الياس توما من براغ: أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين اولبرايت بان حلف الناتو لا يواجه في الوقت الحالي تهديدات عسكرية فقط وإنما أيضا الأزمة الاقتصادية التي يتطلب تجاوزها تعاون الحلفاء في كل أنحاء العالم مشددة على أن النتائج السلبية لهذه الأزمة يمكن أن تكون مشابهة لنتائج استخدام الدبابات .

وأضافت اليوم في مؤتمر يعقد منذ نهار أمس في مجلس الشيوخ التشيكي في براغ بمناسبة مرور عشرة أعوام على توسع الحلف إلى تشيكيا وبولونيا والمجر بان الأوقات الصعبة تثير عادة غضبا كبيرا الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى حدوث انشقاقات بين الحلفاء ولهذا ناشدت ممثلي دول الحلف بان لا يسمحوا بحدوث ذلك وان يتعاونوا لتجاوز المصاعب المالية .

ورفضت أولبرايت الرأي القائل بان الإدارة الأميركية الحالية تعطي الأولوية للعلاقات من روسيا على العلاقات مع دول وسط وشرق أوروبا مشيرة إلى أن نائب الرئيس الأميركي جو بيدن قد أعطى انطباعا واضحا بان إدارة اوباما لن تقبل بالتصورات القديمة حول مناطق المصالح .

كما أعربت عن رفضها للمخاوف القائمة من تهديد الإسلام للقيم الأوروبية التقليدية قائلة أن أوروبا بالنسبة لي هي قارة متعددة الأجناس والأديان التي ستزدهر في حال بقاء الاحترام لكافة الأديان مشددة على انه لا يمكن الربط بين الإسلام والإرهاب وشددت أولبرايت على أن توسيع حلف الناتو هو عملية طبيعية متطورة وستستمر مؤكدة أن العضوية في الحلف ليست هدية وإنما مسؤولية .

أولبرايت قرأت أيضا على المشاركين التحية التي أرسلها الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتتون والذي حدث خلال فترة رئاسته توسع الحلف قبل عشرة أعوام إلى بولندا وتشيكيا والمجر وقد أكد كلينتون في تحيته بان التهديدات التي تواجهها المجتمعات الغربية في القرن 21 مختلفة عن التي كانت تواجهها في عام 1949 أثناء نشوء الحلف.

وشددت على أن رسالة الحلف رغم ذلك تظل نفسها وهي الدفاع عن القيم الديمقراطية والأمن وازدهار الدول التي تتمتع بعضويته .

وبالتوازي مع موقف أولبرايت أعلن القائد العسكري الأعلى لقوات الناتو في أوروبا الجنرال جون كرادوك بان الحلف يساهم في إشاعة الديمقراطية ولذلك يتوجب إبقاء أبوابه مفتوحة وعلى الأعضاء الجدد المساهمة في إضفاء القيم الإضافية وليس استهلاكها .

ورأى أن عدد أعضاء الحلف لا يمكن أن تكون له نهاية وان الزمن فقط هو الذي سيقول متى سيكون التوسع كاملا مشيرا إلى أن عملية توسيع الحلف لا تمثل تهديدا لأي دولة ثالثة .

كما دعا إلى تعزيز الشراكة بين الناتو والاتحاد الأوروبي خاصة وان الطرفين يتبنيان نفس القيم .

واعترف أن الناتو ليس لديه العدد الكافي من القوات لتحقيق أهدافه في أفغانستان ولذلك دعا أعضاء الحلف إلى إرسال العدد الكافي من القوات لتامين الانتخابات بشكل امن والتي ستجري في آب أغسطس القادم .

ورفض تحديد أي موعد لإنهاء المهمة التي يقوم بها الحلف في أفغانستان مشيرا إلى أن قوات الحلف ستغادر أفغانستان في اللحظة التي تكون فيها قوات الجيش والشرطة الأفغانية قادرة على ضمان امن البلاد .