مينجورا: قالت حركة طالبان يوم الجمعة انها ستمد على الارجح وقفا لاطلاق النار في وادي سوات الباكستاني وذلك عقب لقاء قائد المتشددين يوم الجمعة بصهره وهو رجل دين راديكالي أطلقت الحكومة سراحه للتفاوض على اتفاق سلام.
ويسعى مولانا صوفي محمد - الذي ترك العمل المسلح عندما أطلق سراحه العام الماضي - الى اقناع طالبان بوقف القتال وقبول عرض الحكومة تطبيق الشريعة الاسلامية في مناطق واسعة من شمال غرب البلاد بما في ذلك سوات.
ورغم كل ما يشاع عن الخلاف بين صوفي محمد ومولانا فضل الله الذي قاد تمردا لطالبان في سوات أواخر 2007 فانه لم تظهر أي بادرة تنافر عندما التقيا.
وقال مسلم خان المتحدث باسم طالبان quot;لا يوجد خلاف.quot;
وأضاف quot;من المأمول أن تسمع أنباء طيبة في غضون يوم أو يومينquot; مشيرا الى فرص مد وقف اطلاق النار لما بعد منتصف الاسبوع القادم.
ويخشى منتقدون في الغرب وفي باكستان من أن تكون الحكومة رضخت للمتشددين وأن تتمخض التهدئة عن تحول وادي سوات الى ملاذ امن جديد لطالبان والقاعدة.
في المقابل تخشى باكستان من أن استخدام القوة سيغذي التمرد في أنحاء شمال غرب البلاد.
ويظهر اختيار الحكومة لوسيط السلام ضعف موقفها في المفاوضات.
كان صوفي محمد قاد تمردا عام 1994 في محاولة لاعادة حكم الشريعة الى سوات ثم قاد جيشا قوامه الالاف من رجال القبائل في محاولة عقيمة لمساعدة طالبان ومقاتلي القاعدة على صد القوات التي قادتها الولايات المتحدة في 2001 .
لكن ينظر اليه على أنه أكثر مرونة من فضل الله الذي أصبح زعيما للمتشددين في سوات بينما كان الرجل الاكبر سنا حبيس السجن مدة ست سنوات.
فقد ألقي القبض عليه في طريق عودته من مهمته الفاشلة في أفغانستان ثم أفرج عنه العام الماضي على أمل أن يستطيع التغلب على فضل الله العروف أيضا باسم quot;الملا راديوquot; بسبب دعوته الى الجهاد عبر موجات اذاعة اف.ام غير قانونية.
ويشتبه محللون كثيرون في أن صوفي محمد فقد كثيرا من نفوذه على فضل الله الذي أقام علاقات مع مجموعات أخرى لحركة طالبان والقاعدة.
وعندما التقى الرجلان في معقل لطالبان خارج مينجورا المدينة الرئيسية في سوات سلم فضل الله قائمة مطالب.
وقال خان المتحدث باسم طالبان quot;التقيا وناقشا سبل استعادة السلام هنا والتحركات الواجب اتخاذهاquot; مضيفا أن من المتوقع أن يعرض صوفي محمد مطالب طالبان على الحكومة.
ويسيطر مقاتلو طالبان الان على معظم الوادي الذي يبعد 130 كيلومترا فقط عن اسلام اباد.
وبحسب منظمة العفو الدولية نزح في غضون ذلك ما بين 250 ألفا و500 ألف شخص عن سوات بينما لقي 1200 مدني على الاقل حتفهم في المنطقة.
كان قتل صحفي على يد مسلحين مجهولين عندما كان يغطي مسيرة سلام نظمها صوفي محمد يوم الاربعاء قد أثار هواجس يمتد خيطها الى واشنطن.
وقال المبعوث الاميركي الخاص الى أفغانستان ريتشارد هولبروك يوم الخميس انه حادث الرئيس الباكستاني اصف على زرداري وعبر عن قلق الولايات المتحدة بشأن اتفاق الحكومة الباكستانية مع الاسلاميين.
وقال هولبروك ان زرداري وصف الاتفاق مع الاسلاميين بأنه quot;ترتيب مؤقتquot; لتحقيق الاستقرار في منطقة سوات.