت دائماً ولا تزال مع الشعب الفلسطيني، لكنه أوضح أن العلاقات بين قطر والسلطة الفلسطينية شهدت في الفترة الأخيرة بعض الفتور والتوتر وquot;لم تكن على طبيعتهاquot;. وأعرب عريقات عن أمله في أن تسهم زيارة عباس في quot;تجاوز أي خلافات مع قطرquot;.
واعتبر عريقات أن أي حكومة وحدة فلسطينية ستكون لها 4 أهداف، أولها مواجهة الكارثة الإنسانية التي يعيشها أهالي غزة، وثانيها فتح المعابر ورفح الحصار عن القطاع وإعادة إعمار غزة ورابعاً إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية باتفاق كل الأطراف خلال عام 2009.
وشدد على أن الخلاف بين الفلسطينيين يجب أن ينتهي. وأشار عريقات إلى أن الرئيس عباس سيبحث في قطر أيضاً موضوع القمة العربية في الدوحة أواخر الشهر المقبل. وبيّن أن عباس أبلغ كل الجهات المعنية بالقضية الفلسطينية، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية، بأن أي حكومة إسرائيلية ترفض إقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية، وترفض الاتفاقات الموقّعة quot;لن تكون شريكاً لنا ولن تكون هناك مفاوضاتquot;.
وأوضح أن الملف الثالث الذي سيبحثه الرئيس عباس في الدوحة هو الإدارة الأميركية الجديدة وموقفها من القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن أوباما أبلغ عباس في أول اتصال هاتفي أجراه معه أنه مصمم على إقامة الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية. وقال إن إسرائيل سعت من خلال حربها على قطاع غزة إلى فصل الضفة عن القطاع، والتهرب من السلام بتبرير يستند إلى أن الضفة في جهة والقطاع في جهة أخرى.
مشددا على أن الحرب لم تشنّ على حماس، إنما شُنت على الشعب والقضية الفلسطينية. وعن الملف الرابع الذي سيتناوله عباس في قطر بيّن عريقات أنه يتمحور حول التصعيد الإسرائيلي الخطير، بعدما اتخذت إسرائيل اليوم quot;خطوة استفزازية كبرىquot; عندما أعلن المجلس الوزاري المصغر أن التهدئة مشروطة بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، معتبراً ذلك quot;قمة الاستفزاز السياسي وضربة كبرى للجهود والمبادرة المصرية وخرق فاضح لاتفاق المعابرquot;. كما حذّر من أن إسرائيل التي أعلنت وقف العدوان من جانب واحد، قد تبدأ العدوان من جديد، وهو الأمر الذي يجب معالجته مع كل الأطراف العربية.
وعن جهود المصالحة الوطنية الفلسطينية قال عريقات إن مؤتمر الحوار الفلسطيني الذي كان مقرراً أن يبدأ الأحد المقبل في القاهرة قد يتأجّل على ضوء اشتراط إسرائيل الإفراج عن الجندي شاليط قبل الحديث عن تهدئة مقترنة بفتح المعابر.
لكن عريقات عبّر عن اعتقاده بأن مسار المصالحة الوطنية يجب أن يكون منفصلا ًعن أي تأثيرات أخرى، مهما كانت مواقف إسرائيل quot;التي لا تريد المصالحة الفلسطينيةquot;.
وأمل بأن تستخدم قطر quot;التي لديها علاقات مع كل الفلسطينيينquot;، هذه العلاقات لتذليل كل عقبات قد تعوق تحقيق المصالحة الفلسطينية بالتعاون مع الدول العربية.
التعليقات