داكا: قالت الشرطة في بنغلاديش إنها وجَّهت التهم إلى أكثر من 1000 عنصر من قوات حرس الحدود، وذلك على خلفية وجود صلات لهم بالتمرد الذي وقع ضد الحكومة الأسبوع الماضي وأودى بحياة 140 شخصا على الأقل.

وأضافت الشرطة قائلة إن التهم تشمل التآمر على قتل ضباط وعناصر الشرطة والمدنيين واستخدام السلاح والمتفجرات والتسبب بنشر الفوضى والذعر في البلاد، بالإضافة إلى ارتكاب أعمال السلب والنهب وإخفاء جثث الضحايا.

تسمية المتهمين

وقد سمَّت الشرطة ستة من المتهمين بتنفيذ التمرد، وقالت إن الأشخاص الستة كانوا منخرطين بالمفاوضات التي أجرتها رئيسة الحكومة الشيخة حسينة مع قادة المتمردين من أجل استسلام المشاركين في العصيان. يشار إلى أن جثث أكثر من 70 من ضباط وعناصر الشرطة ما زالت مفقودة، وذلك بعد مضي عدة أيام على اندلاع أعمال العنف في العاصمة داكا.

وكانت قوات الجيش في بنغلاديش قد عثرت في الثامن والعشرين من الشهر الماضي على مقبرة جماعية في مجمع حرس الحدود في دكا، وكانت تلك هي ثاني مقبرة يتم العثور عليها في أعقاب التمرد المذكور الذي انتهى بعد أن هدَّدت الحكومة بسحق المشاركين فيه بالقوة.

مقبرة ثانية

وقال شيخ محمد شاه جلال، المسؤول عن عمليات الإطفاء في دكا: quot;لقد وجدنا مقبرة ثانية في ركن قصيٍّ وبعيد عن الأنظار في حديقة مقر حرس الحدود.quot; وأضاف قائلا: quot;لقد بدأنا الحفر وانتشلنا جثتين، إلا أننا واثقون من أن هناك جثثا أخرى، لكننا لا ندري كم هو عددهاquot;. وكانت قوات الجيش قد عثرت أيضا يوم الجمعة الماضي في المجمع نفسه على جثث 58 ضابطا وشرطيا في مقبرة جماعية أخرى، بينها جثة قائد حرس الحدود.

دعم الجيش

وكان الجنرال معين أحمد، قائد القوات المسلحة في بنغلاديش، قد تعهد بدعم الحكومة عسكريا بعد محاولة التمرد التي قام بها بعض عناصر حرس الحدود احتجاجا على تردي ظروف عملهم وتدني رواتبهم. وقال بعض الضباط لـ بي بي سي إنه لو كانت الحكومة قد أمرت بإنهاء التمرد بالقوة، لكان أمكن إنقاذ حياة بعض ضباط وعناصر الشرطة. ومنحت الحكومة المتمردين عفوا إن هم استسلموا، لكنها عادت وقالت إنها سوف تعاقب المسؤولين عن التمرد، وذلك بعد أن تكشَّف حجم quot;المجزرة التي ارتكبها المتمردون.quot;

فرار المتمردين

فقد اعتقلت السلطات مئات الأشخاص المُشتبه بمشاركتهم بالتمرد، وقال مسؤولون إن المتمردين اعتقلوا بينما كانو يحاولون الفرار من معسكرهم متخفِّين بثياب مدنية، وقد نجح العديد منهم بالهروب من المكان. وقال أحد الوزراء إن العفو الذي أعلنته رئيسة الوزراء لا ينطبق على المسؤولين عن أعمال القتل، والذين يواجهون أحكاما بالإعدام.

يُشار إلى ان الشيخة حسينة كانت قد استنجدت بكل من مكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي) الأميركي وشرطة سكوتلانديارد البريطانية، وذلك لمساعدة حكومتها بالقيام بالتحقيق بأسباب وملابسات التمرد وأعمال العنف والقتل التي تخللته.