موسكو: أعلنت روسيا عن خطط ترمي من خلالها إلى إنشاء قوة عسكرية لحماية مصالحها في المنطقة القطبية الشمالية والتي تتوقع موسكو أنها ستصبح قاعدة الموارد الرئيسية بالنسبة لها بحلول عام 2020.

ورغم الاعتقاد بأنه كان قد جرت الموافقة على الاستراتيجية الجديدة منذ شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي، إلا أنه لم يتم الإعلان عنها إلى أن كُشفت تفاصيلها في وثيقة نُشرت اليوم على موقع مجلس الأمن القومي الروسي على شبكة الإنترنت.

وتتوقع الوثيقة أن تصبح المنطقة القطبية الشمالية المصدر الرئيسي للنفط والغاز خلال العقد المقبل. وحتى تتمكن من حماية مواردها وأصولها، تقول موسكو إن أحد أهدافها الرئيسية سيكون تأسيس وبناء قوات quot;تكون قادرة أن تضمن وتكفل الأمن العسكريquot; في المنطقة.

ويقول جيمس روجرز، مراسل بي بي سي في موسكو، إنه مع فتح قضية التغير المناخي المجال لإمكانية التنقيب والحفر في مناطق لم يكن الوصول إليها ممكنا في السابق، اكتسبت المنطقة القطبية الشمالية أهمية استراتيجية في روسيا.

لكن، من المتوقع أن تسبب طموحات موسكو القلق بين الدول الأخرى التي تدعي بوجود مصالح لها في تلك المنطقة، لا سيما وأن الكثير من تلك الدول أخذت تنحو منحى دفاعيا عن مصالحها تلك.

ففي عام 2007، قام مستكشفون من البعثة الروسية بنصب العلم الوطني لبلادهم على عمق 4200 متر في قاع المحيط القطبي الشمالي، وذلك في مسعى من قبل موسكو لتدعيم حججها في ادعاء ملكيتها للمنطقة القطبية.

واصطحب المستكشفون على متن غواصتين روسيتين معهم علم بلادهم المعدني المصنوع من مادة التيتانيوم المقاومة للصدأ في أول رحلة استكشافية من نوعها في المنطقة.

وقد وصلت الغواصة مير-1 إلى قاع المحيط في أسفل القطب الشمالي كجزء من مهمة تهدف إلى البحث عن أدلة جيولوجية تدعم حجج موسكو في ملكيتها لقاع المحيط الغني بالموارد الطبيعية.

وتقول روسيا إن لها الحق في مساحة هائلة من منطقة القطب الشمالي التي يُعتقد أنها تضم احتياطات هائلة من النفط والغاز الطبيعي والثروات المعدنية.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تحدث بالفعل عن الحاجة إلى أن quot;تضمن روسيا مصالحها الاستراتيجية والاقتصادية والعلمية والدفاعيةquot; في منطقة القطب الشمالي.

وقدمت روسيا حججها عام 2001 أمام لجنة تابعة للأمم المتحدة، قائلة إن المياه الواقعة أمام سواحلها الشمالية ما هي إلا امتداد لمياهها الإقليمية، لكن اللجنة رفضت الحجج وطالبت موسكو بتقديم المزيد من الأدلة.

وكان ذوبان الجليد القطبي قد أدى إلى احتدام المزاعم بشأن حق الوصول إلى المنطقة والاستفادة من ثرواتها، إذ أن المطالب الروسية تلقى منافسة ومزاحمة من دول أخرى، مثل الولايات المتحدة وكندا والدنمارك والنروج، وهي جميعها تمتلك شريطا ساحليا مع المنطقة القطبية الشمالية وتدعي سيادتها على أجزاء منها.

يُذكر أن التقديرات تشير إلى وجود حوالي 90 مليار برميل نفط لم تُستغل بعد في المنطقة المذكورة، الأمر الذي سيجعل من المنافسة عليها بين الدول المذكورة تزداد حدة وشراسة في المرحلة المقبلة.