واشنطن: وجد الجمهوريون الأميركيون الذين هيمنوا طويلا على سياسة الولايات المتحدة أنفسهم يتعاركون مع بعضهم البعض للعثور على مخرج من هذا التيه السياسي بعد ان خسروا الانتخابات مرتين أمام الديمقراطيين وعلى رأسهم الرئيس باراك أوباما. وكان الخلاف الذي دب بين الاذاعي المحافظ الشهير راش ليمبو ورئيس الحزب الجمهوري الجديد مايكل ستيل مؤشرا على المسافة الطويلة التي على الحزب ان يقطعها ليستعيد مكانته من جديد.

ووقف في الكواليس ليضحك على المشهد البيت الابيض الذي يشغل فيه مقعد الرئاسة الان أوباما والحزب الديمقراطي وكلاهما متلهف على الحاق مزيد من الضرر السياسي بالجمهوريين. وانخرط زعماء الجمهوريين في جدل مستفيض حول quot;ما يجب ان نفعله الآنquot; وهم يحاولون أن يجملوا أنفسهم في عصر أوباما. وقبل ان ينتخب الرئيس الديمقراطي الجديد في نوفمبر تشرين الثاني الماضي هيمن الجمهوريون على البيت الابيض طوال 28 عاما من بين الاربعين عاما الماضية.

ويحاول الان زعماء الحزب الجمهوري المخضرمون اعادة الحزب الى جذوره من خلال التمسك بمسوؤليتهم في الشؤون المالية ورفض زيادة الانفاق الحكومي لاوباما وهو هدف تهاوى خلال رئاسة الرئيس الجمهوري السابق جورج بوش. كما يرون ان هناك حاجة ملحة الى توسيع نطاق شعبية الحزب الى أبعد من قاعدته في الجنوب بين البيض. وكان هذا سببا من الاسباب التي أدت الى التفكير في اختيار ستيل وهو أول أميركي من أصل أفريقي ينتخب رئيسا للحزب الجمهوري.

وقال تيم بولنتي حاكم مينيسوتا الجمهوري في ولاية تميل عادة نحو الديمقراطيين والذي تردد اسمه مرارا كمرشح محتمل في الانتخابات الرئاسية القادمة لعام 2012 لرويترز ان الحزب الجمهوري يجب ان يحقق ثلاثة أهداف. وأضاف quot;أولا.. نحتاج الى زعماء جدد وأفكار جديدة. ثانيا نحتاج ان نؤدي أداء أفضل في اقناع الناخبين الشبان والناخبات وناخبين من شتى التوجهات بضرورة تأييدهم للجمهوريين او المحافظين.

quot;ثالثا..أعتقد اننا بحاجة الى التواصل باسلوب أكثر حداثة ومعاصرة.quot; وقال بولنتي ان الجمهوريين قد يستفيدون مما وصفه quot;بالمغالاة والتزيدquot; من جانب الديمقراطيين. والفكرة هي ان الديمقراطيين وقد أسكرتهم السلطة بعد ان سيطروا على البيت الابيض والكونجرس معا يسعون الى دفع الأميركيين الى سياسات انفاق ليبرالية وسياسات اجتماعية لا يؤيديونها وان الجمهوريين سيستفديون من رد الفعل السلبي على ذلك.

وقال بولنتي quot;قد نكون المنتفعين من مغالاتهم (الديمقراطيون). لكن هذا في حد ذاته ليس رؤية لمستقبل حزبنا او مستقبل بلادنا. لا نريد ان نتحول فقط الى منتفعين من ضربة حظ.quot; ويقول سكوت ريد المحلل الاستراتيجي الجمهوري عن رئيس الحزب الجمهوري الجديد quot;ستيل فاز برئاسة الحزب منذ خمسة اسابيع فقط.

quot;لقد استغنى عن كل العاملين. من يدير المسرح الان..من يجمع الاموال..ويختار المرشحين ويضع برامج للوصول الى الناخبين ويشارك في العمل مع الجناح الموجود في الكونجرس لاعلاء الرسالة.. من يفعل كل هذا.. لا أحد.quot; ويبدو ان عملية اعادة ترتيب البيت من الداخل هي واحدة فقط من التحديات التي تواجه الجمهوريين الان.