طلال سلامة من روما: يواجه أومبرتو بوسي، رئيس رابطة الشمال، بعض الصعوبات في الأسابيع القليلة الأخيرة. في هذا الصدد، تنوه آخر الإحصائيات الوطنية الى تراجع ثقة الناخبين الإيطاليين بحزب بوسي نقطة مئوية واحدة، لترسو هذه الثقة مجدداً على ما دون 10 في المئة. وهذا واقع سياسي جديد على حزب الشمال قد يستمر لشهور طويلة ان لم ينجح بوسي في إخفاء مشاكله أمام ناخبيه.

من جانبهم، يعلق المحللون السياسيون المقربون من برلكسوني على تآكل الثقة برابطة الشمال بالقول ان الأخيرة فقدت روح المبادرة. كما لم تعد تتحكم لا باقتراحات القوانين ولا بالأوقات السياسية. وكل ما تفعله، في الوقت الراهن، هو الانصياع لأجندة برلسكوني الذي خرج quot;أسداًquot; من فوزه بالانتخابات الإقليمية في جزيرة سردينيا. وهاهو اليوم يعطي كل من هو حوله أوامر وليس نصائح أم وجهة نظر أم استشارة. فمن الطبيعي أن يبتعد بوسي قليلاً عن برلسكوني ليفتح قلبه أمام داريو فرانشسكيني، السكرتير العام الجديد في الحزب الديموقراطي اليساري.

ويعزي الخبراء السياسيون بروما اختفاء بوسي عن أنظار برلسكوني (ولو مؤقتاً) الى سببين ، يعود السبب الأول الى عدم إغلاق الملف الذي فتحه بوسي مع ائتلاف برلسكوني أي حزب الحرية حول الانتخابات الإدارية في شمال ايطاليا. إضافة الى رغبة بوسي في الهيمنة السياسية على بعض المدن الإيطالية شمالاً بات واضحاً أن المعركة الانتخابية القادمة، للقبض على محافظة مدينة quot;ميلانوquot;، ستشهد عداوة شرسة بين رابطة الشمال، من جهة، وما تبقى من ائتلاف برلسكوني، من جهة ثانية. ويعود السبب الثاني الى انجرار رابطة الشمال في مغازلة quot;مصطنعةquot; مع اليسار حول ملف النظام الضريبي الفيدرالي. فأي تصويت يساري ضد اقتراح قانون رابطة الشمال، المتعلق بهذا النظام، يمثل ضربة قاضية لطموحات بوسي. لذلك، يرغب الأخير انتزاع الامتناع عن التصويت، على الأقل، من فرانشسكيني وحزبه أثناء جلسة التصويت في البرلمان الإيطالي.

علاوة على ذلك، أفسحت رابطة الشمال أمام المعارضة إدخال بعض التحسينات على هذا القانون الفيدرالي بحثاً عن تفاهم منشود مع رئيسهم الجديد. فآلية الحوار بين رابطة الشمال والحزب الديموقراطي تعرضت للشلل منذ مغادرة فالتر فلتروني منصبه.