أسامة مهدي من لندن: بدأ وزير الدفاع البريطاني جون هاتون مباحثات في مدينة البصرة العراقية الجنوبية اليوم مع قيادة قوات بلاده المنتشرة هناك حول مستقبلها في العراق. ووصل الوزير البريطاني الى البصرة قادما من بغداد اليوم وبدأ على الفور مباحثات مع قيادة قوات بلاده المتمركزة في البصرة حول مستقبل تواجدها في العراق والمهمات التي تقوم بها هناك والتي ينتظر ان تتحول من تنفيذ العمليات العسكرية الى تدريب قوات الجيش العراقي.

ومن المنتظر ان يجري هاتون في وقت لاحق اليوم مباحثات مع محافظ البصرة والمسؤولين المحليين تتناول دور الشركات البريطانية في عمليات اعادة الاعمار بالبصرة كبرى مدن الجنوب العراقي . وكان الوزير البريطاني الذي تولى مهامه في الثالث من الشهر الحالي قد وصل الى بغداد امس فجأة واجرى مباحثات مع رئيس الوزراء نوري المالكي ووزير الدفاع عبد القادر العبيدي.

وخلال اجتماعه مع هاتون اعلن المالكي ان حكومته ستعين فريقا تفاوضيا لبحث مستقبل القوات البريطانية في العراق حيث صحب الوزير معه وفدا لهذا الغرض أيضا . وابلغ المالكي الوزير البريطاني quot;ان العراق سيعين فريقا تفاوضيا لغرض بحث مستقبل القوات البريطانية في العراق مشددا على ضرورة التوصل الى اتفاق بين بغداد ولندن في هذا الشأن قبل نهاية التفويض الدولي في الحادي والثلاثين من كانون الاول (ديسمبر) المقبل. واكد قائلا quot;ان الوقت حان لبناء افضل العلاقات مع الدول التي وقفت الى جانب العراق ضد الدكتاتورية سعيا نحو بناء دولة عصريةquot;.

واكد المالكي ضرورة وضع الية مشتركة بين العراق وبريطانيا حول مستقبل القوات البريطانية في العراق مشيراً الى حرص الحكومة العراقية على توطيد العلاقات مع بريطانيا وتعزيز التعاون الاقتصادي والعلمي والثقافي معها . وقال quot;في حال تمت الموافقة من جانب المؤسسات الدستورية على الاتفاقية بين العراق والولايات المتحدة الاميركية فان ذلك سيسهل عقد إتفاقية مع بريطانيا حول مستقبل قواتها في العراقquot;.

ومن جانبه اشار الوزير الى انه اصطحب معه من لندن فريقا تفاوضيا لمناقشة وضع قوات بلاده مع المسؤولين العراقيين. واكد رغبة حكومة بلاده في تشجيع الشركات البريطانية على العمل في مجالات الاعمار والاستثمار في العراق كما قدم دعوة رسمية لرئيس الوزراء للمشاركة في مؤتمر اقتصادي رفيع يعقد في بريطانيا في التاسع عشر من الشهر المقبل فوعد بأن يكون العراق حاضرا في هذا المؤتمر.

واكد الوزير رغبة بلاده للإتفاق مع العراق حول مستقبل القوات البريطانية على اراضيه واستعداد الشركات البريطانية للمشاركة في مشاريع البناء والإعمار والإستثمار في البصرة وعموم المحافظات العراقية والمساهمة في تطوير الإقتصاد العراقي والتعاون في المجالات العلمية والثقافية.

وسبق لرئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ان وعد في تموز (يوليو) الماضي بسحب جزء كبير من قوات بلاده من العراق في الشهور الأولى من عام 2009 ولكن الجيش البريطاني قال ان الوقت لم يحن بعد للحديث عن حجم القوات التي سيجري سحبها إذ أن ذلك بحاجة لاتفاقية خاصة لتمديد عمل القوات .

وكان المالكي اكد الاسبوع الماضي ان وجود القوات البريطانية لم يعد ضروريا بالنسبة للامن في العراق. وقال في تصريحات نشرتها صحيفة quot;تايمزquot; اللندنية نحن quot;نشكرها على دورها لكنني اعتقد ان وجودها في العراق لم يعد ضروريا لحفظ الامن والسيطرةquot;. واضاف quot;يمكن ان تكون هناك حاجة لخبرتها في التدريب او بعض المسائل التكنولوجية. لكن كقوة مقاتلة، لا اعتقد ان وجودها ضروريquot;.

وانتقد المالكي قرار سحب القوة البريطانية من احد القصور في وسط البصرة اواخر العام الماضي بعد ان كان تحت سيطرتها منذ الحرب عام 2003 ونقلها الى قاعدة في المطار خارج المدينة .. وقال quot;ان البصرة في حينها لم تكن خاضعة لسيطرة الحكومة المحلية وانما للعصابات والميليشيات وقد نأت القوات البريطانية بنفسها عن المواجهات مما اعطى فرصة للعصابات والميليشيات للسيطرة على المدينةquot;.

واضاف ان quot;الاوضاع تدهورت بشكل مريع الى درجة ان شبانا منحرفين حملوا السيوف لحز رقاب النساء والاطفال. لقد استنجد سكان البصرة بنا فتحركنا لاستعادتهاquot;. ويتفاوض العراق والولايات المتحدة منذ شهور على اتفاق أمني لتسوية وضع القوات الأميركية متى ينتهي التفويض الذي وضع عقب دخولها الى العراق عام 2003 فيما تسعى بريطانيا التي لديها 4100 جندي في العراق ابرام اتفاق مماثل فور انتهاء هذه المفاوضات.

وتعتبر بريطانيا الشريك الأكبر للولايات المتحدة الأميركية في عملية احتلال العراق في آذار (مارس) عام 2003 وكانت قواتها المشاركة في الحرب هي الثانية من حيث الحجم بعد الاميركية وقد تم سحب أكثر من نصف قواتها من جنوب العراق ولم يبق منها سوى 4100 جندي في القاعدة البريطانية قرب مطار البصرة الواقع في شمال المحافظة.

وكان بيل راميل وزير الدولة البريطاني لشؤون الخارجية قد اشار خلال زيارة الى بغداد الاسبوع الماضي الى انه منذ العام الماضي حدث تغير دور القوات البريطانية في العراق من مرحلة الحرب الى مرحلة التوجيه والتدريب واستطاع لحد الان تدريب 20 الف فرد من القوات العراقية وهذه احدى الخطوات في مساعدة الجيش العراقي لتسلم كامل المسوؤلية الامنية بنفسه. واكد قائلا quot;متى ما استطاعت القوات العراقية في تثبيت الامن والاستقرار في العراق عندها ستنسحب قواتنا من العراق لكن الان لايوجد اي جدول محدد لانسحاب قواتنا من العراقquot;.