نهى احمد من سان خوسيه: بناء على معلومات مهمة وصلت الى السلطات الكولومبية عن مخابئ مجموعة من الميليشيات اليسارية للفارك في شمال كولومبيا وجنوب شرقها تمكن الجيش الكولومبي فجر اليوم من اقتحام عدة مناطق. وادت المواجهات العنيفة الى مقتل تسعة اشخاص.
ونتيجة الهجوم اتضح بان عناصر من الفارك تحضر لما اسمته بشهر آذار( مارس) الاسود. ففي ال29 من اذار( مارس) يكون قد مر عاما على اغتيال احد زعماء الفارك وهو مانويل مارولاندا، وكان يعد هرم التنظيم.

ولقد اعترف وزير الدفاع خوان مانويل سانتوس بان العملية لم تحقق هدفها، فعند اقتحام مخابئ الفارك في محافظة غوافياري قتل 4 جنود ومحاربين من الفارك، كما اختفى ستة عسكريين ومن غير المتسبعد ان يكونوا رهائن حاليا. وفي قرية بوينا فيستا في محافظة بوليفار قتل ثلاثة ضباط من الجيش الكولومبي واصيب سبعة اخرون بجروح ، مما يدل بان الفارك مازالت تتمتع بقوة عسكرية.

من جانب اخر توجه جمعيات انسانية كثيرة انتقادات الى حكومة الرئيس البارو اوريبي لعدم اعطاء اهمية للالغام التي زرعها الجيش في مناطق كثيرة من كولومبيا بهدف محاربة الميليشيات المسلحة. وقال تقرير لجمعية حماية المواطنين الكولومبية في كل يوم تنشر وسائل الاعلام في كولومبيا اخبارا عن انفجار لغم ارضي ومقتل اشخاص وبالتحديد اطفال خلال اللعب ،خاصة في المناطق الريفية حيث لا توجد خرائط للاماكن التي زرعت فيها الالغام، ان لتلك التي زرعها الجيش الكولومبي او الميليشيات المسلحة اليمينة واليسارية مثل الفارك.

واستنادا الى التقرير السنوي لمركز مراقبة الالغام الارضية الدولي كانت كولومبيا ومازالت البلد الاكثر تأثرا بهذه الالغام ، ويقتل فيها ثلاث اشخاص يوميا على الاقل ، لكن عدد القتلى عام 2008 كان اقل فوصل الى 288قتيلا، ويعود السبب في ذلك الى ان جيش التحرير الوطني اليمنيي اصبح يقلل من استخدام هذه اللالغام، وهناك امل في اجراء مباحثات سلام بينه وبين الحكومة الكولومبية، ووعد هذا الجيش بالالتزام بالمقاييس الدولية بالنسبة لاستعمال الالغام.

ومحاولة منها للتملص من تهمة عدم اهتمامها بالالغام المزروعة اكدت وزارة الدفاع ان سبب مواصلة ارتفاع عدد القتلى بسبب الالغام الارضية يعود الى مواصلة محاربي القوات المسلحة الثورية الكولومبية الفارك وميلشيات اخرى استعمال هذه المتفجرات من اجل تحصين معسكراتها ، فهم يزرعون الالغام حول مناطقهم لمنع دخول الجيش الكولومبي اليها ولا يقع ضحايا في صفوفهم لانهم يعرفون اماكنها.

واكدت الوزارة ايضا على حصولها من الولايات المتحدة الاميركية على اجهزة خاصة لازالة الالغام الارضية في منطقة ريكورد حيث يتواجد اعلى رقم من الالغام الارضية في كل العالم، لكن عدد الضحايا فيها وبعكس المناطق الاخرى زاد نحو 11 في المئة ووصل في السنوات الستة الاخيرة الى 7.328 والاغلبية من المدنيين معظمهم اطفال.