آجال الترشيحات تنتهي منتصف ليلة اليوم والملامح تكتمل
الجزائر: نحو لفيف خماسي لمواجهة بوتفليقة في اقتراع يلوح فاترا

كامل الشيرازي من الجزائر: تنتهي منتصف ليلة اليوم الاثنين، رسميا آجال الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة في الجزائر المقررة في التاسع أبريل/نيسان القادم، وقبيل ساعات من إغلاق المجلس الدستوري بوّابة الترشح، صار واضحا بنسبة كبيرة أنّ الاقتراع سينبني على خمسة مرشحين سيقومون بـ(مرافقة) الرئيس الجزائري الحالي quot;عبد العزيز بوتفليقةquot; إلى منصة التتويج، طالما أنّ بوتفليقة يحظى بكامل الحظوظ لافتكاك فترة رئاسية جديدة دون عناء في غياب الأوزان الثقيلة.

وما لم تحدث مفاجأة في آخر لحظة، يُنتظر أن تقتصر لائحة المرشحين على حاكم البلاد الذي سيودع اليوم ملف ترشيحه بعد أن أعلن مؤيدوه نجاحهم في جمع ثلاثة ملايين توقيع، إضافة إلى كل من:quot;لويزة حنونquot; زعيمة حزب العمال، quot;موسى تواتيquot; رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، quot;جهيد يونسيquot; رئيس حركة الإصلاح، quot;محمد السعيدquot; القيادي بحركة الوفاء والعدل غير المعتمدة، والمرشح المغمور quot;رشيد بوعزيزquot;.

وبصفته الهيئة المخوّلة للبت في الترشيحات، سيبدأ المجلس الدستوري مداولاته بنهاية الأسبوع الجاري، على أن يعلن أسماء quot;المرشحين المحظوظينquot; في الثالث منمارس/آذار المقبل، ليشرع من استفادوا من تأشيرة المجلس الدستوري في التحضير للحملة الدعائية المرتقب إجراؤها بين 19 مارس/آذار والسادس أبريل/نيسان المقبل.

وشهدت عملية الترشيحات منذ افتتاحها منتصف الشهر الماضي، سحب 30 شخصية لاستمارات الترشح، أغلبهم غير معروف، بينما امتنعت قرابة عشرة وجوه بارزة عن خوض الاقتراع، أبرزها الرئيس السابق quot;اليامين زروالquot; والزعيم الأمازيغي quot;سعيد سعديquot; والزعيم الإسلامي الشاب quot;عبد الله جاب اللهquot; فضلا عن عديد رؤساء الحكومات السابقين، حيث جزم الجميع بعدم جدوى ترشحهم لقناعتهم بأنّ quot;اللعبة مغلقةquot;، بعدما تأكد حسم مسألة التمديد للرئيس الجزائري الحالي غداة نجاحه في تمرير تعديل دستوري يسمح له بالترشح لفترات رئاسية غير محددة.

ووسط تعاظم المخاوف من حملة انتخابية باردة، يتصور محللون تحدثوا لـquot;إيلافquot; أنّ قائمة مرافقي بوتفليقة المكوّنة على الأرجح من الخماسي المذكور متعدد الانتماءات بين يساري (حنون)، قومي (تواتي-بوعزيز)، إسلامي وطني (يونسي-محمد السعيد)، سيركّز كل واحد من هؤلاء على استنفار الشارع المحلي لأجل المشاركة، ولمواجهة احتمال إلغاء تجمعات لعدم حضور المواطنين، يعتزم المرشحون اعتماد تكتيك مغاير يقوم على الذهاب إلى المقاهي والميادين للاحتكاك بناخبين لا يبدون اكتراثا كبيرا بالاقتراع.

إلى ذلك، بدأ الرئيس الجزائري quot;عبد العزيز بوتفليقةquot;، اليوم الاثنين، ثاني زياراته الميدانية بعد أيام من زيارة مماثلة لولاية البليدة الشمالية، في حراك يربطه مراقبون بسعي بوتفليقة الباحث عن نيل أغلبية مقنعة في انتخابات الرئاسة المزمعة بعد ستة أسابيع من الآن.

وسيدشن الرئيس هناك عشرات المشاريع التنموية، كما يُرتقب أن يطلق حاكم البلاد جملة من الوعود لصالح السكان والمتعاملين الاقتصاديين في المنطقة تحسبا لمباشرة خطته الإنمائية التكميلية لمرحلة (2009 ndash; 2014 ).

ولإقناع مواطنيه بجدوى المشاركة بكثافة في أهم موعد سياسي في الجزائر هذا العام، سيجري بوتفليقة جولات عبر عشر ولايات كبرى خلال الفترة القليلة المقبلة يبدأها من ولاية باتنة (425 كلم شرق) وينهيها بالعاصمة 48 ساعة قبل الاستحقاق الرئاسي، ويراهن الرئيس على تبديد انتقادات مناوئيه وإبراز تمكنه من تجسيد سائر ورش الخطة الرباعية التي جعلها عماد ولايته الحالية، ورصد لها مخصصات زادت عن المئتي مليار دولار.

وتشهد قطاعات السكن والنقل والري وغيرها، سباقا محموما مع الزمن لمنح عديد المشاريع عامل الجاهزية تحسبا لتدشينها من طرف الرئيس، وسط تشكيكات الشارع المحلي في مقدرة وزراء عجزوا عن إيجاد حلول لمعضلات التوظيف والسكن وسائر المشكلات الاجتماعية الاقتصادية المتفاقمة رغم الأموال الضخمة المرصودة لإنجازها، وهو ما أورث أعطالا قياسية طبعت كبرى مشاريع الرئيس على غرار مشروع quot;ميترو الأنفاقquot; ومشروع المليون وحدة سكنية الذي أنجزت منه أربعمائة ألف وحدة فحسب.