الأميركيون: من السابق لأوانه الحكم على أداء أوباما

جمهوري يحاول منع تعيين هيل سفيرا في العراق

واشنطن: نشرت صحيفة واشنطن بوست تحت عنوان laquo;خسارة البلادraquo; بقلم ديفيد برودر الذي كتب quot;أن إدارة أوباما مُنيت بهزيمة محرجة على أيدي جماعات الضغط، التي تعهد الرئيس أوباما من قبل بتقنين نفوذها، وأصدقائهم في الكونغرس، وذلك بخسارة أحد رجال الخدمة العامة المميزين في المجال الذي يفتقر الرئيس أوباما للخبرة فيه وهو الاستخبارات الوطنية. بعد أن أعلن السفير الاسبق تشارلز فريمان، والمرشح لرئاسة مجلس الاستخبارات الوطنية، انسحابه من الترشيحquot; .

ويوضح الكاتب أنه كان بصحبة فريمان قبل أن يعلن انسحابه ، وأنه كان يتحدث عن مواجهة العاصفة التي أثارتها تعليقاته على السياسة تجاه الصين والشرق الأوسط، وعن عداء جماعات الضغط الداعمة لاسرائيل وحقوق الانسان له، وهو ما صاغه بقوله laquo;أعتقد أن هدفهم ليس وقفي وانما منع الآخرين من الحديث علناً، والتأكيد على أن أيباك (لجنة الشؤون العامة الأميركية الاسرائيلية، وهي ذراع للوبي الصهيوني في واشنطن) جزء من عملية التدقيق في المرشحين القادمينraquo;.

ويرى الكاتب أن انسحاب فريمان يشكل نهاية مشينة لأحد أهم المجالات الدولية بالادارة الأميركية. اذ تولى فريمان عدة مناصب دبلوماسية في افريقيا وآسيا، كما كان مساعد وزير الدفاع لشؤون توسيع حلف شمال الأطلسي، ثم أصبح سفيراً لدى المملكة العربية السعودية بعدما أجاد اللغة العربية قبيل حرب الخليج. ويشير الكاتب الى أن الأدميرال دينيس بلير، رئيس الاستخبارات الوطنية، أخبره قبل انسحاب فريمان أنهم محظوظون laquo;باقناع فريمان للعودة الى الحكومة وسط التحديات التي تواجهها البلاد في آسيا والشرق الأوسطraquo;.

الا أن هذا لم يشكل فارقاً أمام المشرعين الجمهوريين والديمقراطيين الذين شاركوا جماعات الضغط في التخلص منه باساءة اقتباس ما قاله. ويوضح الكاتب نقلاً عن بلير أن أحد أهم مميزات فريمان هي ذكاؤه الحاد وقدرته على تخيل كيف تبدو الأوضاع بالنسبة للأشخاص على الجانب الآخر، وهي الميزة التي اذا تعلمتها الاستخبارات الأميركية لما افترضوا أن العراق سيحييهم كمحررين له.

ويرى الكاتب ان فريمان كان ينوي تكليف محللي الاستخبارات هذا الأسبوع ببحث الأسباب التي دفعت الصينيين الى استثارة البحرية الأميركية بالقرب من شواطئهم، والدروس التي يمكن تعلمها من ردود أفعال الدول المختلفة. ولكن هذا لم يعد ممكناً بعدما نجحت جماعات الضغط في دفع فريمان الى الانسحاب، ولأن رئيس مجلس النواب نانسي بيلوسي وصفت آراء فريمان بأنها laquo;فاقت الحد وغير مقبولةraquo;.

ثم يختتم الكاتب المقال بالكشف عن أن البيت الأبيض أخبر بلير أنه سيتعين عليه الدفاع عن فريمان بنفسه اذا كان مُصراً على تعيينه، بما يوحي بأن الرئيس باراك أوباما لم يؤيد أو يرفض فريمان، وبالتالي لم يأسف على انسحابه.