فيينا: أعرب رئيس البعثة الدائمة لإيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، السفير علي أصغر سلطانية عن اعتقاده القوي أن quot;التقرير الجديد الذي رفعه المدير العام للوكالة الدكتور محمد البرادعي إلى مجلس الأمن ومجلس المحافظين الليلة الماضية، حول آخر تطورات البرنامج النووي الإيراني، لم يتضمن أية معلومات جديدة، بل كان صورة طبق الأصل عن تقريره السابق، حيث كرر تقريباً نفس المعلومات والشكوك والاتهامات التي ساقها في تقاريره خلال السنوات الست الماضيةquot; حسب قوله .

وتعليقا منه على أهم ما جاء في تقرير البرادعي، أكد سلطانية أن quot;بعض الدول الغربية حاولت استعمال ملف البرنامج النووي الإيراني من أجل ممارسة كافة الضغوط على إيران، من أجل ثنيها عن المضي قدما في ممارسة حقها باستخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية وتوليد الطاقة الكهربائية، وهي في الحقيقة كانت تعمل وفق أجندة عمل خفية من أجل تحقيق هدف أساسي آخر، وهو أحداث تغيير في نظام الضمانات الشاملة للوكالة الذرية، ومحاولة فرض تعهدات تتجاوز التعهدات القانونية المتعارف عليها في النظام الأساسي للوكالة ومعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، والتي تقر بحقوق جميع الدول الأعضاء غير القابلة للتصرف في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلميةquot; وفق تعبيره.

وأوضح السفير سلطانية أنه quot;إذا قسمنا تقرير البرادعي المؤلف من خمس صفحات إلى قسمين، فقد أكد في الأول أن إيران تعاونت بالكامل مع الوكالة في سياق التعهدات المعروفة، والثاني عبّر فيه عن الأسف وخيبة أمل الأمانة العامة للوكالة، لأن إيران لم تتعاون بمنتهى الصراحة والشفافية، أو أننا لم نتعاون أبعد من التعهدات القانونية المُلزمة، وأن إيران لم تبادر حتى الآن في تطبيق البروتوكول الإضافيquot;، كما أنها quot;تجاهلت توصيات مجلس المحافظين ومجلس الأمن، ولا سيما ما يتعلق منها بالمطالبة بتجميد كافة الأنشطة النووية وخصوصاً عمليات تخصيب اليورانيوم وإنتاج وتركيب أجهزة الطرد المركزيquot; وفق قوله.

وأضاف المندوب الإيراني قائلاً quot;لقد قلنا دائماً وما نزال نؤكد أننا لم نجد أي حجة قانونية أو تقنية لتلبية طلب الوكالة الذرية أو مجلس الأمن، مع الاخذ في الاعتبار أن إيران طبقت البروتوكول الإضافي طوال 30 شهراً في إطار مبادرة تطوعية وغير ملزمة لتعزيز بناء الثقة والتأكيد على الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيرانيquot;. وعبّر سلطانية عن quot;الأسف البالغquot; لأن نفس الدول الغربية التي تنكر حق إيران في استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية ما تزال ترتكب نفس الأخطاء التاريخية، وتحاول استغلال الوكالة الذرية لتحقيق أهداف سياسية ومواصلة الضغوط على إيران، كما سبق لتلك الدول أن مارست نفس الضغوط على الوكالة ومجلس المحافظين من أجل نقل ملف البرنامج النووي الإيراني إلى مجلس الأمن بدون أي مسوّغ قانونيquot;، وفي هذا السياق رأى سلطانية أنه quot;من هذا المنطلق، كان بالأحرى على البرادعي أن يلوم في تقريره تلك الدول، ويعرب عن الأسف لأن إيران لا تتعاون مع الوكالة بمنتهى الشفافيةquot; على حد وصفه.

ودعا المندوب الإيراني إلى التريث لحين انعقاد اجتماع مجلس المحافظين في الثاني من شهر آذار/مارس المقبل، وتعهد بالرد على كلمة البرادعي وتقريره وعلى مضمون كلمة المندوب الأميركي، بعد معرفة ما إذا كانت السياسية الأميركية الجديدة تحمل تغييراً حقيقياً تجاه ملف البرنامج النووي الإيراني .

كما أشار إلى أهمية اجتماع التشاور الذي سيتم بين مندوبي دولة مجموعة حركة عدم الانحياز من أجل تنسيق وتوحيد موقف الحركة خلال مناقشة مجلس المحافظين للبند المتعلق بتطبيق نظام الضمانات في الشرق الأوسط وخاصة في إيران وسورية، وخصوصاً في حال استمرار ترداد اتهامات الدول الغربية والأوروبية ضد إيران بشأن ما يسمى بـ quot;الدراسات المزعومةquot;. وشدّد السفير سلطانية على طلب التريث وعدم إطلاق الأحكام المسبقة حول نتائج اجتماع مجلس المحافظين، وأكد قوله quot;دعنا ننتظر، لأن العالم كله سيصاب بالاحباط إذا لم يتحقق ما يتوقعونه وهو التغيير المنشود في السياسة الخارجية للإدارة الأميركية الجديدةquot; على حد قوله .

وأكد سلطانية أن إيران كانت ولا تزال وستبقى تتعاون مع الوكالة الذرية في المستقبل في نفس الوتيرة الحالية، وحسب الأحكام الواردة في النظام الأساسي، والمبادئ الواردة في معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، حيث تتم جميع الأنشطة في المرافق النووية ذات الصلة وخاصة في مفاعل ناتانز تحت إشراف ومراقبة كاميرات الوكالة على مدار الساعة، مع الأخذ في الاعتبار أن إيران لن تذهب أبعد من التعهدات القانونية، وهي بذلك لن تطبق البروتوكول الإضافي، ولن توقف تجميد أنشطة تخصيب اليورانيوم .

وخلص سلطانية إلى القول quot;ولذلك ينبغي على جميع الدول الغربية أن تكف عن سياسة التدخل في الشؤون الداخلية للوكالة، وعلى المدير العام أن يبادر إلى اتخاذ كافة التدابير التي تضمن استمرار عمليات التحقق النووي في إيران بشكل روتينيquot; على حد تعبيره .