واشنطن: كشف جوناثان هافيتز، محامي المعتقل الوحيد المصنف على أنه quot;مقاتل عدوquot; في السجون الأميركية، القطري علي صالح المرّي، أن قضية موكله قد تشهد تغييراً دراماتيكياً خلال الأيام المقبلة، مع تسرّب معلومات حول نية محكمة توجيه لائحة اتهامية له، ستكون الأولى بعد سبع سنوات من الاعتقال دون تهم رسمية. وقال هافيتز لـCNN: quot;إذا صح هذا الأمر فسنكون أمام خطوة كبيرة إلى الأمام.. كان يجب أن يتم ذلك قبل سبعة أعوام، من غير القانوني أن يصار إلى احتجاز موكلي دون تهم، ويجب ألا يتكرر هذا الأمر مجدداً.quot;
وتكمن أهمية اللائحة، التي تناقلت عدة تقارير إمكانية تقديمها قريباً، في أنها ستتيح للمرّي المثول أمام القضاء، وإن كان ذلك على خلفية جنائية. ويكمن تعقيد ملف المرّي في أنه المعتقل الوحيد المصنف ضمن ما يعرف بـquot;المقاتلين الأعداءquot; في سجون على الأراضي الأمريكية.
ورغم أن محكمة استئناف كانت قد أيدت حق الحكومة الأميركية باحتجازه دون توجيه تهم رسمية، غير أن المحكمة العليا وافقت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي على سماع طعن تقدم به السجين القطري ضد القرار. ويقبع المرّي في السجن منذ سبعة أعوام، ولكنه يعيش حالة قانونية فريدة، حيث يشار إليه على أنه أحد quot;العناصر النائمةquot; لتنظيم القاعدة.
ويقول محامي المرّي، 43 عاماً، إنه ومنذ إلقاء القبض عليه على خلفية قضية تزوير بطاقات ائتمان عام 2001، يعيش في حالة تشبه العزلة الكاملة، ولا يعرف ما إذا كانت وزارة العدل في ظل حقبة أوباما ستواصل الإصرار على الوصف القانوني للمري، وستتابع بالتالي الإجراءات ضده، خاصة مع وجود جدل قانوني حول صلاحية استخدام بوش سلطة quot;استخدام القوة العسكريةquot; التي منحه إياها الكونغرس عام 2001 لإصدار أوامر بالاعتقال العسكري لسجناء.
وكان المرّي قد وصل إلى الولايات المتحدة قبل يوم واحد من هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001، وهو مهندس كمبيوتر سبق أن درس في جامعة برادلي الأميركية، وبعد أسبوع على وصوله، قامت الشرطة بمداهمة منزله واعتقاله، بعد العثور على أرقام المئات من بطاقات الائتمان التي تعود لأشخاص آخرين بحوزته.
غير أن قضية المرّي شهدت انقلاباً جذرياً عندما قال المدعي العام خلال جلسة المحاكمة الأولى، إن المواطن القطري على صلة بتنظيم القاعدة، وقد ارتكزت الاتهامات على فحص جهاز الكمبيوتر الخاص بالمرّي، وعلى نتائج استجواب معتقلين آخرين.
ورغم عدم توجيه تهمة الإرهاب رسمياً إليه، أصدر البيت الأبيض عام 2003 قراراً صنّف فيه المرّي على أنه quot;مقاتل عدوquot;، وقرر وضعه بعهدة الجيش، ما أخرجه بالتالي من إطار النظام القضائي المدني. وتضمن قرار البيت الأبيض وصف المرّي بأنه أحد quot;العناصر النائمةquot; للقاعدة، وأن مهمته كانت التسلل إلى النظام المصرفي الأمريكي وقرصنته، استكمالاً لهجمات سبتمبر.
وتقول وزارة الدفاع الأميركية إن المرّي تدرّب في معسكرات لتنظيم القاعدة في أفغانستان، كما قابل زعيم التنظيم، أسامة بن لادن، والعقل المخطط لهجمات نيويورك، خالد شيخ محمد، وتطوع لتنفيذ عملية انتحارية.
والمري موجود حالياً في معسكر بجنوب كارولينا، حيث يقول محاميه إنه مسجون في زنزانة صغيرة، وهو غير قادر على الاتصال بشكل سليم مع العالم الخارجي، ولم يُسمح له سوى بإجراء اتصالين هاتفيين مع عائلته منذ مطلع العام الحالي.
التعليقات