فيينا: أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخميس ان جزئيات اليورانيوم غير الطبيعي التي عثر عليها العام الماصي في موقع منشأة نووية مفترضة في سوريا قصفتها الطائرات الحربية الاسرائيلية ليست ناتجة عن الصواريخ الاسرائيلية التي قصف بها.
وقالت الوكالة الدولية ان مفتشين من الأمم المتحدة عثروا على جرافيت وآثار إضافية لليورانيوم في عينات اختبارية أُخذت من موقع سوري تقول واشنطن انه كان مفاعلا نوويا سريا يعمل بالجرافيت. وهذا أول كشف عن العثور على جسيمات من الجرافيت وقال مسؤول بالامم المتحدة ان الكشف عن آثار يورانيوم إضافية يمثل كشفا quot;مهماquot; لكنه اكد ان تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن سوريا ما زال غير حاسم. وقال مسؤول في الوكالة ان العثور على آثار اليورانيوم في العينة يعتبر تطورا مهما، ولكنه أكد أن التحقيق لم ينته بعد.
وكانت سوريا اكدت ان وجود جزئيات من اليورانيوم عثر عليها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حزيران/يونيو 2008 لدى تفتيشهم موقع الكبر النائي في الصحراء السورية الذي دمره الطيران الاسرائيلي في ايلول/سبتمبر 2007، ناجم عن قصفه بصواريخ اسرائيلية، نافية بذلك اتهامات الدولة العبرية وواشنطن لها بان المنشأة المقصوفة كانت تؤوي مفاعلا نوويا سريا.
وفي سياق متصل قالت الوكالة انها لم تحرز أي تقدم في التحقيق بإمكانية أن تكون للنشاطات النووية الإيرانية أهداف عسكرية. وورد في تقرير وزعته الوكالة بين الدول الممثلة في هيئة إدارتها أن إيران وسعت عمليات تخصيب اليورانيوم بشكل طفيف.
وقالت الوكالة انه quot;خلافا لقرارات مجلس الامن (الدولي) لم توقف ايران انشطتها المتعلقة بتخصيب اليورانيومquot;. واضاف التقرير ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تتمكن من تحقيق تقدم quot;جوهريquot; في التحقيق الذي تجريه منذ سنوات حول احتمال وجود شق عسكري في البرنامج النووي الايراني. وتابع التقرير quot;نأسف لانه وبسبب استمرار ايران في عدم التعاون مع الوكالة في المسائل التي لا تزال عالقة والامور التي تثير القلق من وجود ابعاد عسكرية محتملة للبرنامج الايراني، لم تتمكن الوكالة من تحقيق اي تقدم جوهري حول هذه النقاطquot;.
إيران تدعو الى نزع السلاح النووي عالمياً
إلى ذلك دعت إيران إلى مفاوضات عالمية تهدف الى النزع الكامل للاسلحة النووية قائلة ان إزالة الاسلحة الذرية هو الضمان الوحيد ضد استخدامها او التهديد به. والقى علي رضا معايري السفير الإيراني لدى مقر الامم المتحدة في جنيف خطابه امام مؤتمر نزع السلاح قبل فترة قصيرة من اصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية المتوقع لاحدث تقرير لها عن إيران. وتشتبه القوى الغربية في ان إيران تحاول سرا تطوير قدرتها على صنع قنابل ذرية. وتقول إيران ان برنامجها لتخصيب اليورانيوم يهدف فقط الى تلبية الحاجة المتزايدة من الكهرباء.
وقال معايري امام مؤتمر نزع السلاح quot;وجود الاسلحة النووية يعني ببساطة ان كل الدول ستظل تعيش وسط احساس مستمر بانعدام الامن.quot; وقال quot;وينبغي ان يكون الهدف الرئيسي لمؤتمر نزع السلاح هو إزالة مثل هذا المصدر لانعدام الامن وإقامة عالم خال من الاسلحة النووية.quot; وقال المدير العام للوكالة الدولية محمد البرادعي في باريس يوم الثلاثاء ان إيران لا تزال لا تساعد مفتشي الامم المتحدة في تحديد ما اذا كانت قد عملت في الماضي على تطوير قنبلة ذرية لكن طهران ابطأت توسعاتها في المنشأة النووية الرئيسية.
وألمحت تصريحات البرادعي الى ان التقدم في تركيب المزيد من اجهزة الطرد المركزي في موقع نطنز للتخصيب كان ابطأ بكثير مما كان متوقعا. وقال معايري ان طهران ايدت بدء محادثات بشأن معاهدة لفرض حظر على انتاج البلوتونيوم واليورانيوم المخصب لدرجة عالية اللذين يستخدمان في صنع قنابل نووية. وقال ان الاتفاق ينبغي ان يشمل المخزون القائم حاليا من المواد الانشطارية الى جانب اي انتاج لها في المستقبل.
وقال ان إيران تؤيد ايضا المفاوضات بشأن منع قيام سباق للتسلح في الفضاء الخارجي وبشأن وسيلة ملزمة لتقديم ضمانات أمنية ملزمة للدول التي لا تمتلك اسلحة نووية. وكان مؤتمر جنيف لنزع السلاح قد اخفق في التوصل الى التواق اللازم من اجل بدء محادثات بشأن اية قضية منذ اقر الاتفاقات الدولية التي تحظر الاسلحة الكيماوية والتفجيرات النووية تحت الارض في التسعينات.
ويأمل الدبلوماسيون ان تقدم الحكومة الامريكية الجديدة مبادرات لاحياء المؤتمر نظرا لالتزام الرئيس باراك اوباما المعلن بدفع قضية نزع السلاح النووي. ويضم مؤتمر نزع السلاح 65 عضوا بينهم الدول النووية الخمس الرئيسية وهي الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين الى جانب الدول ذات القدرات النووية وهي الهند وباكستان واسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع انها الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي تمتلك اسلحة نووية.
التعليقات