الياس توما من براغ، غزة: دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم من براغ، بعد محادثاته مع الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس، إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تحترم الالتزامات الدولية ، مؤكدا أن مثل هذه الحكومة يمكن أن تتولى مسؤولية إعادة اعمار غزة. وشدد على ضرورة استمرار المحادثات السلمية مع الإسرائيليين وعدم العودة إلى نقطة البداية مع كل تغيير يجري في الحكومات الإسرائيلية.

كما دعا الحكومات الأوروبية إلى التصرف بشكل مشترك أثناء إعادة اعمار غزة، والى المشاركة في اجتماع شرم الشيخ الذي سيبحث هذا الأمر، مثمنا ما وصفه بالموقف المتوازن لتشيكيا إزاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي رغم أن الطرف الحكومي التشيكي تبنى مواقف تميل وبشكل واضح إلى إسرائيل على حساب الجانب الفلسطيني

من جانبه عبر الرئيس التشيكي عن استعداد بلاده، من موقعها الحالي كرئيسة للاتحاد الأوروبي، للمساهمة في دفع العملية السلمية في الشرق الأوسط لكنه شدد على أن فلسطين المنقسمة لن تكون لاعبا واضحا. وأكد أن التطرق الذي يصدر عن أي جهة كان هو أمر خطير.

وفي إشارة واضحة إلى الحكومة التي يمكن أن يشكلها نتنياهو، شدد الرئيس كلاوس على انه سيكون خطأ كبيرا نسيان ما تم تحقيقه حتى الآن في الجهود السلمية والبدء من الصفر عند تغيير الحكومات.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد التقى امس بوزير الخارجية التشيكي كارل شفارتسبينبيرغ الذي تتولى برده رئاسة الدورة الحالية للاتحاد الأوربي فيما سيلتقي بعد ظهر اليوم برئيس مجلس النواب ميلوسلاف فلتشيك ومع رئيس مجلس الشيوخ سوبوتكا ومع محافظ براغ بافيل بيم.

وحسب ما ذكره فلتشيك فانه سيستمع إلى أراء واهتمامات الرئيس الفلسطيني غير انه يمكن له أن يعرض على الجانب الفلسطيني الأفكار التي ستتضمنها المبادرة البرلمانية التشيكية الخاصة بالشرق الأوسط والتي سيتم عرضها على رؤساء برلمانات دول الاتحاد خلال اجتماعهم نهاية هذه الشهر في باريس.

يذكر أن مواقف وزارة الخارجية التشيكية وحكومة ميريك توبولانيك كانت تميل خلال عدوان غزة إلى مناصرة إسرائيل وإدانة حماس على عكس الرئيس التشيكي الذي شدد على أن الأمر في المنطقة لا يمكن النظر إليه باللونين الأبيض والأسود في إشارة إلى أن المذنب في الصراع الأخير ليس حركة حماس كما صورت ذلك الدبلوماسية التشيكية وحكومة براغ.

حماس تتهم أجهزة السلطة بالتعاون مع إسرائيل أثناء هجومها على غزة

اتهمت حركة حماس الاثنين الاجهزة الامنية التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية بالتعاون مع اسرائيل اثناء هجومها على قطاع غزة من خلال تزويدها بخرائط عن مواقع حماس حصلت عليها من خلال عناصر تابعة لها في القطاع.

وقال محمد لافي المدير في جهاز الامن الداخلي التابع للحكومة المقالة خلال مؤتمر صحافي في غزة quot;قام ضباط وعناصر من الاجهزة الامنية التابعة لمقاطعة رام الله بتكليف اتباعهم رسميا برصد وكشف تحركات المقاومة ونقلها لهم ومن ثم تم نقلها الى العدو الذي استهدف هذه المواقعquot;.

واضاف ان quot;هذه المجموعات قامت عن طريق برنامج +غوغل إيرث+ بإعداد خرائط لتحديد المساجد والمؤسسات واماكن الانفاق والتصنيع وارسالها الى مسؤوليها قبيل الحرب مباشرةquot;.

من جانبه حمل ايهاب الغصين المتحدث باسم وزارة الداخلية المقالة في المؤتمر الصحافي quot;الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس وحكومة المقاطعة في رام الله المسؤولية الكاملة عن الجرائم التي نفذها هؤلاء المتهمون التابعون لاجهزته الامنيةquot;.

وحذر quot;العملاء والمشبوهين والمنفلتين من مغبة التخابر مع العدو أو مع العناصر الموتورة في مقاطعة رام الله او تقديم المعلومات عن شعبنا لان يد العدالة والقانون ستصل إليهم عاجلا و آجلquot;.

وعرضت وزارة الداخلية المقالة خلال المؤتمر تسجيلات تلفزيونية لاشخاص اكدت انهم موظفون في السلطة الوطنية الفلسطينية يعترفون بتعاونهم مع الاجهزة الامنية في الضفة الغربية خوفا من quot;انقطاع رواتبهمquot;.

وتاتي هذه الاتهامات قبيل جلسة الحوار التي تستضيفها مصر بين الفصائل الفلسطينية لا سيما حركتي فتح و حماس هذا الاسبوع.

وكانت جلسةاولى للحوار بين الحركتين فشلت في تشرين الثاني/نوفمبر بعد مقاطعة حركة حماس لها.

وجرت مؤخرا للمرة الاولى لقاءات بين حماس وحركة فتح بزعامة عباس بهدف التوصل الى مصالحة منذ ان سيطرت حماس على قطاع غزة اثر مواجهات دامية مع الاجهزة الامنية التابعة لعباس في حزيران/يونيو 2007.