بغداد: تبدأ اليوم القوات البريطانية انسحابها من مدينة البصرة التي تتمركز فيها، وستحل محلها القوات الأميركية، بعد ست سنوات من المشاركة في الحرب على العراق، كلفت بريطانيا حياة 179 من جنودها، وانهيار حكومة احد أكثر رؤساء وزرائها شعبية ومليارات من الدولارات.

ويغادر حوالي 200 جندي من البصرة اليوم، وهم يشكلون عناصر القيادة العسكرية، وعلى رأسهم القائد العسكري الأخير للقوات البريطانية في العراق الميجور جنرال اندي سالمون. ويوجد في العراق الآن 4100 جندي، على أن تنسحب وحدات عسكرية تدريجياً حتى نهاية يوليو (تموز) المقبل ليبقى فقط 400 جندي.

من جانبه، أكد ناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية أن القوات quot;ستخرج من المنفذ المعتاد وهو الكويتquot;. وأضاف لـquot;الشرق الأوسطquot; أن وزارة الدفاع خسرت 179 جندياً في العراق، 136 منهم في عمليات قتالية و43 وفاة لأسباب غير قتالية. كما كشفت وزارة الدفاع أمس، عن أن كلفة الحرب بين الأعوام 2003 ـ 2008 بلغت أكثر من تسعة مليارات دولار.

مرفوعو الرؤوس

وقال الميجر جنرال سالمون ان الكثير قد أنجز خلال السنوات الست الماضية. وقال سالمون: quot;لقد ساهمنا في إحلال الأمن، وهيأنا الظروف لاستمرار التطور الاجتماعي والإقتصادي، وأظن أن بإمكاننا الرحيل ورؤوسنا مرفوعةquot;. وستضطلع القوات الأميركية جنوبي العراق بدور مختلف نسبيا، يتركز على تدريب الشرطة العراقية وإبقاء خطوط الإمدادات مفتوحة بين بغداد والجنوب.

وقال الكولونيل جونسون ان الهدف من نقل السلطة من البريطانيين الى الأميركيين في الجنوب هو أن لا يبدو وكأن شيئا قد تغير، وأن لا يكون وجود الجيش الأميركي ملفتا للانتباه، وأنهم سيديرون الأمور بنفس الطريقة التي كان ينتهجها البريطانيون. يذكر أن القوات الأميركية أيضا تقلل من وجودها في العراق، حيث سيغادر لواءان منطقة الأنبار التي كانت يوما ما معقلا للقاعدة في العراق، ولكن معظم القوات العراقية ستبقى حتى نهاية عام 2011.