واشنطن: ينقل الرئيس الاميركي باراك اوباما الاسبوع المقبل الى اوروبا الطموحات الكبرى التي تتميز بها رئاسته الفتية خلال سلسلة من اجتماعات القمة المفصلية مع رؤساء كبرى دول العالم وخلال محطة في تركيا.

وبعدما قضى اوباما شهريه الاولين في البيت الابيض ساعيا لانقاذ الاقتصاد الاميركي، يقوم الاسبوع المقبل باولى رحلاته الرئاسية الكبرى سيسعى خلالها للعب دور محرك في التصدي للانكماش الاقتصادي ولاقناع حلفائه بصحة استراتيجيته الجديدة في افغانستان.

وسيبدأ اوباما رحلته بمحطة في لندن حيث سيشارك في قمة مجموعة العشرين الخميس، قبل ان يتوجه الى فرنسا والمانيا بمناسبة الذكرى الستين لقيام الحلف الاطلسي، ثم الى براغ حيث يشارك في اللقاءات الاميركية الاوروبية، واخيرا في تركيا.

وقال كريغ كينيدي رئيس مركز الابحاث الاميركي quot;جيرمان مارشل فاندquot; المتخصص في العلاقات بين ضفتي الاطلسي quot;اعتقد ان في وسعنا القول بصدق ان رحلة باراك اوباما الاولى الى اوروبا قد تكون الزيارة الاكثر ترقبا لرئيس الاميركي الى الضفة الاطلسية الاخرىquot;.

واضاف quot;ربما كانت زيارة كينيدي الى برلين اشد وقعا، لكنها بهذا المستوىquot;.

وفي مطلق الاحوال، سوف تكون هذه اول فرصة تتاح لاوباما من اجل ان يصحح صورة الولايات المتحدة في العالم.

واوضح ريجينالد ديل من مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية ان اوباما quot;سيشارك للمرة الاولى في قمة مع قادة الدول الكبرى. سيكون للمرة الاولى في هذه البيئة الخاصة بدون ان يكون موضع اعجاب وتهليل كما هو في الولايات المتحدةquot;.

ورأى ان هذه الجولة ستشكل quot;اختبارا لميزاته القياديةquot;.

وسيغتنم اوباما المحطة الاولى من جولته في لندن حيث سيحضر قمة مجموعة الدول الصناعية والناشئة الكبرى العشرين، لعقد اول لقاء له مع الرئيسين الروسي والصيني.

وسيغادر بعدها الجمعة الى ستراسبورغ في فرنسا وكيل في المانيا للمشاركة في قمة للحلف الاطلسي. كما سيلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل وسيشارك في جلسة اسئلة واجوبة مع طلاب حول مستقبل الحلف الاطلسي.

والاحد في الخامس من نيسان/ابريل، يشارك اوباما في براغ في القمة بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وسيلقي خلالها خطابا يلقى ترقبا شديدا حول انتشار الاسلحة النووية. كما افاد مستشاروه انه سيلتقي هناك القادة التشيكيون.

واخيرا يزور الرئيس الاميركي انقرة واسطنبول ليؤكد على الدول الاستراتيجي الحيوي الذي تضطلع به تركيا.

واتخذ اوباما قرارات تعاقبت بوتيرة سريعة جدا منذ تولي مهامه في 20 كانون الثاني/يناير، بين اغلاق معتقل غوانتانامو في غضون سنة والدعوة الى حوار مع ايران العدوة التاريخية للولايات المتحدة واعلان انسحاب تدريجي من العراق واستراتيجية جديدة في افغانستان.

كما عمل الرئيس الاميركي على احداث تقارب مع روسيا بعد التوتر الذي ساد العلاقات بين البلدين في عهد سلفه جورج بوش. وسيكون لقاؤه الاول مع ديمتري مدفيديف تحت المجهر.

وترغب واشنطن في الحصول على دعم اشد حزما من روسيا من اجل وقف برنامج ايران النووي وقد اعلن اوباما انه سيعيد النظر في مشروع بوش لنشر عناصر من الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في بولندا والجمهورية التشيكية، وهو مشروع يثير استياء شديدا في موسكو.

اما بالنسبة للاجتماع مع الرئيس الصيني هو جينتاو، فمن المتوقع ان يبحث اوباما خلاله بصورة رئيسية سبل وقف الانكماش الاقتصادي وكذلك برنامج كوريا الشمالية النووي.