انقرة: قال سفير اسرائيل لدى تركيا ان العلاقات الاستراتيجية بين بلاده وتركيا لن تتأثر على الامد الطويل رغم الصدع الذي اصابها بسبب الحرب التي شنتها اسرائيل على غزة ولكن يتعين على الدولتين الحليفتين اتخاذ خطوات لاستعادة الثقة بينهما.

وتسببت الانتقادات التركية العنيفة للحملة الاسرائيلية على غزة والتي توقفت في 18 يناير كانون الثاني في توتر العلاقات بين الحليفين الرئيسيين للولايات المتحدة في الشرق الاوسط واللذين يربط بينهما تعاون عسكري وثيق.

وقال الجيش التركي ان التصريحات التي ادلى بها جنرال اسرائيلي وانتقد فيها دور تركيا العسكري في قبرص وصراعها مع الاكراد قد تهدد التعاون رغم ان الجيش الاسرائيلي نأى بنفسه عن مثل هذه التصريحات.

وقال السفير الاسرائيلي جابي ليفي في مقابلة اجرتها معه رويترز في وقت متأخر يوم الخميس quot;علاقتنا (مع تركيا) تواجه مأزقا في الوقت الراهن لكنني لا اعتقد ان هناك تغييرا جوهريا لان العلاقات بيننا تستند الى مصالح راسخة.quot;

وقال ليفي الذي استدعته الحكومة التركية الاسبوع الماضي بشأن تصريحات الجنرال الاسرائيلي quot;فقد الجانبان بعض الثقة في بعضهما البعض. سيحتاج الامر الى وقت للعلاج لكنني على ثقة في ان العلاقات ستتحسن بسبب مصالحنا المشتركة.quot;

وتتمتع تركيا وهي دولة اغلب سكانها من المسلمين لكنها تنتهج النظام العلماني بوضع فريد في المنطقة حيث لها علاقات وثيقة مع اسرائيل والدول العربية وكذلك مع واشنطن.

وكانت اول دولة مسلمة تعترف باسرائيل وتصل قيمة تعاملاتها التجارية مع اسرائيل الى ما يقرب من ثلاثة مليارات دولار.

وبموجب التعاون العسكري بينهما تسمح تركيا للقوات الجوية الاسرائيلية بالتدريب على اراضيها ويتبادل الجانبان معلومات المخابرات.

وقال ليفي ان البلدين يعملان على تبادل وفود تجارية على مستوى عالي للبدء في رأب الصدع.

ويقول بعض المحللين ان دور تركيا كوسيط في الشرق الاوسط لا سيما كمفاوض محايد بين اسرائيل وسوريا تعرض لاضرار على الامد القصير بسبب الانتقادات التي وجهها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لاسرائيل ودفاعه عن حركة المقاومة الاسلامية (حماس).

وقال ليفي ان انقرة لا تزال تؤدي دورا كوسيط سلام في الشرق الاوسط لكنه قال ان هناك quot;حقائق جديدة في المنطقةquot; في اشارة الى تشكيل حكومة جديدة في اسرائيل بالاضافة الى وجود رئيس امريكي جديد.

وادى توطيد تركيا لعلاقتها مع ايران وسوريا وتوددها الى حماس منذ تولي حزب العدالة والتنمية الذي له اصول اسلامية السلطة في تركيا عام 2002 الى اثارة تكهنات بان تركيا ربما تنصرف عن حلفائها الغربيين التقليديين.

وعزز وجهة النظر هذه انفجار غضب اردوغان تجاه الرئيس الاسرائيلي خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الشهر الماضي بسبب القتال في غزة.

ويقول اردوغان ان حزبه الذي له جذور في الاسلام السياسي استعاد نفوذ تركيا في العالم وانه من الطبيعي ان تستخدم تركيا قوتها الجديدة للمساعدة في حل ازمات تتراوح من الشرق الاوسط الى القوقاز.

وقال ليفي انه لا يعتقد ان هناك تحولا في السياسة الخارجية لتركيا والابتعاد في المستقبل عن حلفائها الغربيين.

وقال quot;كانت تركيا دائما قوة اقليمية لكنها اخذت الان دورا نشطا في تعزيز بعض مسارات علاقاتها مع جيرانها. هناك بالطبع بعض السمات لهذه السياسة الجديدة التي تزعجنا لا سيما (العلاقة) مع حماس وايران.quot;

وقال ليفي الذي ولد في مدينة برجاما التركية لعائلة من يهود الشرق (السفردين) قبل ان تهاجر الى اسرائيل في عام 1949 انه يشعر بالقلق بسبب المشاعر المناهضة للسامية في تركيا بعد الحرب في غزة.

واضاف quot;لم تكن هناك اي مشاعر راسخة ضد السامية في تركيا ولكن ما من شك في ان المشاعر المناهضة للسامية ارتفعت خلال هذه الازمة الى مستويات لم نشهدها من قبل.quot;